رئيس التحرير
عصام كامل

هبة: أحلم بأن أكون طبيبة الغلابة.. ابنة حارس العقار حصلت على 99.15% في ظل ظروف صعبة.. والتفوق حلمها منذ الصغر

هبة
هبة
يبدو أن قصة بائع الفريسكا "إبراهيم عبد الناصر"، فتحت مجالا كبيرا للمتفوقين في الإسكندرية من أبناء الطبقة الوسطى أو من معدومي الدخل، الذين تفوفوا بمجاميع كبيرة وترشحوا لكليات القمة مثل الطب والهندسة ولم يعرف عنهم أحد شيئا فهناك قصة جديدة للطالبة هبة حامد محمود، الحاصلة على مجموع 99.15%، رغم ظروف والدها الذي يعمل حارس عقار بمنطقة فلمنج شرق الإسكندرية.


إلا أنها استطاعت أن تتحدى الظروف المعيشية وتلتحق بكلية الطب جامعة الإسكندرية، وكل ما تتمناه أن تعينها جامعة الإسكندرية على مصروفات الدراسة خلال سنوات الكلية نظرا لظروف والدها، بعد أن حققت حلمها ورفعت رأسه ودخلت كلية الطب. 

في حجرة صغيرة تقطن هبة حامد مع والدها ووالدتها وأشقائها الثلاثة في أحد عقارات منطقة فلمنج شرق الإسكندرية حيث محل سكن والدها وعمله في نفس الوقت، فلا إنترنت ولا جهاز كمبيوتر ولا حتى تليفون محمول بها بل تذاكر على طاولة صغيرة. 

بداية المشوار

هبة حامد، صاحبة التفوق، قالت إنها كانت تذاكر"تحت بير السلم"، 9 ساعات متواصلة على طاولة صغيرة، من أجل تحقيق حلمها في الالتحاق بكلية الطب جامعة الإسكندرية، واستطاعت أن تكسر كل التحديات للوصول لهدفها، ولم تمنعها ظروف عمل والدها أو ما لاقته من معاناة من أن تحبط أو تقل عزيمتها، وأضافت هبة: إنها مرت بعدد من الظروف الصعبة، فليس لديها جهاز كمبيوتر أو محمول به إنترنت، وتعتمد على الورق والكتب في المذاكرة.

كما أن لديها شقيقتين إحداهما متزوجة والأخرى في التعليم وشقيق ولد، راتب والدها 1000 جنيه، لا يكفي تحقيق حلمها في استكمال مسيرتها العلمية عقب التحاقها بكل الطب، خاصة أن أشقاءها أيضا في مراحل التعليم المختلفة وكل هذا يحتاج إلى مصروفات كانت تحصل على النصيب الأكبر منها.

صعوبات

وأضافت: "كنت بذاكر 9 ساعات يوميًا ولعدم قدرتي على الدروس الخصوصية التحقت بسنتر تعليمي بـ ٨٠٠ جنيه في الشهر، من أجل تحقيق حلمي، وأن أفرح أسرتي بالتحاقي بكلية الطب، موضحة أنها ستتخصص في الجراحة العامة، مؤكدة أنها لا تخجل من مهنة والدها بل بالعكس هي فخورة به وأنه استطاع أن يواصل تعليمها ولم يبخل عليها بأي شيء رغم الظروف الصعبة، ورفض أن تعمل معه أو أشقاؤها ووالدتها.

منحة دراسية

وتطالب هبة، بمنحة مجانية للدراسة في كلية الطب جامعة من أجل تخفيف العبء عن والدها فقط، وحتى تستطيع أن تكمل حلمها وتنهي دراستها في كلية الطب بتفوق كبير، وأوضح والدها قائل: إنه فخور بابنته، وأنها ستصبح دكتورة وتحقق حلمها وحلم الأسرة، وأنه لن يدخر جهدا في تعليمها وتزويج شقيقتها وتعليم الأخرى وشقيقها محمد رغم صعوبة الحياة وقلة الدخل الذي يحصل عليه.

وأكد عم حامد، أن ابنته وضعت تحت ضغط شديد منذ إعلان تفوقها بين تحقيق حلمها والمصروفات الكثيرة بالكلية، وكانت خجولة في أن تعلن عن تفوقها والتحاقها بالكلية، ولكن تشجعت بعد أن رأت بائع الفريسكا ثم زميلتها بائعة الأحذية وأتمنى من الله أن تستجيب الجامعة ووزارة التعليم العالي وتحصل على منحة مجانية طوال مدة دراستها، وأنه سيتوجه إلى الجامعة من أجل الحصول على تلك المنحة حتى تتخرج ابنته وتصبح طبيبة للغلابة وتساعدهم.

ووجه عم حامد، رسالة إلى السيسي قائلا: شكرا على دعمك للمتفوقين "وهبة" ابنتك وأرجو شمولها برعايتك كي تحقق حلمها للنهاية وتكون طبيبة تخدم الوطن والغلابة. 

على الجانب الآخر أكد الدكتور عصام الكردي، رئيس الجامعة، أن الجامعة لا تدخر جهدًا في دعم الطلاب غير القادرين على سداد المصروفات، موضحًا أن الجامعة مستمرة في تحمل المصروفات الدراسية من خلال إدارة صندوق التكافل الاجتماعي، وإدارات رعاية الشباب وشئون الطلاب بكليات الجامعة المختلفة، سواء بالتقسيط لهم، أو الإعفاء النهائي من المصروفات الدراسية وفقا لحالات الطلاب، وعلى هؤلاء الطلاب التوجه لإدارة رعاية الشباب لمعرفة الإجراءات المطلوبة والاستفادة من دعم الجامعة.

وأعلن الكردي، موافقة الجامعة على التكفل بمصروفات "هبة" الدراسية بعد أن تقدمت بطلب لهذا ولكونها من المتفوقين وتستحق هذا الدعم.

نقلًا عن العدد الورقي...،
الجريدة الرسمية