رئيس التحرير
عصام كامل

عادل صادق يكتب: النجم الذي هوى

سعاد حسني
سعاد حسني

فى مجلة كلام الناس عام 2001 كتب الدكتور عادل صادق أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس تعليقا تحليليا على خبر انتحار سندريلا الشاشة سعاد حسنى قال فيه: كيف يتحول الغناء المرح إلى صمت كئيب وكيف تستحيل الرغبات والشهوات إلى عدم وكيف يتوقف حلم ويتبدد طموح كيف وكيف وألف كيف؟

 

لا أحد يفهم شيئا ، ندور وندور وبعضنا يعلو يضيء ويعطى يسعد ويبهج ، نجم أرضى فى سماء الفن أو الفكر أو العلم أو الأدب أو اللعب ، يزدهى ويتمخطر يا أرض اتهدى ما عليك أدى ويا سماء استبشرى فقد صعد إليك نجم من الأرض ، فغدا امتنع نوره وانحبس صوته فسوف يحل محله نجم آخر.. نجم مبدع قادر على العطاء والعطاء فى النجم حياة ، فإذا توقف يكتئب ، وإذا اكتأب مات ، وإذا مات دفن تحت الأرض بعد أن كان فى السماء عاليا ولا أدرى هل تذرف السماء دموعا على نجم هوى.

وبيان حالة نجمتنا المحبوبة يقول إن الطفولة لم تكن سعيدة أدار كل من الأب والأم ظهرهما للآخر ، والأخوة والأخوات عددهم 17 ، أين أنتم اليوم يا أحباب؟ لا أحد يستجيب.

 

الموهبة كانت متفجرة ، الطفلة كانت رائعة والفن وراثة مثل الجنون تماما ، غنت ورقصت وشخصت فتهافتت الثعالب على قطعة الحلوى ، كانت هشة إذ لم يساعدها أحد بناء قواعد وأساس وثوابت حتى أبجديات الكتابة لم تكن تعرفها ، تعلمتها فى سن متأخرة ، لكنها لم تتعلم شيئا من مدرسة الحياة ، تركت لتلقائيتها العنان وذلك أعانها على أن تكون شيئا متفردا ، كانت أقوى فاتح شهية الحياة وأقوى باعث على التفاؤل وأقوى محرك للمشاعر الظاهرة والباطنة.

ملأت القلوب والعقول منذ كانت فى السادسة عشرة ، طارت وحلقت واحتلت موقعها بين نجوم السماء ، هى خلقت لتعلو . علا التصفيق فابتسمت وانحنت ، ولأن داخلها فنانا حقيقيا بدأت تكابد القلق ليس حرصا على مكانتها فقط بقدر ما كان تكوينها الفنى العبقرى يفرض عليها الوسوسة وكان ينتج عن ذلك اقتدار وتمكن وبرز النجم اكثر واكثر وارتبطت عند الناس بالبسمة ورشاقة الحركة وبراءة الصوت وروعة الأداء ، هى ليست مجرد أميرة بل هى الملكة ، اعتلى التاج رأسها ، تاج صنعته لها الجماهير ، آمنت بأنه ما أطال النوم عمرا ولا قصر فى الأعمار طول السهر.

 

وأضاف: “لا أحد يدرى ما حدود الصداقة والحب عندها ، صادقت وأحبت حتى النخاع الملحن والمطرب والشاعر ، آمنت بهم وآمنوا بها إلا أن الملحن اعتمدها كأحسن مطربة ، أما المطرب فقد هوى فى بحر غرامها ، وأما الشاعر فقد لمس روحها ، هو عبقرى وهى عبقرية والاثنان نسيج ثرى من الأحاسيس ، وهى مثله يداهمها الاكتئاب بالرغم من أنها باعثة للسرور ، وتعلقت بالشاعر من رقبته بغية الإنسان أن يجد من يفهمه.

سمير صبري يكشف مفاجأة حول لغز رحيل الفنانة سعاد حسني | فيديو

 

وأوضح: “وعلا النجم أكثر وأكثر وزاحمت الأوائل بامتلاك الناصية ولولا الوفاء للقديم لمنحت اللقب ، فلم ترفعها إلا موهبتها الفذة موهوبة كإنسانة ، وكناقلة للأحاسيس رقصا وغناء وتشخيصا تشعر معها وأنت فى أحسن حالاتك ...لكن هوى النجاح”.

الجريدة الرسمية