مسلسل الفتوة | كيف أخذ «نبوت» الحرافيش ودراما «سعد اليتيم» ؟
تألقًا فنيًا يشهده الفنان ياسر جلال يزداد مع كل عمل درامي يشارك به خلال الماراثون الرمضاني، منذ ان قدم مسلسل ظل الرئيس في رمضان 2017، وبعدها قدم مسلسل رحيم، ثم لمس الأكتاف، وفي العام الجاري يشارك الفنان ياسر جلال بعمل درامي ذو طابع تراثي يروي ملحمة الحارة المصرية القديمة ويحمل العمل إسم «الفتوة».
بمجرد طرح البرومو الرسمي للمسلسل ومن بعده إذاعة الحلقات الأولى وكان الربط مباشرة بين العمل وبين ما قدمه سابقا الأديب العالمي "نجيب محفوظ" من خلال أعمال ادبية ودرامية وسينمائية حملت إسم «الحرافيش»، ولكن بعد مرور نصف حلقات المسلسل كان للمسلسل طابعه المميز والخاص وقصته التي لم تأخذ من «الحرافيش» إلا «نبوت الفتوة»، وذلك الجلباب والشال الذي يتلفح به اهالي الحارة، وكان من بين الاختلافات إسم العائلة التي ينحدر منها الفتوة العادل المحبوب من أهل حارته، فقد إعتاد الاديب الراحل نجيب محفوظ على إسم «عاشور الناجي»، في حين اختار مسلسل «الفتوة» لنفسه عائلة الجبالي، وان لم يكن إبتعد كثير عن أعمال نجيب محفوظ، فهو نفس الإسم المحوري لعائلة أولاد حارتنا (إحدى روائع نجيب محفوظ).
إختلاف أخر وهو في مهنة الفتوة فقد اعتاد نجيب محفوظ أن يقدم الفتوة من أرباب مهنة «العربجي»، وقد ظهر ذلك في كل الأعمال الفنية المأخوذة عن روايات نجيب محفوظ مثال: «فيلم الحرافيش – سلسلة أجزاء السيرة العاشورية – التوت والنبوت»، في حين إمتهن «فتوة الناس الغلابة»، حسن الجبالي الذي لعب دوره الفنان ياسر جلال (صاحب محل لبيع النحاس).
من المفارقات في العمل الدرامي، والمعلومات التي قد لا يدركها البعض أن مسلسل ظل الرئيس لم يكن البطولة الدرامية الأولى للنجم ياسر جلال بل سبقها بقرابة الـ 20 عامًا من خلال الملحمة التراثية «سعد اليتيم»، ورغم ان النجم ياسر جلال لم يتصدر إسمه أفيش العمل الدرامي لمشاركة كوكبة من كبار النجوم معه إلا أن العمل نفسه كان يحمل إسم شخصيته (سعد اليتيم)، والذي أنتج وعرض في عام 1997.
وكأن القدر لم يرد ان يهمل فضل تلك الشخصية حقها فوجدت عدد من المتشابهات بين مسلسل الفتوة وفيلم سعد اليتيم الذي تم إنتاجه عام 1985 من بطولة كل من الفنان أحمد زكي والفنانة نجلاء فتحي والفنانة شويكار والفنان محمود مرسي وأيضا الفنانون فريد شوقي، وأحمد بدير، وتوفيق الدقن، وإخراج أشرف فهمي، وتأليف: عبد الحى أديب، وقصة: يسري الجندي.
كلا من حسن الجبالي وسعد اليتيم كبرا يتيمين بعد مقتل الأب على يد أقرب الناس إليه، ففي «الفتوة» قتل أحمد الجبالي (فتحي عبد الوهاب)، على يد صديقيه صابر شديد (أحمد خليل)، واللبان (رياض الخولي)، وفي فيلم (سعد اليتيم) قتل الأب فضل الجبالي (محمد وفيق) على يد شقيقه بدران (محمود مرسي).
في كلا من المسلسل والفيلم يظهر أحد الفتوات الذي يعتلي كرسي الفتونة دون أن يستعمل «نبوته» أو يستعرض قوته، مكتفيًا بالحيل والألاعيب وإشعال الفتن بين الفتوات فيقتل بعضهم بعضًا ويخرج هو منتصرًا، وظهر التشابه شديدًا بين شخصيتي اللبان التي أداها (رياض الخولي) في المسلسل وبين الهلباوي الذي لعب دوره (فريد شوقي) في الفيلم.
من المفارقات القدرية والمتشابهات بين المسلسل والفيلم أن كل من نجل القتيل وأحد القتلة يقعان في حب ابنة القاتل الآخر، وهو ظهر في المسلسل من العلاقة العاطفية التي ربطت بين "ليل" نجلة صابر شديد (مي عمر) وحسن الجبالي (ياسر جلال) وفي نفس الوقت اللبان (رياض الخولي) يريدها لنفسه لهيامه بها، الأمر نفسه حدث حينما أحب سعد اليتيم (أحمد زكي) "صباح" نجلة بدران (نجلاء فتحي) وكان غريمه ويريدها لنفسه الهلباوي (فريد شوقي).
