رئيس التحرير
عصام كامل

"فاينانشيال تايمز" تكشف التضليل بالمنصات الأمريكية خلال الانتخابات

الانتخابات الرئاسية
الانتخابات الرئاسية الأمريكية،
قالت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، إن نظريات المؤامرة والتضليل المعلوماتي انتشرت بقوة على المنصات الأمريكية بصورة غير مسبوقة، في المرحلة التي شهدت الاستعداد للانتخابات الرئاسية الأمريكية، وما تلاها من اتهامات بالتزوير من جانب الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.



وأضافت الصحيفة: ”قبل 10 أيام على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، نشرت كايلي مكيناني، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، فيديو قصير على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي ”تويتر“، مرفقا بعبارة: ”بايدن يعترف بتزوير الانتخابات“.


وأشارت إلى أن محتوى هذا الفيديو كان يتضمن تصريحات لبايدن تحدث فيها عن ”أكبر منظمة لتزوير الانتخابات في التاريخ السياسي للولايات المتحدة“، ولكن في الواقع فإن بايدن كان يتحدث في الأساس عن مشروع حملته لحماية التصويت، ولكن الفيديو تم اجتزاءه بعناية شديدة، وانفجر سريعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بـ20 مليون مشاهدة تقريبا على ”تويتر“ في أمريكا.


وقالت الصحيفة: ”هذا الزعم، الذي ضخّمه الرئيس ترامب والجماعات اليمينية الموالية له على الإنترنت، كان مدعوما بعشرات الشائعات التي انتشرت على منصات الإنترنت وبعض المصادر الإخبارية التابعة لليمين، والتي ضمت في معظم الأحيان مقاطع وتصريحات مجتزأة من سياقها الحقيقي“.


وتابعت: ”على أرض الواقع، فإن بايدن فاز بالانتخابات، حيث حصل على 5 ملايين صوت إضافي، وتصدر أصوات المجمع الانتخابي، وقال مسؤولون أمنيون في الانتخابات الأمريكية إن التصويت كان ”الأكثر أمانا في التاريخ الأمريكي، في الوقت الذي حذّر فيه الباحثون من أن المؤامرات لا تزال تنتشر، ما يؤكد أن المبادئ الأساسية للحملات السياسية ربما تغيرت بشكل دائم“.


ونقلت الصحيفة عن ”جو أوندراك“، الباحث البارز في Logically وهي جماعة تم تأسيسها من أجل التصدي للتضليل المعلوماتي، قوله: ”من عام 2016 فصاعدا، فإن اللعبة السياسية تغيرت، وأصبحت الروايات المضللة منتشرة في الانتخابات، التي أصبحت مرتعا لنظريات المؤامرة“.


وقالت: ”في عام 2016 كان معظم التضليل المعلوماتي الذي يسعى للتأثير على الانتخابات يأتي من روسيا، وفقا لما زعمته وكالات الاستخبارات الأمريكية، في جزء مما أطلقت عليه حروب المعلومات، والتي حاولت وكالات حكومية ومنصات على مواقع التواصل الاجتماعي الاستعداد له قبل الثالث من نوفمبر الجاري، يوم الاقتراع ولكن في عام 2020، وحتى الآن، لم يتم اكتشاف أي حملات مؤثرة للنفوذ الأجنبي. وبدلا من ذلك، فإن الأمريكيين أنفسهم نشروا معلومات مضللة وعلى نطاق واسع".


ورصدت ”زيجنال لابس“، وهي منصة استخباراتية إعلامية، 4.7 مليون تعليق على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى تزوير الأصوات، وذلك بعد مرور أسبوع على الانتخابات الرئاسية، وكان التركيز بشكل خاص على الولايات الحاسمة.


وأشارت تلك التعليقات إلى أن الديمقراطيين كانوا يمزقون بطاقات اقتراع ترامب، أو يصوتون باستخدام هويات الموتى، أو التصويت مرتين باستخدام أسمائهم قبل الزواج، وبعده، أو التصويت بأوراق اقتراع مزيفة، فيما زعم البعض أن آلات وبرامج التصويت مزورة أو تعاني من خلل.


وقالت الصحيفة إن نظريات المؤامرة لم تأت من فراغ، حيث قال باحثون في جامعة نيويورك إن مرشحين جمهوريين أو جماعات تابعة للحزب الجمهوري أنفقوا 210 آلاف دولار تقريبا على 350 إعلان في فيسبوك، واستخدموا خلالها كلمات ”التزوير“ و“الاحتيال“ و“السرقة“، وحصد 9.4 مليون تفاعل، في إشارة إلى أن الجمهوريين يستعدون للمواجهة بعد الانتخابات.


ونقلت الصحيفة عن ”جيسي بلومنتال“ نائب رئيس التقنية وسياسة الابتكار في Stand Together، وهي جماعة ليبرالية تابعة للملياردير ”تشارلز كوخ“ قوله: ”هذا أمر غير جيد على الإطلاق، أن يقوم الساسة بالكذب، أيا كانت أفكارهم السياسية“.

وفي الوقت نفسه، فقد حذّر بعض المراقبين من أن تقويض الإيمان بالعملية السياسية يمكن أن يكون له تأثيرات كارثية طويلة الأمد على الديمقراطية.
الجريدة الرسمية