رئيس التحرير
عصام كامل

كوفيد 19 يؤجل الدورة 52 من معرض القاهرة للكتاب.. ارتباك في دور النشر.. ومسئولوها يغيرون خططهم

معرض القاهرة للكتاب
معرض القاهرة للكتاب - صورة أرشيفية
معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ52 في الصيف لأول مرة، وذلك بعد أن قررت الإدارة العليا للمعرض إقامته في شهر يونيو المقبل، تفاديًا لتفشي فيروس كورونا المستجد مع بدء تزايد عدد الإصابات فيما عرف بـ"الموجة الثانية للفيروس".


تداعيات

تبعات مؤكدة، وتداعيات كثيرة، من المتوقع حدوثها في أعقاب القرار الذي سيؤثر على المثقفين والكتاب، وصناعة النشر في مصر بشكل مباشر، حيث تتجه أنظار القائمين على العملية الثقافية والمعرفية كل عام صوب معرض القاهرة باعتباره الحدث الهام، والمعرض الأكبر في الشرق الأوسط، والذي ينتظره الناشرون لزيادة مبيعاتهم من الكتب والإصدارات المختلفة، كما يطرح فيه صغار وكبار الكتاب والأدباء جديدهم كل عام.

الكاتب والروائي عادل عصمت أكد أن صحة الإنسان وحياته أهم من أي شيء آخر، متوقعًا أن يكون قرار التأجيل ناتج عن إمكانية إقامة حجر صحي بأرض المعارض بالتجمع الخامس، في حال لا قدر الله تزايدت أعداد الإصابات بالفيروس، وعن السلبيات التي يتوقعها أضاف الروائي الكبير قائلًا: "سنعيش في أيام من الحرمان الثقافي.. وأجواء المعرض الشتوية.. وبالطبع حرمان من الإصدارات الجديدة واللقاءات والندوات التي لا تنتهي".

في السياق ذاته أوضح قائلًا: "حقيقةً نحن أمام حيرة.. نحزن أم نسعد.. وحتى المعارض التي أقيمت خلال الفترة الأخيرة وكان آخرها معرض دار الأوبرا للكتاب لا تغني عن معرض الدولة الرئيسي، والذي لا بديل عنه، ولا يحمل ما يحمله أي معرض آخر وإن كثروا، فهي تجمع عائلي ثقافي لا يعوضه شيء.. كما أن أعداد الزوار لا تقارن، فمعرض القاهرة الدولي للكتاب الأشمل والأكمل".

قرار صائب

فيما أشادت الكاتبة فاطمة ناعوت بقرار تأجيل إقامة معرض القاهرة للكتاب قائلة: "بالطبع قرار حكيم.. برغم أننا سنمنع منه هذا العام ولكنه قرار صائب وحكيم مائة بالمائة".

وتابعت: "للمرة الأولى يتم تأجيل المعرض عن موعده منذ أكثر من ثلاثين عامًا وترحيله للصيف، لكننا نحاول تفهم ذلك.. فهو قرار لا مفر منه في ظل انتشار الموجة الثانية من كورونا.. فأعراض الإصابات لا نتحملها.. ومن أجلها يؤجل كل شيء.. فلنقل وداعًا لاحتفالية هذا العام.. والتجمع الأسري.. وليتريث مدمنو القراءة حتى يونيو 2021.. على أمل أن تتحسن الأوضاع، وينتهي هذا الوباء العالمي".

إرباك دور النشر

في سياق متصل، أوضحت رشا العمري مدير إحدى دار النشر والتوزيع أنها تعتبر تأجيل إقامة معرض القاهرة للكتاب بمثابة "ربح مؤجل"، بالإضافة إلى كونه فرصة للكثيرين من أجل أن يتموا إعداد كتبهم التي يترقبون ويأملون في طرحها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وإقامة المعرض في موعده في شهر يناير وسط انتشار فيروس كورونا بالتأكيد كان سيؤثر على نسبة عدد زوار المعرض، وبالتالي مبيعاتنا.

وتشير "العمري" إلى أن قرار التأجيل يأتي في صالح دور النشر وليس ضررًا لها قائلة: "إحنا شايفين أن دا قرار حكيم يعني أعمل معرض وأخسر فيه ولا أنتظر شوية وأحقق ربح ويكون في أمان واستقرار".

وعن خطتهم الفترة المقبلة في ضوء التأجيل أضافت: "في كل الأحوال إحنا شغالين عادي.. وبنوزع إصدارتنا المطبوعة على المكتبات وهنعمل حفلات توقيع للكتاب اللي عايزين يعملوا الفترة المقبلة، ومش هيستنوا المعرض واللي هيستنوا كتبهم جاهزة عادي، ونشارك بها إن شاء الله في المعرض.. ولو حتى مفيش إقبال أكيد هيكون فيه طرق تانية لتحقيق المبيعات سواء حفلات توقيع خاصة أو بيع الكتب أون لاين".

وأشارت إلى أن الدار أعدت مبادرة تحت عنوان "النشر التجريبي" في الفترة الماضية، وتتمثل في طبع عدد قليل من النسخ خاصة للكتاب المبتدئين، مؤكدة أنهم بذلك يتحملون تكلفة أقل في طباعة نسخ أقل، بحيث في حالة الخسارة وعدم الإقبال على الأعمال تكون الخسارة قليلة، في انتظار المكسب البعدي المؤجل لحين إقامة معرض القاهرة للكتاب واستقرار الأوضاع.

وأضافت: "كده يبقى الكاتب ماخسرش مبلغ كبير ولا نكون إحنا برضه خسرنا وطبعنا أعداد كبيرة اتركنت بسبب إلغاء أو تأجيل المعرض.. المعرض حدث مهم وبيحققلنا نجاح كبير وكتاب كتير بتكتسب شهرة من المعرض.. وأكيد في حالة إلغائه هيبقى في خسارة مادية لكن إحنا تفاديا لذلك قدمنا فكرتنا الجديدة وناس كتير قلدتنا فيها". 

وقال سيد شعبان، مالك إحدى دور النشر: إن تأجيل المعرض سيؤثر عليهم بالسلب، مؤكدًا أن معرض القاهرة للكتاب يعد الأهم للناشر على مدار السنة.

مضيفًا: "لكن بالطبع سلامة الناس أهم من أي حاجة تانية.. وقرار التأجيل صائب تمامًا ونحن نؤيد توجهات الدولة في ظل إجراءاتها لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد.. منحازين طول الوقت لسلامة الناس وأكيد مش حابين نعمل معرض في ظل الإصابات الكثيرة حاليًا".

وأشار "شعبان" إلى أنه بشكل عام تأجيل أو إلغاء المعارض وتغيير خطتها، يتطلب تغيير في برنامج عملهم واختلافات في طريقة التعامل مع القرار، قائلا: "كويس جدًا أنه تأجل ومتلغاش".

وعن تعاملهم خلال الفترة المقبلة مع تداعيات القرار أوضح "شعبان" أنهم سيطرحون نصف خطة الطبع التي أعدوها للمعرض في شهر يناير المقبل، أما النصف الآخر فسيتم طرحه خلال شهر يونيو المقبل تزامنا مع انطلاق معرض القاهرة للكتاب.

نقلًا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية