رئيس التحرير
عصام كامل

ساعة الحظر!

انتفض البعض غاضبين على مواقع التواصل الاجتماعى ومستنكرين قيام الحكومة بتخفيف حظر التجول الليلى مع بداية شهر رمضان لساعة واحدة، خاصة وان منهم من كانوا يطالبون بزيادة ساعات الحظر فى شهر رمضان..

 

وبرر هؤلاء غضبهم ورفضهم لقرار الحكومة بأن حالات الإصابة بفيروس كورونا فى البلاد تزيد ولا تقل، بل إنها سجلت يوم الإعلان عن تخفيف ساعات الحظر زيادة غير مسبوقة من قبل.

 

وابتداء لا تحظى قرارات الحكومات بإجماع الناس عادة، وإنما هناك دوما من لا يقبلون هذه القرارات ويطالبون بغيرها.. وبالنسبةَ لقرار يتخذ فى ظل أزمة سيكون ذلك أكثر وضوحا، ففى ظل الأزمات لا يحتفظ الجميع بهدوءه وقدرته على التفكير الخالى من الإحساس بالفزع..

 

اقرأ ايضا:وجهوا اللوم لأنفسكم أولا !

 

والفزع عادة ليس هو المناخ المناسب لاتخاذ القرارات السليمة.. لذلك ليس غريبا إن بعض من طالبوا بتشديد إجراءات الحظر هم أنفسهم الذين لا يكفون عن الشكوى من هذا الحظر ويعبرون عن ضيقهم منها!

 

على كل حال.. هذه ظواهر اجتماعية مفهوم ظهورها ووجودها فى المجتمع الذى يمر بأزمة شديدة  طارئة ليس معروفا متى تنتهى بالكامل.. على غرار ما نواجهه مع جائحة كورونا.. وبالنسبة لى شخصيا لا أرى إن مشكلتنا الحقيقية تتمثل فى ساعات الحظر..

 

وأنا هنا لا أقصد فقط  عدم إلتزام كثير من  الناس خلال ساعات الحركة بالإجراءات الإحترازية الصحية، وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي.. وإنما أقصد أيضا تصرفات مجموعات من الناس حتى فى ساعات الحظر فى الشوارع غير الرئيسية التى لا توجد فيها كمائن من الشرطة..

 

اقرأ ايضا: حقيقة الفيروس المستجد!

 

فمثلما رأينا فى أحد شوارع الاسكندرية مجموعات من الناس  فى مسيرة يحملون مجسما للكعبة ليلة أمس لتعليقه فى شارعهم الذى يسمى شارع الكعبة، فإننا رأينا أيضا سكان كمبوند  يقيمون داخله حفلا جماعيا السحور.. وشاهدنا أيضا مواطنون يملؤون الشوارع حتى بعد بدء تطبيق الحظر.

 

مشكلتنا ياسادة نقص الوعى حتى لدى الفئات الاجتماعية التى كنا نظن أنها أكثر وعيا، ونقص قدرات بعض الفئات الاجتماعية على تنفيذ الاجراءات الصحية.. وكلنا مسئولون عن ذلك، سواء كان نقصا فى الوعى أو نقصا فى القدرة.     

الجريدة الرسمية