رئيس التحرير
عصام كامل

وداعا النائب الحر.. البدري فرغلي!

قبل سنوات.. سألت القيادي الشاب بحزب التجمع وكنت أتابع جريدة الحزب "الأهالي" بانتظام وصور البدري فرغلي كل عدد يتحدث إلي الناس: "هل ممكن يفوز فرغلي في أي انتخابات قادمة؟!" قال: "رجل غلبان.. عامل بسيط في الميناء" ! قلت: "عامل وهكذا ثقافته؟! إنه مؤهل جدا لكنه لا يريد إلا انتخابات نزيهة"!


وفي أول انتخابات نزيهة رفعت الدولة وقتها يدها قليلا عن العملية الانتخابية أو قل رفعت يدها عن بعض الدوائر لينجح العامل البسيط ممثلا عن شعب بورسعيد الحر وعن المدينة الحرة وعن كل أهل مصر.. ليعبر فعلا عن مصالحهم الحقيقية.. يقف ضد عمليات بيع مصر في الخصخصة.. ويتصدى لأسوأ صور الفساد في التخلص من ممتلكات شعبنا وثروته ويرفض الاستيلاء على أموال شيوخ شعبنا من أصحاب المعاشات بقرار من وزير فاسد وبرضا حكومة فاسدة في نظام فاسد ويعلو صوته بالحق تحت قبة البرلمان وخارجه..

ورحلت "شروق" على أبواب مستشفى الأقصر العام!

ويقاتل من أجل تأسيس نقابة لأصحاب المعاشات ويرفض مع شرفاء بورسعيد وأحرارها مسألة عودة تمثال ديليسبس رافضا عودة رمز الاحتلال والاستغلال والنهب إلى أرض المدينة الباسلة! ولم يترك أمرا يخص المصريين إلا وتبناه لينضم إلى قائمة طويلة من شرفاء نواب الشعب مع الدكتور القاضي وممتاز نصار وأحمد فرغلي وعادل عيد وكمال أحمد وضياء الدين داوود النائب والوزير الراحل عم النائب الحالي الذي يحمل اسمه وغيرهم وغيرهم!

من أجل أمثال البدري فرغلي وأحمد طه والسيد رستم وفكري الجزار وكل عمال وفلاحين مصر البسطاء شرعت نسبة الـ 50٪ للعمال والفلاحين  قبل الانحراف بها ليمثل هؤلاء ومصالحهم أبناؤهم ممن يعرفون مشاكلهم وحلولها لكن ورغم التلاعب بفلسفة التشريع إلا أن البدري فرغلي أعاد لها الاعتبار ليمثل العامل البسيط ابن العامل البسيط شعب مصر.. علي خير ما يكون.. وعلى أفضل ما يكون.. ليبدو حزن الناس عليه أمس كبيرا.. من اتفقوا معه ومن اختلفوا.. لرجل اختار الانحياز للناس فانحازوا له حيا وميتا!
رحمات الله على نائب الشعب الحر.. وخالص العزاء لأسرته ولكل أهل بورسعيد الأحرار !
الجريدة الرسمية