رئيس التحرير
عصام كامل

حرية الإعلام وحدودها!

ما هي حدود حرية الإعلام والصحافة؟! 
هذا سؤال من المفترض أننا توصلنا إلى إجابة محددة وواضحة له منذ وقت طويل مضى!.. بل إن هناك من يرى إن إعادة طرح هذا السؤال يخفى رغبة ممن يطرحه في تقييد حرية الإعلام والصحافة!.. غير أن من يتابع أحوالنا الإعلامية والصحفية سوف يكتشف أننا نحن معشر الصحفيين والإعلاميين في حاجة إلى إعادة طرح هذا السؤال مجددا على أنفسنا، للتوافق على إجابة واضحة ومحددة له..


لأننا نكيل بأكثر من مكيال في تقييم الممارسات الإعلامية والصحفية، حيث نرحب ونحتفى بتوجيه النقد لمسئول ما، ونعتبر ذلك حقا لنا لا نفرط فيه، حتى لو كان هذا النقد فادحا وشديدا، وبلغ مرحلة الهجوم الشخصى، بينما نعتبر توجيه النقد لمسئول آخر تجاوزا، وهو تجاوز لحرية الإعلام يتعين محاسبة وعقاب من قام به! 

نعم إن كل حرية -وليست حرية الإعلام والصحافة وحدها- ليست مطلقة ولها حدود حتى لا تتحول إلى سب وقذف وتشهير من خلال توجيه اتهامات لأحد دون وجود أدلة تؤكد هذه الاتهامات، وأيضًا حتى لا يحول الإعلامي والصحفي نفسه قاضيا يفصل فيما يوجهه من اتهامات للمسئول أو حتى للمواطن العادى!

قليل من التفاؤل !

لكن يتعين أن تكون هذه الحدود لحرية الإعلام واضحة ومحددة نطبقها على كل الحالات والأوضاع، وأن يكون متوافقا عليها بيننا نحن معشر الصحفيين والإعلاميين ومقبولة منا، لنطبقها في كل الأوضاع والحالات التي تواجهنا ويكون التجاوزات فيها تستاهل المحاسبة والعقاب أحيانا، حتى لا نجور على حق أحد، مسئولا كان أو مواطنا عاديا، في الحفاظ على سمعته ونحميه من محاولات النيل منه، والتي تعد أحد حقوقه الشخصية الأساسية.. وأيضًا حتى لا تشوب ممارساتنا الإعلامية والصحفية ازدواجية المعايير التي تعد واحدة من أخطر ما يهدد حرية الصحافة والإعلام، مثل التجاوزات الإعلامية والصحفية.
الجريدة الرسمية