رئيس التحرير
عصام كامل

فتحي رضوان يكتب: رئيس الجامعة يدعم مشروع القرش

فتحي رضوان
فتحي رضوان

  
فى مجلة روز اليوسف عام 1956 كتب المفكر السياسى فتحى رضوان ــ وزير الثقافة فى أول حكومة لثورة 1952ـــ مقالا قال فيه: فى يوليو عام 1932 أمسك أحمد حسين ورقة وقلما وكتب دعوة إلى إقامة مشروع صناعى اجتماعى بقرش صاغ فقط، وقبل الجراح المصرى على باشا ابراهيم ــ رئيس الجامعة المصرية آنذاك ـــ رئاسة المشروع. وانفتحت أبواب النجاح لمشروع القرش فى الجامعة وفى كل مكان.

 


مشروع القرش عمل استقل به الشباب فى الثلاثينات، وقد نبتت فكرة المشروع فى رأس طالب بكلية الحقوق عام 1932، كان متفوقا فى كليته، جمع بعض المال القليل وسافر إلى باريس ليرى فنون المسرح، فتردد على دور المسرح والتمثيل الجادة كما طاف بالمتاحف والمعارض فى باريس وضواحيها وسجل مشاهداته فى مذكرات يومية.


وبينما أحمد حسنين يستريح فى إحدى حدائق الأطفال بباريس رأى تمثالا فى الحديقة، فتأمله فرأى أسفل التمثال لوحة صغيرة كتب عليها (أقيم هذا التمثال بملاليم الأطفال الذين يترددون على الحديقة).


اهتز أحمد لهذه العبارة اهتزاز السرور العميق، وفكر لماذا لا نقيم فى بلادنا شيئا نافعا بقروش المواطنين.


وما أن عاد أحمد حسين من باريس حتى أمسك ورقة وقلم وكتب مقالا فيه دعوة إلى مشروع بقرش صاغ واحد، ونشر مقاله فى جريدة الأهرام لكن لم يعلق عليه أحد، فحكى إلى صديق له ــــ العبد لله ـــ عن المشروع فأيده وأعجب به.


وعرضت المشروع على رجل المال طلعت حرب فرد علي بقوله: مشروع ايه روح انت وصاحبك وذاكروا ولما تخلصوا دراسة وتاخدوا الشهادة اعملوا ماتريدوا.


لم يهدأ حسين ولم يهتز وواصل حديثه بأنه مشروع موجه للشباب وكان ثابتا فأعجب به طلعت حرب من ثقته بنفسه لكنه أصر على موقفه أننا ما زلنا صغارا.


ومضى أحمد إلى على باشا إبراهيم جراح مصر الأول ورئيس الجامعة  ـــ فى ذلك الوقت ـــ فكان رده أن نشر بيانا موقعا منه يدعو إلى مشروع القرش، وقبلت شركة الترام لصق البيان على عرباتها.


هنا ولأول مرة يحرك الشباب الشيوخ ويستجيب كبير الجراحين لدعوة شاب، وفى الوقت نفسه أصدر طلعت حرب أوامره بأن تطبع مطبعة مصر التابعة له كل ما يخص المشروع الجديد من دعاية وإعلان وتذاكر .. فقام بطبع ملايين من الطوابع لبيعها من أجل المشروع .


وتكونت لجنة للمشروع مكونة من العالم الدكتور على مصطفى مشرفة، والدكتور زكى عبد المتعال وأمين الخولى ومحمد عبدالله العربي، واثنان من كبار الموظفين وعبدالله فكرى أباظة بالإضافة الى أحمد حسين.


وخرجت جموع الطلبة تحمل شارة المشروع ومعها دفاتر التبرع، فى كل دفتر مائة طابع وتسابقت فتيات المدارس فى ذلك.


اجتمع للمشروع فى عامه الأول 17 ألف جنيه، وتعثر المشروع فى العام التالى بسبب حملة حزبية عليه وعلى شخص أحمد حسين إلى 12 ألف جنيه أوصلوا المبلغ إلى 30 ألف جنيه.

 

فتحي رضوان يكتب: مظاهر رمضانية لا أنساها


تبلورت فكرة إقامة مصنع للطرابيش فى مصر كرمز للمصريين، لأنه كان يصنع فى النمسا بعد غلق مصنع الطرابيش الذى أنشأه الوالى محمد على فى فوة وكان ينتج فى اليوم 120 طربوشا لكن تم إغلاقه، وضغط السفير النمساوى على الحكومة فى مصر لكى لا يفتح مصنع الطرابيش، ولما وجد هناك أصرارا طلب استبدال الطرابيش وعمل مصنع للجبن والألبان، ورفض أحمد حسين واستعان برئيس الوزراء اسماعيل صدقى الذى استخدم نعرة الوطنية لإتمام إنشاء مصنع الطرابيش بالعباسية.

الجريدة الرسمية