رئيس التحرير
عصام كامل

مصانع تديرها النساء لأول مرة في الصعيد.. إطلاق مشروع "مصنعك جنب بيتك".. ومؤسسة النداء: نسعى للتحول إلى القرى المتخصصة | فيديو

جانب من حوار مسئول
جانب من حوار مسئول النداء
بدأت النساء بالصعيد في إدارة مشروعات مهمة مثل الملابس الجاهزة ، والنحاس والكليم والحرير والتي تساعد في الاكتفاء الذاتي والتصدير للخارج لتوفير العملة الصعبة.  



وأجرت فيتو حواراً مع الدكتور وليد بريقع ، المدير التنفيذي للمؤسسة المصرية للتنمية المتكاملة "النداء" للتعرف أكثر على مشروعات المؤسسة في قرى محافظات الصعيد والتي سوف تحقق طفرة اقتصادية حقيقة خلال الفترة المقبلة.

متي بدأت "النداء " مشروعاتها في صعيد مصر؟

 بدأت عملها في عام 2012 بهدف التمكين الاقتصادي للفئات الاكثر احتياجا في قري صعيد مصر، وخلق نماذج تنموية قابلة للتكرار ، فنحن لدينا إيمان كامل بان التنمية لن تتحقق بشريك واحد، ولذا قمنا بالعديد من الدراسات في مختلف قري الصعيد، ووقع اختيارنا علي  قنا لتكون نقطة الانطلاق، ولكي تكون نموذج يمكن تكراره في المحافظات الأخرى وكانت البداية هنا بالتمكين الاقتصادي من خلال 3 محاور اساسية الاول كان التنمية الزراعية، والثاني كان تنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة، والثالث تحسين الخدمات في القري الاكثر احتياجا وكل هذا كان يتم بالمبدأ الاساسي للمؤسسة وهو التمكين الاقتصادي الذي يتبعه تمكين اجتماعي وبيئي وتعليمي .

ما أهم الافكار التي تم تنفيذها في التنمية الزراعية ؟وما الاختلاف الذي قامت به النداء في قري الصعيد ؟وما مدي الاستجابة؟

الهدف كان مساعدة المزارع لتطبيق نماذج جديدة لم يتم تطبيقها من قبل حتي يتمكن من التنمية الاقتصادية الزراعية دون التأثير علي التنافسية وبالفعل هذا دفعنا الي تنفيذ زراعات لاول مره ومنها كان نموذج المزارع السمكية المتكاملة بالفكر الانتاجي وهو الاستزراع السمكي وكان هذا نموذج قابل للتكرار حتي يستطيع المزارع تنفيذه.

وصغار المستثمرين والشباب ينتجون العديد من انواع الاسماك وخاصة البلطي وهدفنا أن يكون هناك ثبات في اسعار الاسماك في المحافظة ، من خلال توفير بكميات كبيرة وتم تدريب عدد كبير من طلاب الجامعة علي هذا النموذج من كليات الطب البيطري والزراعة واصبح لدينا12مزرعة خاصة لصغار المستثمرين في مختلف قري مراكز المحافظة .

وماذا عن تدوير المخلفات الزراعية؟

لدينا مشروع الاعلاف حيث تم تطوير المخلفات الي منتج يدوي حرفي ونفذنا تجربة مخلفات الموز وتم استخراج العديد من المنتجات ومنها حبال الموانئ وتم تصنيع التيشيرات والقمصان من الياف الموز وتم فتح ورشة للحرف اليدوية لصناعة ورق البردي ومشغولات مختلفة من الفايبر الخاص بالموز .

تجربة تربية الدواجن كانت نموذج متميز للنداء في محافظات الصعيد ..حدثنا عنها ؟
اخترنا السيدات في القري الاكثر فقرا بالصعيد واستطعنا إعداد نموذج تنموي ، فقد كان يتم اختيار 100 سيدة ويتم تسليمها 100 بطارية دواجن، ونحن لدينا مجموعة متخصصة من مركز البحوث تصل الي 16 باحث من مختلف الجامعات .

استطعنا إعداد هذه النموذج ويتم تسليمها قطيع من الدجاج وذكر للتخصيب ويتم التعاقد مع جمعية مركزية بالقرية ليتم وضع مفرخ اوتوماتيكيا كبير وكنا نعلم السيدات تربية الدواجن بشكل صحيح من خلال دورة مكثفة لهم للاستفادة منه بشكل اقتصادي وكنا نوفر العلف والدورة التدريبية بالاضافة الي إجراء تعاقد بين الجمعيات والسيدات لتجميع البيض 20% للاستهلاك المنزلي و80% للجمعية بمقابل مادي .

