رئيس التحرير
عصام كامل

نقيب الإعلاميين: لا الصحافة الورقية ستندثر ولا الإلكترونية ستسيطر على العالم.. وعلينا الأخذ بالأسباب | حوار

نقيب الإعلاميين الدكتور
نقيب الإعلاميين الدكتور طارق سعدة
مصر في حالة تعبئة وحرب وعلينا الوقوف خلف قيادتنا السياسية في هذا التوقيت وننفذ كل التعليمات 

"التعبئة والإحصاء" أصدر البيانات الصحيحة بشأن نسب المشاهدة



شدد نقيب الإعلاميين الدكتور طارق سعدة على قوة المؤسسات الإعلامية في مصر وأنها قادرة على العودة القوية واستعادة الريادة المفقودة لأسباب، كثير منها خارج عن إرادتها. 

ونوه "سعدة" فى حوار لـ "فيتو" بعد الأزمة الأخيرة إلى أن المشهد الإعلامى يتطلب تضافر الجهود وتدارك الأخطاء وطرح خطاب جاد قادر على البناء وليس إثارة الجدل واللغط، وإلى نص الحوار:



*كيف تعاملت مع تصريحات أسامة هيكل التي أثارت جدلا قبل أن يتم احتواء الأزمة ؟

في البداية لابد من أن نقول إن هذه التصريحات تسببت في استياء كل العاملين الوسط الإعلامي من الزملاء العاملين في المؤسسات الإعلامية الخاصة سواء المرئية أو المسموعة وأيضا الإعلام الرسمي وهناك بيان صدر عن العاملين بماسبيرو عبروا فيه عن غضبهم الشديد من تصريحات الوزير، وأنا أقول: إن هذه التصريحات تنقصها الدقة بنسبة ١٠٠% .

ويجب أن نسأل أنفسنا سؤالا.. لماذا قالت الدولة إن هناك وزارة للإعلام؟ هذا لرسم سياسات إعلامية للدولة المصرية وطرح رؤي إعلامية وصحفية للفترة الحالية والمقبلة بما يتماشى مع الآليات الإعلامية الجديدة الموجودة على مستوى العالم فالمهمة واضحة وصريحة واختصاصات الوزير واضحة ولكن الوزير ترك المهمة الأساسية التي جاء من أجلها، وانشغل ببعض الأمور والتصريحات التى سرعان ما تراجع عنها وتم احتواء الأزمة قبل أن تتفاقم.

ثم دعنا نقر في البداية إذا كان الوزير لا يعلم شيئا فيحب أن نعرفه أن الوسائل الإعلامية مكملة لبعضها، ليس من الممكن أن تأتي وسيلة وتقضي على أخرى، كل وسيلة لها شكلها الخاص بها وأدواتها ورونقها، فلا الصحافة الورقية ستندثر ولا الإلكترونية ستسيطر على العالم ولكن كل شيء موجود بقدر وبنسب وعلينا الأخذ بالأسباب.

*هل هناك بيانات صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء تخص هذا الأمر ؟

بكل أسف.. فإن الوزير استند إلى بيانات مغلوطة لا تخرج من بيوت الخبرة، وقد تم الرد على هذه التصريحات وتفنيدها وكشف عوارها بصورة رسمية من الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، باعتباره بيت الخبرة في هذا المجال الذى أكد أن نسبة المشاهدة للتليفزيون المصري تصل إلى 57.6% في الريف وفي الحضر تصل إلى ٥١%، بالإضافة إلى ٢٦.٥% يلجأون إلى الفضائيات و٨.٦% يلجأون للأسر وللأصدقاء وأيضا الإنترنت واليوتيوب فيعتمد عليه ٧% من الأسر و٢.٥ يلجأون للعمل وتداول البيانات والمعلومات بين الناس في مصالحهم الحكومية أو في أماكن عملهم.

هذا هو التصريح الرسمي وفق الدراسات الإحصائية الصادرة عن "التعبئة والإحصاء" في مصر فمن أين جاء الوزير بتلك الإحصائيات والرؤى غير المسئولة لكي ينشر تلك الحالة العدائية في المجتمع ، فإن لم يكن يدا للبناء لا يكون يدا للهدم ودون تقديم رؤى أو وسائل جديدة أو أدوات بديلة.


*ماذا تطلب من أسامة هيكل بعد تلك التصريحات المثيرة للجدل؟

يجب أن يراجع نفسه، وأن يدقق فى تصريحاته حتى لا يقع فى مثل هذه الأخطاء مجددا، وحتى لا يسيئ الإعلام الإخوانى استخدامها وتوظيفها فى أغراضه الدنيئة لإثارة الفوضى، كما أن الموضوع أكبر من نسب المشاهدة ونسب القراءة، فالدولة في حالة تعبئة وحالة حرب، وعلينا جميعا أن نقف خلف قيادتنا السياسية في هذا التوقيت وننفذ كل التعليمات التي رسمها لنا القانون.

*من وجهة نظرك هل نجح أسامة هيكل في مهمته منذ توليه المسئولية الوزارة ؟

بالطبع لا.. الأمر دخل في حروب فرعية كان يمكن لوزير الدولة للإعلام أن ينجح إذا جاء لمهمته تحت شعار "التعاون مع الجميع" ولكنه بدلا من ذلك قام بصدام مع الجهات المسئولة كالصحافة والتليفزيون ثم دخل حتى في صدام مع نقابة الإعلاميين، هل منهج الصدام يقصده الوزير بحيث يقول إنه هو المسئول عن الإعلام ولا يقبل بوجود أحد غيره؟.. فنتيجة لهذا دخل في صدام مع الجميع بل أنه دخل في صدام مع أصحاب المهنة نفسها.

من المفترض أن أي شخص يتولى مسئولية في أي منصب لابد أن يعرف اختصاصاته القانونية التي رسمها وحددها له القانون وإذا كان "هيكل" يعرفها ما كان منه أن يتصرف مثل هذه التصرفات وعلينا جميعا أن نعمل عملا تكامليا بين مؤسسات الدولة المصرية وأن يكون هذا شعار يرفعه الجميع ومن لا يعرف هذا عليه أن يعتذر فورا، فمنذ أن جاء أسامة هيكل والحروب لا تتوقف سواء مع الهيئات الوطنية أو أصحاب المهنة نفسهم.

*هل أحدث هذا تأثيرا سلبيا وهل يبدو أنه يبحث عن فكرة الاستحواذ وإلغاء الآخرين لكي يكون هو فقط واجهة الإعلام في مصر؟

نعم هو آثر بنسبة ١٠٠% ونحن حتى في ردودنا لم نصطدم فنحن قلنا إن كل منا له اختصاصات ولنا حدود رسمها القانون فكل ما يعمل في اختصاصاته ومن ضمن اختصاصات وزير الدولة للإعلام التي خصصها له رئيس مجلس الوزراء هي أن يظهر طاقاته وإبداعاته ورؤى خلاقة تدل على خبراته طول السنوات الماضية ولكن الواقع أثبت شيئا آخر.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو".
الجريدة الرسمية