رئيس التحرير
عصام كامل

سنة أولى فيتو


تحتفل جريدة فيتو هذا الأسبوع بعيد ميلادها الأول فى عالم الصحافة المصرية، والتى قدمت تجربة فريدة مختلفة من خلال المحتوى والمضمون الصحفى المميز، وسعيها للتفرد المهنى، من خلال تقديم صحافة شعبية حقيقية تحترم القارئ وتقدم له الحقيقة، وتدعوه للاشتراك فى حوار هادئ من أجل المستقبل، وتجعل المواطن هو هدفها الأول، تسعى إليه فى كل مكان، تحاول التعبير عنه وتقديم صرخاته وآماله للرأى العام، والأهم أن "فيتو" تبحر فى عالم الأخبار بأسلوب عصرى، فلا تفعل كبقية الصحف والمواقع الإخبارية بنقل الأخبار فقط، ولكن فيتو تقدم الأخبار بصيغة عصرية وأمانة صحفية، فلا تجد أخبارًا كاذبة، أو ترويجًا للشائعات أو السرقات الصحفية من المواقع وشبكات التواصل الاجتماعى، وذلك لأن صناعها والقائمين على تحريرها لديهم رؤية واضحة وهدف ثابت، وهو تقديم صحافة حقيقية بعيدًا عن صحافة الحكومة ورجال الأعمال، فشعارهم منذ اليوم الأول هو الحقيقة.
إن تقييم تجربة صحفية وليدة هو صعب وشاق؛ لأن إصدار الأحكام هو شهادة للتاريخ، ولكن فيتو بمتابعتى لها ككاتب وباحث سياسى تجعلنى أحاول الكتابة عنها، فقد ظهرت للرأى العام فى لحظات فارقة فى تاريخ الشعب المصرى بعد ثورة غيرت مستقبل الدولة المصرية، وبين مئات من الإصدارات الصحفية والمواقع الإلكترونية، ونجاح فيتو وسط هذا الزخم السياسى والصحفى أمر شاق على صناعها، ولكنه تحدٍّ كبير لهم يثبتون كل يوم أنهم جديرون به، فهم ليسوا من فصيل صحافة الحكومة، ولا تمويلات رجال الأعمال، هى صحافة شعبية حقيقية ينضم لها الباحثون عن الحقيقة، فلا توجد بها إغراءات مادية ولا حزبية، بل هى صحافة تنمية البشر لخدمة المجتمع، ففريق عملها من الواضح أنهم فريق شاب يسعى لتطهير المجتمع الصحفى، عبر تقديم تجربة صحفية جادة تقدم الخبر الموثق والتحليل الموضوعى، ولا تتحيز لرأى أو فصيل سياسى، بل تحيزها وعشقها الأساسى للدولة المصرية.
تقدم فيتو خدمة جيدة للقارئ المصرى من خلال موقعها الإلكترونى المتجدد على مدار الساعة، وكذلك تقديم مجموعة من الكتاب الشباب، وهنا يظهر الدور الحقيقى للصحافة فى تقديم المواهب، فهى تختلف عن الآخرين الذين يعتمدون على المشاهير وكبار الكتاب والشخصيات الحزبية، ولكن فيتو تراهن على موهبة الشباب المصرى وقدرته على تحليل الأوضاع السياسية بلغة عصرية واقعية بعيدًا عن صراع المصالح السياسية والمكاسب المادية، فكلنا يعلم أن صحفًا عديدة ما هى إلا أصوات لتوجهات وأفكار سياسية.
تهتم فيتو بملفات منسية فى الصحافة المصرية، وأهمها الثقافة المصرية، فعبر متابعتى لها وجدتها تبحر فى عالم الأدب المصرى، تسلط الضوء على المشهد الثقافى المصرى، وفيتو ترجعنا لزمن الصحافة الجميل عبر الملاحق المتخصصة النادر صناعتها فى المؤسسات الصحفية الخاصة، فكل عدد يقدم قضية وفكرة للقارئ المصرى مع تحليل متعمق عبر نخبة من المحللين والمستشارين فى المجالات المختلفة.
ورغم أن تجربة فيتو حققت بعض النجاح فى عامها الأول، إلا أنها تحتاج إلى مزيد من الجهد وتطوير سياستها الصحفية، عبر الاهتمام بالأقاليم بشكل أكبر ومتعمق، وتقديم عدد من الخدمات للقراء، عبر التفاعل الإخبارى، فالمواطن هو صانع الخبر فى عالم الإعلام الرقمى الذى نعيشه، والأهم أن فيتو فى حاجة لتأسيس مركز أبحاث ودراسات خاص بها، يحلل وينقد، ويقدم الحلول العلمية، فهذا هو دور الصحافة الحقيقية فى قيادة الأوطان نحو الاستقرار والازدهار.
أقول لصناع فيتو: أنتم على طريق النجاح، خطواتكم ثابتة محددة الأهداف، ساهموا فى صنع صحافة شعبية حقيقية لا تعرف الصفقات، ولا صراع المصالح السياسية، درعكم الوحيد وجائزتكم الكبرى هى ثقة المصريين بكم، وأنتم جديرون بها.
الجريدة الرسمية