رئيس التحرير
عصام كامل

خيري شلبي: "عاوز أحلق دقني" شفرة اقتراض المال من صلاح جاهين

خيرى شلبى
خيرى شلبى
في سلسلة مقالاته يعترف الأديب خيري شلبي كيف بدأ الكتابة الصحفية فكتب في مجلة الإذاعة سلسلة مقالات في الثمانينات عن مشواره الصحفي يقول فيها : 

حضرت إلى القاهرة وذهبت للعمل بجريدة الجمهورية عام 1962 وكانت جريدة الثورة وتضم كفاءات مثل يوسف إدريس ولويس عوض ومحمد عودة وعبد الرحمن الشرقاوي ومحمد مندور وسعد مكاوي.


وتضم أيضا ستة رؤساء للتحرير وهم طه حسين وإبراهيم نوار وإسماعيل الحبروك وكامل الشناوي وعبد الرحمن الخميسي وأحمد عباس صالح .

وكان في الجمهورية من الشباب سعد الدين وهبة وفهمي حسين ويوسف صبري، بدأت العمل في الديسك مقابل مكافأة 4 جنيه شهريا، وكان أول عمل لي بالإذاعة إعادة كتابة مسلسل الأيام لطه حسين كمسلسل إذاعي وبعد موافقة طه حسين الذي كان شرطه ألا يكتب بالعامية، ونجح العمل وكان فاتحة خير.

أعددت بعده عودة الروح لتوفيق الحكيم كمسلسل، كما أعددت برنامج "حياتي" الذي تقدمه فايزة واصف واستمر سنوات طويلة وزاد الدخل وأقمت في فندق امبريال بشارع رمسيس .

في سنة 1964 عملت سكرتيرا لتحرير مجلة المسرح وكتبت مقالات نقدية للعروض المسرحية وأصبحت مهموما بأن أصبح كاتبا للمسرح مثل نعمان عاشور ورشاد رشدي ويوسف إدريس، وانتدبت للتدريس في معهد المسرح، ثم كتبت رواية "اللعب خارج الحلبة " وكتبت القصة القصيرة ونشرتها في جريدة المساء .

 وحين أصبح صديقي محمود سالم رئيسا لتحرير مجلة الإذاعة طلب مني الانضمام غلى ديسك المجلة وكتابة مقالات في النقد المسرحي ثم كتبت رواية "السنيورة " .

كان محمود سالم مع الراحل العظيم صلاح جاهين أهم مصدرين عندي للاقتراض والسلف وكانت في العادة منحا لا ترد .                   كنت لو لم أجد محمود اذهب إلى صلاح جاهين في جريدة الأهرام وكانت تقع في شارع الساحة بوسط البلد وكان بيني وبينه "شفرة " أي سين حيث امر عليه مفلسا فيسألني عن أحوالي فأقول له (عاوز أحلق دقني ) وهذا معناه عاوز فلوس فيعطيني مبلغ من المال ما بين جنيه ونصف جنيه لاسير بها حالي ، وعندما كنت لا أجده امر على أحمد بهجت في حجرته الخاصة التي كانت تشبه بير السلم وعلى الأقل كنت أجد عنده السجائر والشاي والسندويتشات .

استأجرت شقة للمرة الأولى بستة جنيهات في المعادي وتزوجت فيها وكنت قد ملكت أكثر من ألف كتاب والشقة ليس بها مياه بل يحضرها إلينا السقا ويضعها في الزير .

انضممت مثل كل شباب المرحلة إلى الإخوان في البداية وهناك من استمر وهناك من تركهم مثلي عندما بدأت اشعر أنه تنظيم سياسي أكثر منه ديني، وصادفت من يكتبون قصصا تافهة يجدون من يصفق لهم ويكتب عنهم أطنانا من الورق .

أما أنا فكنت انزل كل يوم وسط البلد واجلس على مقاهي ريش وزهرة البستان وأتيليه القاهرة وكان يرافقني أمل دنقل في حين انعزل عبد الرحمن الأبنودي يكتب الشعر بعيدا .

هنا قررت العزلة لاتفرغ للكتابة بعد أن نصحني نجيب محفوظ ومحمد مندور بالتفرغ للأدب والفن وكنت قد أنجبت ريم وزين العابدين لكن جاء ضوضاء البيت وصراخ الأطفال، ووجدت روحي تذوب وسط المقابر المحيطة فانعزلت اكتب في أحواش المقابر أكثر من 18 سنة كتبت فيها رواياتي الشطار، العراوى، فرعان من الصبار، موال البيات والنوم، وكالة عطية، وكنت من النادرين الذين لم يحملوا وسام دخول السجن والحمد لله على ذلك .
الجريدة الرسمية