رئيس التحرير
عصام كامل

الفيروس واحد والمواجهة اختلفت

عكفت خلال شهور العزل الاجتماعى المفروض علينا على دراسة وبحث كيف واجه العالم فيروس كورونا المستجد، وسوف تنشر هذه الدراسة قريبا فى كتاب بعنوان (رؤساء وكورونا) يتناول تجارب عشرة دول فى مواجهة الوباء..

 

هى الصين التى ظهر فيها الفيروس، وأمريكا أكثر الدول تضررا، وروسيا الأقل وفيات، وألمانيا الأكثر انضباطا، وفرنسا اللاتى اعتبرت نفسها تخوض حربا، وإيطاليا صاحبة أشهر ماساة، بريطانيا التى أصاب الفيروس رئيس حكومتها، وكوريا الجنوبية التى اعتمدت على العلم والتكنولوجيا فى مطاردة الفيروس دون إغلاق، والسويد التى راهنت على مناعة القطيع، ومصر التى اهتم رئيسها بطمأنة الناس.

 

اقرأ أيضا: فى حماية فيروس كورونا !

 

وكل هذه التجارب لم تتطابق، رغم أن الوباء واحد، وإن كان البعض يعتقد بأن الفيروس له نسخ مختلفة.. فقد اختلفت وتباينت ما بين عزل اجتماعى صارم وحجر صحى كامل وإغلاق اقتصادى كامل، وما بين ترك الحدود والمطاعم والمقاهي والنوادي والبارات والمحلات التجارية والمنشات الاقتصادية مفتوحة..

 

وحتى بعد انتهاج سياسات التعايش مع الفيروس المستجد فقد اختلفت وتنوعت أيضا خطط دول العالم لتحقيق هذا التعايش.

 

ومع هذا التباين والاختلاف فإن ما انتهجته دول العالم من سياسات مختلفة لم ينل إجماعا عليه داخل كل دولة، وكانت هناك اعتراضات وانتقادات داخلية على السبل التى اختارتها الحكومات، ولا يستثنى فى ذلك دولة واحدة بما فى ذلك الدول التى تعتبرها منظمة الصحة العالمية ذات تجارب ناجحة مثل كوريا الجنوبية وألمانيا ..

 

اقرأ أيضا: مفاجأة الصين غير السارة!

 

وإن كان تفاوت حجم هذه الانتقادات والاعتراضات بالطبع ما بين دولة واُخرى، وفى ظل المساحة المتاحة للتعبير عن الرأى.. فبينما عوقب أصحاب بعض الانتقادات فى الصين فى بداية ظهور الفيروس شهدت السويد تجمعات علمية تعترض على سياسات الحكومة وشهدت ألمانيا مظاهرات تطالب بالإسراع بفتح البلاد وإنهاء العزل الاجتماعى وشهدت روسيا احتجاجات من العاملين الأجانب لفقدانهم أعمالهم.. وعموما فقد اختلط ما هو صحى بما هو اقتصادى وبما هو سياسى..

 

ولذلك  شملت  هذه الانتقادات والاعتراضات كل شىء تقريبا، على الساحة الصحية وأيضاً الساحة الاقتصادية.. وإن كنّا لا نتابع إلا بعض الأمور الخاصة بهذه البلاد والمنتقاة فقط التى تعبر عن هوى من انتقاها أو روج لها..     

الجريدة الرسمية