رئيس التحرير
عصام كامل

الدكتورة سهير القلماوى.. عطاء جامعى متميز

الرئيس عبد الناصر
الرئيس عبد الناصر يكرم د.سهير القلماوى

أول فتاة تلتحق بالجامعة وأول فتاة تحصل على الماجستير والدكتوراة فى مصر بل فى الوطن العربى وهى الابنة الروحية للدكتور طه حسين 
شغلت الدكتورة سهير القلماوى ـــ ولدت فى مثل هذا اليوم 1911 ورحلت عام 1997 ـــ مناصب متعددة فهى استاذ الادب العربى الحديث بجامعة فؤاد الاول ــ القاهرة حاليا ـــ منذ عام 1956 ثم رئيسة قسم اللغة العربية من 58 وحتى 1971 ثم التدريس بالجامعة الامريكية بالقاهرة ،

 

 

هذا بالاضافة الى نشاطها كسكرتيرة للاتحاد النسائى العربى ورئيس اتحاد الجامعيات وعضو المجلس الاعلى للفنون والادال والعلوم الانسانية .كما اختيرت عضوا بمجلس الامة عام 1958 وبمجلس الشعب عام 1979 حتى 1984 وترأست لجنة الثقافة والاعلام .،وحصلت على جائزة الدولة التقديرية فى الاداب ثلاث مرات اولها عام 1963 وسلمها لها الرئيس جمال عبد الناصر .وأخيرا اسست اول معرض دولى للكتاب ونالت وسام الجمهورية من الدرجة الاولى عام 1978 .
 وفى مجلة أخبار الادب عام 1996 كتبت تتحدث عن نفسها فقالت:عندما اردت الالتحاق بالجامعة كان العائق الوحيد اننى فتاة فقد كنت اريد دراسة الطب اقتداءا بوالدى الطبيب الجراح الذى كنت متعلقة به  واريد التشبه به ، فكنت اول فتاة تتقدم للالتحاق بالجامعة الا انه رفض طلبى ، وحدث ان عميد كلية العلوم التى كان تدرس بها السنة التحضيرية لكلية الطب مستر بنجهام الانجليزى الذى رفض طلبى لانه لا يعترف بالشهادة الثانوية الامريكية التى درستها ولا يريد فتيات فى الجامعة .وفشلت فى اقناعه بقبولى .
اصابنى اليأس فاصطحبنى احد اقاربى الى لقاء الدكتور طه حسين وكان عميدا لكلية الاداب الذى سعى لدى الدكتور على باشا ابراهيم مدير الجامعة لدخولى كلية الاداب ، لكن صمم العميد الانجليزى وهدد بالاستقالة لو قبلت اوراقى ، وطبعا ايامها الانجليز كانوا اصحاب سلطة ولن يضحى بالعميدفى سبيل فتاة مصرية ..
لكن انتصر الدكتور طه حسين والتحقت بقسم اللغة العربية بناء على رغبته وكان من الصعوبة دراسة اللغة العربية وانا قادمة من مدارس اللغات لدرجة ان اول امتحان كتبته باللغة الانجليزية اولا ثم قمت بترجمته .
كانت امى حريصة على تعليمى لأنى لم اكن جميلة مثل شقيقتى ، فقد كنت البطة السوداءوسط البط الابيض لذلك تنبأت امى بعدم زواجى ، أما والدى فقد كان تفكيره سابق لعصره ومسألة الاختلاط لم تكن مشكلة بالنسبة له .
وفى الجامعة كنت مجال عطف استثنائى من اساتذتى الذين ساعدونى وكان عندى دأب على الدراسة وقدر من الذكاء ، واكثر من راعانى كان استاذنا الدكتور طه حسين الذى لا أنسى افضاله على ، فقد تبنانى منذ اول لقاء معه وكان ابا روحيا لى خاصة بعد رحيل والدى حتى انه فى زواجى قام بدور الاب وشهدد على العقد .

 

الأعلى للثقافة يعلن شروط التقدم لمسابقة سهير القلماوي للأطفال
من اساتذتى الدكتور ابراهيم مصطفى الذى عرفت على يديه قواعد اللغة العربية وتعلمت الصبر والتعبير عن الرأى بصراحة وجرأة ، اما استاذى عبد الحميد العبادى المتخصص فى التاريخ الاسلامى فقد تعلمت منه منطق التاريخ واهمية الوقت واستثماره فى القراءة المفيدة وكان يسمح لى بالجلوس فى حجرته بدار الكتب ، ومن اساتذتى عبد الوهاب عزام الذى كان متصوفا ويدرس لنا مادة التصوف فتعلمت منه صفاء النفس والسماحة ، وعلى يد استاذى احمد امين درست تاريخ لادب وتاريخ الحياة الفكرية وكان يعطى لى الكثير منوقته ورعايته وينشر لى مقالاتى فى مجلة الرسالة ويناقشنى فيما اكتب .


الجريدة الرسمية