والجمعية تأخذ البيض لوضعه في المفرخ مدة 21 يوما لستخرج منه كتاكيت جديدة يتم تسليمهما الي سيدات أخريات وذلك بالتنسيق مع "النداء" واستطعنا خلق نماذج من السيدات العاملات داخل البيوت فضلا عن تنمية سلالات جديدة تتحمل درجة الحرارة خاصة في الصعيد واصبح لدينا أكثر من 600 مستفيدة .

ماذا عن أنشطة النداء في القري وعددها؟

لدينا 94 نشاطا في أكثر من70 قرية بتسع مراكز بقنا فقط. هذه الانشطة تتم من خلال شركاء في القرية او من خلال جمعيات وهذا بمبدأ الاستمرارية ونقل النموذج الي شركاء المجتمع الاساسين .

ما سر استمرار "النداء" مدة 9 سنوات ولا تزال تعطي في صعيد مصر؟
أننا نعمل بمبدأ الشراكة وهذا كان سببا رئيسيا في الاستمرار طوال هذه المدة، وحتي تستمر لا يجوز لك الانفراد بل المشاركة مع الجهات الشريكة لضمان الاستمرار ، بالإضافة الي تعاون مديرية الزراعة وفتح مكتب داخل المديرية ولدينا ابحاث  وتقارير عن التنافسية .

ماذا عن نموذج المدارس الحقلية الذي ينفذ لأول مرة في صعيد مصر؟
الهدف من إنشائها كان مساعدة الارشاد الزراعي، وكانت المدارس عبارة عن فصول داخل الحقل لحوالي 20 مزارعا ومعهم إدارة الإرشاد الزراعي ويتم الحديث بشكل عملي وليس نظري عن مشكلة المحصول نفسه الذي سيتم زراعته .. نحضر المزارعين لمحصول القصب مثلا والذين يجتمعون مع بعضهم البعض لمناقشة كافة الصعوبات والعقبات التي تواجههم .

وماذا عن الجديد في مناحل العسل بالصعيد؟

أدخلنا لأول مرة إنتاج "الطرود" والتي يتربي فيها النحل نفسه فضلا عن انتاج سم النحل وانتاج غذاء ملكات النحل.. وأصبحت قنا مصنعة لعسل النحل.

إنتاج الحرير ضمن منظومة كبيرة تتم لأول مرة في صعيد مصر. حدثنا عن هذا المشروع؟
استطعنا تخصيص 20 فدانا في المرحلة الاولى كتجربة لتربية دود متقزم غير مثمر فنحن كنا بحاجة الي ورق التوت فقط ومن خلال فريق الابحاث استطعنا دراسة جميع التجارب السابقة لزراعة التوت في مصر والاستفادة من تلك التجارب السابقة، وتمكنا من تنفيذ نموذج حديث يجمع بين النموذج الياباني الصيني والتايلاندي في الماكينة والايدي العاملة واستطعنا الخروج بنموذج متميز علي مستوي العالم .

كما جعلنا دورة إنتاج الدود 3 مرات في السنة الواحدة وهو ما سوف يجعل انتاج الحرير 3 مرات سنويا، والجديد لدينا في انتاج الحرير أننا نهتم بسلسلة القيمة المضافة وبدأنا بالفعل في انتاج منتجات من الحرير وليس فقط انتاج خيوط الحرير، بمعني أننا أدخلنا خيوط الحرير في صناعة الكليم والفركة لأول مرة في نقادة وسيتم زيادة المساحة من خلال الحصول علي 200 فدان اضافي من شركة مياه الشرب والصرف الصحي للاستفادة من مياه الصرف المعالج في الغابة الشجرية لزراعتهم بالتوت وذلك بالتعاون مع دولة الصين بمنحة قدرها 5 مليون دولار كمرحلة اولي .

اسباب اختيار الصين؟
لقيام الصين بإعادة توطين صناعة الحرير واستخراجه خارج الصين بسبب العمالة التي اصبحت اجورها مكلفة جدا داخل الصين وهذا جعلها تفكر خارج الصندوق بتوفير تكلفة العمالة الكبيرة في الدول الافريقية وكان امامها العديد من الاختيارات لكذا دولة ووقع الاختيار علي مصر وهذا من حظنا فبعد مشاهدتهم للتجربة الموجودة في صحراء نقادة قرروا اعادة توطين الحرير في جنوب مصر بنقادة بمحافظة قنا لتصبح محافظة رائدة في صناعة وانتاج الحرير.

