رئيس التحرير
عصام كامل

ما المقصود بحسن الظن بالله؟

الشيخ الشعراوى
الشيخ الشعراوى
قال سبحانه وتعالى فى الحديث القدسى : "أنا عند ظن عبدى بى ، وأنا معه حين يذكرنى ، فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ، وغن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منه ، وغن اقترب إلى شبرا تقربت اليه ذراعا ، وإن اقترب الى ذراعا اقتربت اليه باعا ، وإن أتانى يمشى أتيته هرولة " اخرجه البخارى وأحمد .فما المقصود بحسن الظن بالله ؟


وأجاب الشيخ محمد متولى الشعراوى فقال :ان الحق سبحانه يريد أن ينبهنا ان المفتاح فى يدنا نحن فإذا بدأنا بالطاعة فإنعطاء الله بلا حدود ، واذا تقربنا الى الله تقرب الينا واذا بعدنا عنه نادانا ..هذا هو إيمان الفطرة .

فالله سبحانه يريد ان يعرفنا انه وضع فى يدنا مفتاح الجنة بالطريق الذى يقودنا الى الجنة ، فيقول تعالى (وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم ) ، ويقول (فاذكرونى أذكركم ) ويقول الحق (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ).

اذا فبمجرد ايمانك ملكك الله الزمام فإن أردت ان يتقرب الله اليك ذراعا فتقرب اليه شبرا وان شئت ان يأتى الله اليك مهرولا فأت اليه مشيا كأنه يقول لك انا الذى آتى اليك .

لقد طلب الله اليك ان تحضر بين يديه خمس مرات فى اليوم لكن هل منعك ان تقف بين يديه فى اى لحظة لا بل ترك الباب مفتوحا لك تأتيه وقتما تشاء .

فالزمام إذن فى يد العبد المؤمن ، فحين يحبون الله يرد سبحانه على تحية الحب بحب زائد وهم يردون على تحية الحب منه بحب زائد وهكذا تتوالى زيادات وزيادات حتى نصل الى قمة الحب ..لكن الحب عند الله لا نهاية له .، كما ان حب الله سبق حب العبد لقوله تعالى (فسوف ياتى الله بقوم يحبهم ويحبونه ) .

هل لغة القرآن لفظيا هي عين كلام الله؟

وساعة تقرأ القران تجد الله يحب اصنافا من الخلق قد اتوا بما يحبه الله من الافعال والسلوك فى الحياة لقوله تعالى ( وأحسنوا ان الله يحب المحسنين ) ويقول (فإن الله يحب المتقين ) ويقول (والله يحب الصابرين ) (ويحب المتوكلين ) (المقسطين ) ..هؤلاء كلهم استحقوا حب الله لهم واستحقوا رحمة الله ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى (إن رحمت الله قريب من المحسنين ) .
الجريدة الرسمية