رئيس التحرير
عصام كامل

جريمة " أمل وأحمد" في الوراق.. الأم والابن خططا لقتل الأب.. ودفعا نصف مليون جنيه

فيتو


بعد سنوات طويلة من الزواج، ضاقت "أمل" بتصرفات زوجها ومعاملته السيئة لها ولابنه الشاب، ولم تعد قادرة على تحمل المزيد من الضرب والسباب والإهانة ليل نهار، فعقدت العزم على التخلص منه ومن مشاكله ومشاجراته التي لا تنتهي.. جلست مع ابنها الشاب البالغ من العمر 19 سنة.



وأكدت له أنها لم تعد قادرة على التحمل، وإذا لم يتصرف فإنها ستترك المنزل إلى غير رجعة.. اسشتاط غضبا وغيظا، خصوصا أن الأب يسيء معاملته هو الآخر، واتفق مع أمه على قتل والده.. وبالفعل نفذا الجريمة بالاتفاق مع آخرين.. ترى كيف حرض الابن على قتل أبيه، وما دور والدته في الحادث، وما هو المقابل الذي تقاضاه الجناة؟ إجابات هذه التساؤلات وغيرها في السطور التالية.

خطة شيطانية
بعد ساعات من حديثه مع والدته، خرج الشاب "احمد" لملاقاة بعض أصدقائه العاطلين، وأثناء تدخينهم الحشيش، تحدث معهم عن رغبته هو ووالدته في التخلص من والده، الذي اعتاد على سبهما وضربهما وإهانتهما، وامتنع عن الإنفاق على المنزل، وطلب منهم مساعدته في إتمام الجريمة مقابل مبلغ مالي.. وافق الأصدقاء على قتل والد أحمد بشرط أن يدفع لهم 500 ألف جنيه.. أبدى الشاب موافقته على المبلغ، ووضع مع أصدقائه خطة تنفيذ الجريمة التي تمثلت في اقتحام الجناة لمنزل الأسرة في موعد يحدده الابن، ثم يجبرون أحمد ووالدته على الدخول في إحدى الحجرات، وبعدها يطلقون النار على الأب حتى يبدو الأمر، وكأن عصابة مسلحة دخلت الشقة، ونفذت الجريمة بدافع السرقة، ومن ثم لا يشتبه أحد في تورط الزوجة والابن في الحادث.
يوم الحادث.. جلس الأب وسط أولاده وزوجته يشاهدون التليفزيون في صالة الشقة، وفجأة اقتحم ثلاثة أشخاص ملثمون ويحملون الأسلحة الخرطوش المكان، بناء على تنسيق واتفاق مسبق مع الابن أحمد.. اثنان منهم انقضا على الأب وشلا حركته، بينما أجبر الثالث الزوجة والأبناء على الدخول لإحدى الغرف تحت تهديد السلاح، وأغلق الباب عليهم جميعا.. بعد ثوانٍ معدودة دوى صوت طلقات الرصاص ممزوجا بصرخات الأب، ثم سمع الأبناء المحبوسون فى الغرفة حركة الجناة وهم يهربون من المكان.. خرجوا مسرعين ليجدوا الأب ملقى على الأرض جثة هامدة وسط بركة من الدماء.. تعالت الأصوات والصرخات الهيستيرية، حتى تجمع الجيران وأبلغوا رجال مباحث الجيزة بالحادث الغريب.

شاهد عيان يكشف السر
دقائق معدودة وامتلأت الشقة برجال المباحث وخبراء الأدلة الجنائية، وراحوا يجمعون كل المعلومات التي ربما تقود إلى الجناة وتكشف ملابسات الحادث، وتم التحفظ على كاميرات المراقبة القريبة من المنزل لتحديد من دخل أو خرج في وقت متزامن مع الجريمة، وبدأ فريق من رجال المباحث الجنائية في فحص علاقات المجني عليه بجيرانه وأصدقائه، والتحدث مع الجيران وشهود العيان، وظلوا لأيام يجمعون المعلومات ويجرون التحريات، إلى أن أمسكوا بطرف الخيط لحل لغز الجريمة الغامضة، فأثناء مناقشة صاحب محل بقالة قريب من المنطقة، أكد لهم أن أحمد ابن القتيل، تقابل مع مسجل خطر قبل أيام قليلة، وجلس معه لساعات وتكررت تلك المقابلات أكثر من مرة.. كثف رجال المباحث جهودهم إلى أن توصلوا إلى المسجل وألقوا القبض عليه، وأثناء مناقشته انهار واعترف بان نجل القتيل اتفق معه هو واثنين من زملائه على قتل المجني عليه مقابل مبلغ 500 ألف جنيه، وأن الابن هو الذي وضع خطة قتل والده بالاتفاق مع والدته.

اعترافات مثيرة
أسرع رجال المباحث باستصدار إذن من النيابة العامة للقبض على الابن أحمد ووالدته أمل، وتمت مواجهتهما بالتحريات وأقوال المسجل خطر.. أدركا أن أمرهما انكشف وأنه لا فائدة من الإنكار والمرواغة، فاعترف الابن بجريمته قائلا: "نعم أنا حرضت على قتل والدي، فهو أب سيء للغاية.. حوَّل حياتي أنا وأمي إلى جحيم لا يطاق، واعتاد ضربنا وسبنا أمام الجميع، وامتنع عن الإنفاق على المنزل، بل وأجبرني على العمل وتحمل مسئولية الأسرة منفردا.. أما والدتي فقد أرهقها إذلالا وضربًا لسنوات طويلة، فطلبت مني أن نضع حدا لهذه الحياة البائسة ونتخلص من والدي إلى الأبد".. الابن أضاف فى الحقيقات التي أجرتها معه نيابة الوراق تحت إشراف المستشار محمد القاضي المحامى العام لنيابات شمال الجيزة، أنه اتفق مع الجناة على اختلاق واقعة سرقة بسيطة لمنزله وقتل الأب خلالها وهو ما حدث بالفعل.. أما زوجة المجني عليه، فقد أكدت أن زوجها استحق القتل، فهو وفقا لاعترافاتها سيء السمعة وله علاقات مشبوهة ببعض السيدات، وسبق أن دخل السجن لمدة عام ونصف، وبعد خروجه دأب على إهانتها وإذلالها هى ونجلها أحمد، فاتفقا على قتله.. وأشارت إلى أنهم حاولوا تنفيذ الجريمة 3 مرات من قبل، ولكن المحاولات باءت بالفشل لظروف خارجة عن إرادتهم، إلى أن نجح الجناة في قتله، مقابل نصف مليون جنيه.
بعد أن انتهى جميع المتهمين من اعترافاتهم، أمرت النيابة العامة بحبسهم على ذمة التحقيقات تمهيدا لإحالتهم إلى محكمة الجنايات.



الجريدة الرسمية