ماذا عن مشروع "مصنعك جنب بيتك"؟

كانت الفكرة هي تمكين السيدات اقتصاديا مراعاة للعادات والتقاليد لعمل المرأة في خارج القرية وتحمل اعباء السفر ففكرنا في أن يكون العمل بالقرب من منزلها .

"منتج لكل قرية" حدثنا عن هذا المشروع الضخم؟
الهدف ليس فقط تعليم السيدة او الفتأة حرفه ، فضمن دراستنا كان لابد من تعليمهم التصميم ومتطلبات السوق من خلال فريق للتسويق حتي يتمكنوا مع معرفة كيفية عمليات التصنيع ومن خلال هذا تم ادخال 26 حرفة في 26 قرية وجميع الحرف كانت لاول مره تكون بقنا من ضمنها "الصرمة والخيامية والنحاس والصدف والكليم والجلود " وكانت امامنا الكثير من التحديات في بعض القري ومنها العادات والتقاليد التي كانت ترفض بشدة خروج السيدة للشارع وليس العمل .

فكرة إدارة النساء لمشروعات خاصة بهم من "الالف للياء" حدثنا عن تلك التجربة الفريدة من نوعها بصعيد مصر؟
كانت البداية في إدارة سيدات لأول مصنع خشب نسائي علي مستوي العالم جميعه من السيدات والفتيات بالكامل والحقيقة عندما ذكرت لي وزيرة الصناعة مصطلح "النداء استطاعت عمل اول مدينة صناعية نسائية في صعيد مصر" فكان أمر مثير للأعجاب والفخر بشكل كبير" .

ماذا عن التخصصية والتنافسية بمشروعات النداء؟
 الهدف كان خلق قري منتجة لحرفة واحدة فقط للتنافس والتخصص حتي لا تقع منا اي حرفة او قرية ، وهذا أمر ليس بسهل، والهدف من ذلك خلق تكتل بورش كبيرة وحجم انتاج كبير سيصبح بجوارهم شركة للشحن وكافية لإعداد المشروبات وبهذا سيتم خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة فمثلا عندما يكون النحاس في المعنا سيكون الطلب كبير وبالتالي يتم التوسعة في المشروع لتتحول بعد مضي 5 الي 6 سنوات متخصصة مثل دمياط في الأثاث المنزلي .

ماذا عن خطة النداء الاستراتيجية ؟
لدينا خطة علي مدار 15 عاما مكتوبة وموزعة 3 مراحل كل مرحلة 5 سنوات يتم دراسة النواتج التي يجب أن تصل اليها ، وهذا ما وصلنا اليه من خلال تدريب حوالي 1400 مستفيدة واصبح لدينا حرف يتم تصديرها لدول مختلفة في اوروبا والشرق الاوسط ودول الخليج ، وبدأنا ننتقل من مرحلة الورش الصغيرة الي المصانع لكبر حجم السوق معنا .

وأصبح لدينا متطلبات توفق الهاند ميد والحرف اليدوية وأصبح لدينا مصانع لصناعة الخشب بالجمالية تم افتتاحه منذ 3 سنوات ومصنع الملابس الجاهزة الأول والذي حقق طفرة على مستوى السوق المحلي واستطعنا التطوير والإنتاج بنظم مختلفة ونحن بصدد افتتاح ثاني مصنع للملابس الجاهزة بقوص خلال 3 أسابيع ليكون لدينا نموذج للمصانع النسائية المتكامل.

ماذا عن نموذج ربط الاقتصاد بتحسين الخدمات في قري الصعيد؟
هذا كان أهم محور بالنسبة لنا واستطعنا من خلال الدخول في القري دراسة تحسين الخدمات الصحية من خلال تطوير الوحدات وبرامج صحية مطورة ودورات للتوعية الصحية وبدأنا إقامة مشاغل صغيرة بجوار فصول محو الاميه لتكون حافز للسيدة للتعلم وليس الهدف من فصول محو الامية هو الحصول علي شهادة ولكن حاولنا محو اميتها من خلال خلق حافز وهو نجاحك بشكل حقيقي بعد مضي 9 أشهر للتعلم للاختبار والنجاح للفوز بالوظيفة داخل المشغل ووصلت نسب النجاح إلي 83% .

وتم محو ما يقرب من 2000 مستفيدة بينهم 1800 وصل لمرحلة الكتابة والقراءة بشكل جيد وبينهم من تكمل دراستها حاليا فضلا عن تعلمهم الحرف وإنتاج الستائر وجهاز العروسة والمفروشات وايضا للحفاظ علي كيان الاسرة المصرية من خلال الاهتمام بالاطفال فقد كان الي جوار الفصل الدراسي والمشغل وفصل رياض الأطفال .
















الجريدة الرسمية