رئيس التحرير
عصام كامل

هل تحتاج إثيوبيا إلى مياه النيل ؟..خبراء يفندون مزاعم أديس أبابا في ربط التنمية بالماء

فيتو

روج المسئولون الإثيوبيون في الحكومات المختلفة التي عاصرت مفاوضات سد النهضة منذ بدايتها عام 2011 أن نهر النيل وسد النهضة يعتبران وسيلة التنمية التي ستدفع بإثيوبيا إلى الأمام، على اعتبار أن نهر النيل والمياه التي تسير في مجراه هي الوسيلة التي تحتاج إثيوبيا لاستخدامها من أجل الخروج من دائرة الفقر والانطلاق نحو التنمية.

وفند عدد من خبراء المياه في الجامعات المصرية المزاعم الإثيوبية حول ضرورة مياه النيل لتحقيق التنمية لصالح إثيوبيا وهو الادعاء الذي تحاول من خلاله عدم الاعتراف بالحقوق المصرية التاريخية في مياه النيل.

 

وقال الدكتور نادر نور الدين أستاذ الأراضي والمياه بجامعة القاهرة إن ربط الإثيوبيين بين المياه والتنمية غير منطقي لأن الماء يعتبر أحد محاور التنمية وليس أساس التنمية ولنا مثال في دول الخليج العربي التي تُعاني من التصحر ونقص المياه حيث يصل نصيب الفرد في بعضها 10 أمتارمكعبة فقط ورغم ذلك تحقق معدلات تنمية كبيرة، لافتا إلى أن إثيوبيا تمتلك من المياه الكثير حيث يتساقط عليها سنويا 936 مليار متر مكعب من المياه وفقا لتقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة "فاو".

وأضاف أن هذه الأمطار يذهب منها 123 مليار متر مكعب إلى الأنهار الإثيوبية نصيب نهر النيل الأزرق فيها 72 مليار متر مكعب فقط ويتبقى لإثيوبيا 51 مليار متر مكعب غير الموارد الأخرى الضخمة من المياه التي منحتها مراعي خضراء وثروة حيوانية هائلة تصل إلى 100 مليون رأس، أي أن كل ما يصل إلى نهر النيل هو 0.08% من الموارد المائية الإثيوبية.

 

وأكد أن لو كان الماء المصدر الأساسي في تحقيق الرخاء والتنمية لكانت الكونغو أغنى دول القارة الأفريقية بنهرها الذي تصل تدفقاته إلى أكثر من 1200 مليار متر مكعب في العام تصب في المحيط الأطلنطي.

 

ومن جانبه كشف الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة أن  إثيوبيا تزرع قرابة 45 مليون فدان معتمدة على الأمطار تستهلك 100 مليار متر مكعب من المياه، إلى جانب 100 مليار متر مكعب أخرى من مياه الأمطار تروي الغابات والمراعي الممتدة أعلى الهضبة الإثيوبية وترعى بها أكثر من 80 مليون رأس ماشية تستهلك كميات كبيرة من المياه، إلى جانب زراعة 2 مليون فدان زراعة تعتمد على الري وليس الأمطار، وتستهلك 25 مليار متر مكعب مياه تجري في البحيرات والأنهار الداخلية، إلى جانب 5 مليارات متر مكعب مياه جوفية يتم استهلاكها سنويا.

 

وأكد شراقي أن إجمالي استهلاك إثيوبيا من المياه في الأغراض الزراعية وأعمال الرعي تصل إلى 230 مليار متر مكعب من المياه أي 4 أضعاف حصة مصر من مياه نهر النيل، مشيراً إلى أن حديث إثيوبيا عن المياه الجارية في نهر النيل هو نوع من محاولة قلب الحقائق، لأن الحديث يجب أن يكون عن حوض النيل والمياه المتساقطة عليه والتي تفوق بعشرات الأضعاف حجم المياه التي تجري في مجرى النهر، ولفت إلى أن رغم ذلك فان إثيوبيا تصنف ضمن أفقر دول العالم.

الجريدة الرسمية