رئيس التحرير
عصام كامل

شيخة مجاهدات سيناء : مهمتى تركزت باختراق المعسكرات الإسرائيلية ‏وتصوير الخرائط ونقل المعلومات للمخابرات المصرية ( حوار )

المجاهدة فرحانة حسين
المجاهدة فرحانة حسين سالم أبو رياش
استغليت مهنتى كتاجرة ملابس فى نقل المعلومات بين جهاز المخابرات ‏الحربية من غرب القنال إلى شرقها 

استطعت الحصول على خريطة مطار "الجورة بمدينة الشيخ زويد " الذي خطط لبنائه اليهود، وقدمتها ‏للمخابرات


لا تزال بطولات أبناء سيناء بعد حرب 1967 وحتى الانتصار الذي جاء في حرب أكتوبر 1973 محفورة على صخر سيناء وتسطر ملامح النصر على مر التاريخ، والحديث عن بطولات أهالي سيناء في حرب أكتوبر لا ينتهى، فقد شهدت تلك الحرب نضال الأبطال سواء من جيشنا العظيم أو من أهالي سيناء الذي ضحوا بدمائهم فداءً للوطن، فكانوا على خط النار دائمًا مدافعين عن الأرض.

المجاهدة فرحانة حسين سالم أبو رياش" شيخة مجاهدات سيناء "‏ أحد الذين ساعدوا قواتنا المسلحة في حربها عام 1973 وكانت لها دور بارز في رصد تحركات العدو بالرغم من عدم تعليمها وعدم علمها بالقراءة والكتابة في ذلك الوقت.
ولدت البطلة في مدينة الشيخ زويد عام 1933 وعملت في تجارة الأقمشة لمساعدة زوجها ‏مثل كل بنات القبائل في ذلك الوقت إلى أن ‏جاءت حرب 67 فعاش الناس في سيناء في عزلة بسبب الاحتلال الإسرائيلي ‏لسيناء.

وهاجر أغلب الناس من سيناء إلى مديرية التحرير بمحافظة البحيرة، وهاجرت مع أهلها وأخوتها ‏واستقرت البطلة فرحانة بقرية عين جالوت قطاع التحدي مديرية التحرير، كي تعلم أولادها وبالفعل دخلوا ‏المدارس التي حرمت منها بسبب العادات والتقاليد في ذلك الزمان وكانت فرحانة تتمتع بذكاء خارق وقوة بصيرة. ‏

"فيتو" حاورتها فى الذكرى 47 لنصر أكتوبر المجيد .. والى التفاصيل :


*كيف تطوعت فى خدمة الوطن أثناء إحتلال العدو الإسرائيلى لسيناء؟

لم أفكر ‏في عمل أو مال سوى خدمة الوطن، وقد رأى في رجال المخابرات الحربية قوة ‏الملاحظة والذكاء البدوي الصحراوي، وأننى مستعدة للتضحية من أجل مصر فتم قبولى ضمن كتائب المتطوعين من أبناء القبائل والعائلات المصرية ، وأسند تدريبى إلى متطوع من أبناء سيناء هو الدكتور المهندس المرحوم عطية ‏سالم من أشهر قبائل العرب البدو قبيلة الوطنية الرميلات.

وتم تدريب رغم عدم معرفتى بالقراءة ‏والكتابة، ولكننى كنت أتفوق على الكثيرين بذكائى الحاد، وكانت مهمتى الأساسية نقل المعلومات بين جهاز المخابرات ‏الحربية من غرب القنال إلى شرقها على أننى بائعة ملابس وتاجرة ملابس وهى بالفعل كانت صنعتى.

*ماذا كانت مهماتك الأخرى التى قمتى بها؟

كنت أترك أولادى بالشهور لبيع الملابس في القاهرة، واستمر هذا الحال سنوات طويلة، ثم أعود وأقول لأولادى وجيرانى إننى كانت أشتري قماشًا ‏وأسافر لبيعه في سيناء لكي أوفر لهم المصاريف، كانت مهمتى هي اختراق المعسكرات الإسرائيلية ومعرفة المعلومات ‏وتصوير الخرائط وتوصيلها لشريف بيه عزت، الضابط بالمخابرات بمكتب حلمية الزيتون.

*كيف كنتى تقومين بمهامك رغم عدم إجادتك للقراءة والكتابة؟

بالرغم من عدم معرفتى للقراءة والكتابة إلا أن ذكائى فاق الحدود فكنت أنقش البيانات والأرقام على الرمل، ثم أقوم برسمها على قطع من القماش ‏بخيوط، وبعدها أقوم بوصلها بجلبابى البدوي، وساعدنى في ذلك طبيعة الزي السيناوى الذي تميز بكثرة ألوانه واستطعت الحصول على خريطة مطار "الجورة بمدينة الشيخ زويد " الذي خطط لبنائه اليهود، وقدمتها ‏للمخابرات.

وكانت من أكبر العمليات الاستخباراتية التي سطرتها مصر ضد الصهاينة، كما تمكنت من تصوير أحد أهم القواعد الإسرائيلية في "قاعدة ياميت"، ‏وكانت من المهام الصعبة، حيث كنت المرأة الوحيدة التي استطاعت دخول القاعدة، ولكن بعد مدة من عملى، افتضح أمرى ووشي بى الواشون، وعلمت القوات الإسرائيلية بنشاطى، فتم القبض ‏علي، واحتجازى بمكتب مُظلم، وعرض علي الضابط الإسرائيلي عرضًا مغريًا لتجنيدى لكنى رفضت حتى تم الإفراج عنى فى تبادل الأسرى .

*ماهى الرسالة التى توجهيها الى الدولة؟

لابد أن يتم احتضان الشباب وتأهيلهم إلى سوق العمل.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية