رئيس التحرير
عصام كامل

نجيب محفوظ يكتب: "الفساد هو الأب الشرعي لجماعة الإخوان"

الأديب نجيب محفوظ
الأديب نجيب محفوظ


فى كتاب أصدره الأديب غالى شكرى بعنوان: (نجيب محفوظ من الجمالية إلى نوبل) نشر فيه مقالا سابقا للأديب نجيب محفوظ عن جماعة الإخوان، وكيف حاولوا استقطابه إليهم عن طريق رفيقه عبد الحميد جودة السحار وناشر رواياته قال فيه:

 


"كرهت منذ بداية الوعى السياسى المبكر جماعات مصر الفتاة والإخوان المسلمين ، فالأولون افصحوا عن انتهازيتهم وفاشيتهم فى وقت واحد إديولوجيا وعمليا، والآخرون بدأوا كجمعية دينية حتى أن بعض الوفديين انضموا اليها، وتحولوا الى مجموعة سياسية لها أهداف غير معلنة لكنها فى النهاية الوصول إلى الحكم واقامة الخلافة.


ثم أفصحت هذه الجمعية عن نشاطها السياسى المعادى للوفد فوقفنا ضدها، وسأروى لكم حقيقة وهى أن الوفد كان يرشح الأقباط من أنصاره فى الانتخابات، فكانوا يهزمون الإخوان فى دوائر غالبية سكانها من المسلمين.


كان الزميل والصديق الراحل عبدالحميد جودة السحار ممن يميلون إلى تاريخية الإخوان المسلمين وقعداتهم وسمرهم فدعانى أكثر من مرة لمقابلة مرشدهم الشيخ حسن البنا، لكنى رفضت الدعوة بكل إصرار.


الآن تغيرت الدنيا وأصبحت هذه التيارات على درجة كبيرة من الخطر، وأصبح الفساد هو الأب الشرعى لقوتها.. إنهم يستولون على الجامعات والنقابات.


وعندما أعدتُ قراءة التاريخ الإسلامى اكتشفتُ وجود هذه التيارات الإسلامية ـ مع فوارق الأزمنة والمصطلحات ـ وأنها تزدهر مع ازدهار الفساد، وقد بلغ الأمر بهذا الفساد حدا لم تعد معه الكتابة الأدبية ممكنة، فالواقع يسبق الفن، حين تقول لى إنك ستكتب رواية تثير الدهشة بعد وصول الانسان إلى القمر.. لن أصدقك، وكذلك حين تكتب الآن وتجد الاعلام وقد سبقك بالأرقام والصور، فماذا تستطيع أن تفعل ؟!.

 

د. أحمد عبد الرحمن يكتب: فى ذكرى وفاة نجيب محفوظ


ولكن هناك رأي لهذه التيارات الدينية السياسية وأهمها تيار الإخوان المسلمين وهو رأى مدمر، فهم يرون الأدب رجسا، إننى أقرأ صحافتهم وهم يشتموننى أنا وغيرى ويقولون اننا من حثالة الغرب، واننا ننشر الانحلال، ويتكلمون أحيانا عن أدب إسلامي، ولست أعرف أدبا إسلاميا خارج الأدب المكتوب فى ظل التاريخ الاسلامي.. وهو أدب يشتمل على أكثر مما يحتويه الادب الغربى من صراحة فى القول والتصوير، فمثلا أبو نواس وبشار أليس شعرهما من الأدب الإسلامى ؟!.
لقد علمت مثلا ان الجماعات الاسلامية فى الاسكندرية اقتحمت معرض الكتاب وصادرت مؤلفاتنا.. إلى هذا الحد وصلت الامور؟!


ومنذ ثلاث سنوات صادروا كتبى وكتب الدكتور طه حسين وكتب غيرنا، ولا أعلم ما إذا كان الأمر قد تكرر أم لا !!".


الجريدة الرسمية