رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا عادت من جديد حركات السترات الصفراء الفرنسية؟

احتجاجات السترات
احتجاجات السترات الصفراء


احتجاجات جديدة تهدد باريس تقودها مجددًا حركة السترات الصفراء التي لطالما كانت نشطة قبل فترة كورونا حتى جاء الفيروس وهدد نشاطها واطفأ شعلتها، ولكن قبل أن ينقشع الفيروس قررت الحركة العودة من جديد ولكن لماذا؟!

من هي حركة السترات الصفراء؟

 

هى حركة احتجاجات شعبيّة ظهرت في شهر مايو 2018، ثم زادت شهرتها وقوّتها بحلول شهر نوفمبر من نفسِ العام، حيثُ تمكنت من إشعال فتيل المظاهرات في فرنسا، والتي انتشرت بدورها سريعا إلى والونيا وبعض الأجزاء من دولة بلجيكا. 

سائقو الأجرة
اختارت الحركة السترة الصفراء كرمزٍ مُميّز لها باعتبار أن القانون الفرنسي يفرضُ منذ عام 2008 على جميع سائقي السيارات، حمل سُترات صفراء داخل سياراتهم عند القيادة. بدأ الإلزام كإجراء وقائي حتى يظهر للعيان في حالة اضطرار السائق الخروج من السيارة لسبب ما، والانتظار على جنبات الطريق.

 

ونتيجة لذلك فقد أصبحت السترات الصفراء رمزًا للحركة، خاصة أنها متاحة على نطاق واسع، وغير مكلفة كما تحملُ في الوقتِ ذاته عددًا من الرموز.

 

وفي مطلع شديسمبر من عام 2018؛ أصبح رمز السترات الصفراء شائعًا على نحو متزايد في بعض دول الاتحاد الأوروبي، كما انتقل لدول خارج نطاق القارة الأوربية على غرار العراق في منطقة جنوب غرب آسيا.

وخرجت حركة السترات الصفراء في البداية للتنديد بارتفاع أسعار الوقود وكذلك ارتفاع تكاليف المعيشة، ثم امتدت مطالِبها لتشمل إسقاط الإصلاحات الضريبية التي سنّتها الحُكومة، والتي ترى الحركة أنها تستنزف الطبقتين العاملة والمتوسطة فيما تُقوي الطبقة الغنية.


العودة من جديد
صدى الحركة عاد من جديد والذي جاء تلبية لنداءات أطلقها رموز الحركة وسط دعوات لعصيان مدني، والشرطة الفرنسية رفعت التأهب استعدادا لأى مناوشات محتملة قد تحدث مع الحركة، كا رفعت الحواجز الأسمنتية واعتقلت العشرات من انصار السترات الصفراء.


ومن المتوقع أن يشارك الألاف في الاحتجاجات لذلك تستعد الشرطة الفرنسية وخاصة مع توقعات بالتجمع قرب قصر الإليزيه.

تخفيض الضرائب
ودعت الحركة منذ البداية إلى تخفيض قيمة الضرائب على الوقود، ورفع الحد الأدنى للأجور، ثم تطورت الأمور فيما بعد لتصل إلى حد المناداة باستقالة رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون.

يرى المتظاهرون أن الهدف من ضريبة الوقود هو تمويل العجز الذي قد ينتج عن التخفيضات الضريبية للشركات الكبرى، وهذا ما يدفعهم للتظاهر ضد سياسات الحكومة التي يرونَ أنها تفقر الفقير، فيما تزيد الغني غنًا. ويرى محتجون آخرون أن التظاهر في المقام الأول هو بسبب الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها الطبقة الفقيرة وحتى المتوسطة، وذاك بسبب تدني الرواتب وارتفاع أسعار الطاقة.

 

مقتل خمسة من رجال الشرطة بعد انطلاق مفاوضات بين "طالبان" وكابل

في المقابل ذكر ماكرون أن الهدف من إدارة برنامج الإصلاح الاقتصادي هو زيادة قدرة فرنسا التنافسية في الاقتصاد العالمي، كما أكد في وقت سابق على أن ضريبة الوقود ستثبط من استخدام الوقود الأحفوري.مع مرور الأسابيع، احتج جزء من الحركة على قضية الهجرة، بعد أن استغل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف بعض محتجي السترات الصفراء لحشد دعم شعبي لمعارضة الميثاق العالمي للهجرة. 

 



 


الجريدة الرسمية