رئيس التحرير
عصام كامل

د. أحمد عبد الرحمن يكتب: معتصمون ولكن.. !! ( 2 )

د. أحمد عبد الرحمن
د. أحمد عبد الرحمن
اعتصم الإخوان في رابعة والنهضة.. وحدثت منهم عدة تجاوزات.. استعرضنا أحدها في المقال السابق..
الثانية: تكريس مبدأ التميز والمفاصلة:
وخاصة على يد حازم أبوإسماعيل، وتجلى ذلك فى توجه الرئيس بخطابه للمعتصمين المؤيدين له أمام قصره وإغفال المعارضين له، وتوجه عبدالمقصود بالدعاء بالموت والهلاك على المخالفين والمناوئين بحضرة الرئيس، وإصدار البعض فتاواه المتعجلة ضد جبهة الانقاذ، واتهامها بالنفاق والزندقة، حتى سمعنا مثل هذه الأصوات على المنابر فى النجوع والقرى، فضلا عن الشاشة والإذاعة والاعلام، وصدرت الفتاوى ضد أشخاص بأسمائهم، وهاجم رئيس الدولة اشخاصا بأسمائهم، فضلا عن مهاجمته لحقبة معينة فى خطابه الول كما سمعنا..

الثالثة:
اتخاذ هيئات وتشكيلات مناوئة وموازية لكيان الدولة:
وكذلك لبعض التشكيلات المطروحة عن قصد على الساحة، فعندما ظهرت البلاك بلوك مثلا، أعلنت جماعات الاسلام السياسى عن تشكيل الوايت بلوك، مناهضا للبلاك بلوك، ولم يدققوا فى الأمور بعين الفحص والدرس، ولو فعلوا لعلموا أن وراء الأكمة أشياء وأمورا، تمنعهم من تشكيل هذة المجموعات أو حتى الاعلان عن إمكانية تشكيلها.
كذلك عندما أعلن بعض أفراد الأمن توقفهم عن العمل، عزمت هذه الجماعات على إحلال البديل من أفرادها للقيام بعمل الشرطة، وكان الأوفق البحث عن حل لإرجاع الممتنعين من الشرطة إلى عملهم وأداء واجبهم الوظيفي، مما صورهم بالجاهزية للإجهاز على الدولة والحلول محلها، وملء مؤسساتها، كذلك محاولاتهم توفير السلاح فى أيدى كياناتهم بصور قانونية تحت مسمى "شركات الحماية للكيانات والأحزاب"، وكذلك تسيير الدوريات المسلحة فى شوارع اسيوط، يركبون الموتوسيكلات ويحملون البنادق، واعلان بعض قيادات العنف عن تشكيل عصبة الأنصار أو اسما نحو هذا، فضلا عن لقاءاتهم مع قائد الحرس الثورى لتكوين جيش موازٍ على غرار ماحدث فى ايران، بل أعلنوا عن تشكيل جيش مصر الحر مجاراة للجيش الحر بسوريا..
الثالثة: توسيع دائرة الخصوم:
وذلك بمعاداة القضاء، والكلام عن تطهير الداخلية، وحل جهاز أمن الدولة، وكذلك حديثهم عن جيش المخابرات من البلطجية، ومعاداة المجلس العسكرى يومها بل وتسريح أعضائه، وإعلان الحرب على العديد من رجال الاعمال، ومهاجمة الفن والإعلام ووصفهم بسحرة فرعون، مما كون ضدهم جيوشا من هذه الفئات وغيرها.. وللمرة الأولى نجد وزراء سابقين يخرجون فى مظاهرات ضد الحكم، وقضاة يعترضون، ورجال أعمال يرفضون وإعلاميين يحرضون، بل ومستشارين للرئاسة يستقيلون وينضمون إلى صفوف المعارضة حتى خرج الناس فى النجوع والقرى يهتفون ضدهم.
الرابعة: اعتبار أنفسهم فوق القانون وفوق الجميع:
فلم يعبأوا حتى بشركائهم من نفس التيار، وظهرت الاتهامات لهم بتولية المقربين منهم، وليس أهل الكفاءة، ولا شركاء المرحلة، وقد كنا نتحاور معهم ونحن فى قاعات المحاكم فإذا أعياهم الحوار، وحاروا عن الجواب قالوا بالحرف الواحد: "مفيش غير كدة واذا كان عاجبكم" ، "أعلى مافى خيلكم اركبوه"، وظهر يعقوب، وهو البعيد عمره عن السياسة، ليقول: "هزمناهم فى غزوة الصناديق"، و"اللى مش عاجبه ياخد تأشيرة لكندا".
 وانتهى الأمر بإصدار الرئيس "للاعلان الدستورى الذى يحصن قراراته ويمنع القضاء من إلغائها، ويجعل منه شخصا فوق المساءلة"، وسمعنا عن "الهيئة الجامعة" التى تصور الجماعة كيانا أكبر من الدولة، وأعلى من القانون، وتربط فروع الخارج برؤس الداخل، فيما يشبه الدولة العالمية، التى هى أوسع وأولى فى نظرهم من الدولة المصرية، بل صرح بعض قادتهم بأن "الجماعة لايستوعبها قانون فهى اكبر من ذلك"، ورأينا ترخيصا يصدر للجماعة فى السر خلال 24 ساعة، على حين أى محل للبقالة يحتاج ترخيصه الى شهور...
ورأينا بعض مديرى الأمن فى المحافظات للأسف يقومون من مكاتبهم، وينزلون مهرولين لاستقبال أحد هؤلاء الإرهابيين، الذى ذهب لاستخراج رخصة سلاح ناري، وينزل مدير الأمن لاستقباله ووداعه على السلم، مع معرفته بماضيه الدموى القميء، وذلك لما رسموه لأنفسهم من صورة فوق الكل وترعب الكافة..
الخامسة:
التعملق والانخداع:
حيث اعتبرت جماعات هذا الزمان نفسها وقد شبت عن الطوق، واستعصت على الكسر وظنت أنها قادرة على مواجهة الدولة بكامل اجهزتها، وعندما أراد الرئيس العدول عن اعلانه الدستور منعوه قائلين: "دع الشارع يفصل ونحن معك ونحن قادرون على حسم الموقف"، وقاموا بفض بعض الخيام المعتصمة حول الاتحادية ظنا أنهم بذلك قد احكموا الامساك بالأمور، وسمعنا عن عشرات الالاف المنتظرين ساعة الصفر، ومن يقول: "سآتيهم بمائة ألف مقاتل مجهزين"، فيرد عليه آخر: "وأنا سآتيهم بمائة ألف كل رجل منهم بألف"، وسمعنا من يتوعد "بالسحق"، ومن "يحرض على اقتحام وزارة الدفاع وقطع رؤوس القيادات العسكرية والقائها فى الشارع"، ومن يعتصم ويقول: "أنا هاوريكم ياشوية ....."، ومن يقول: "سننزل باستراتيجية هجومية وليست دفاعية"، ومن يقول: "ايه المرجلة اللى حصلت لوزير الداخلية دى ......".. ومن يقول: " لوفكروا فى فض الاعتصام حيبقى أسوأ يوم على مصر"، ومن يهدد باحتلال المطار، وقطع المحور، وتفجير مصر، وحرقها، ومن يعلن ارتباط جماعته بالارهاب الحاصل فى سيناء، ويعترف بأنه قادر على إنهائه بشرط ........
Advertisements
الجريدة الرسمية