رئيس التحرير
عصام كامل

كورونا والحكام!

اطرف تفسير سمعته من شخص قدم تليفزيونيا باعتباره خبيرا فى شئون الفيروسات حول الاهتمام  الكبير الذى منحه حكام العالم لفيروس كورونا المستجد..

 

رغم أن عدد ضحاياه أقل من عدد ضحايا أمراض أخرى، مثل أمراض القلب والسرطان، بل وحتى بعض الأمراض الفيروسية الأخرى مثل إيبولا، إن فيروس كورونا المستجد يصيب جميع البشر بغض النظر عن الجنس واللون والدين والثروة والمكانة الاجتماعية، ولا يستثنى -وهذا هو المهم- الحكام..

 

لذلك استشعر الحكام خطورته مقارنة بالأمراض والفيروسات الأخرى، عندما وجدوا أنفسهم مهددين بالفعل بالإصابة به.. بل إن منهم من أصيب بالفعل به مثل رئيس الوزراء البريطاني جونسون، وإن كان هناك داخل بريطانيا من شكك فى ذلك!..

 

اقرأ أيضا: كورونا والأخلاق!

 

ولهذا هب حكام العالم وانتفضوا ضد فيروس كورونا المستجد.. وأغلقوا الحدود وحركة الطيران والسفر، وأوقفوا النشاط الاقتصادى وحبس الناس أنفسهم فى المنازل!

 

ورغم أننى لا استبعد أن يستشعر الحكام من خطر وباء على أنفسهم لأنهم بشر، إلا إننى أرى فى هذا مجرد كلام مما يسمى (هبد).. أى كلام غير علمى لأن صاحبه يتجاهل أن فيروس كورونا المستجد خطورته فى سرعة انتشاره، وأن حالة الإغلاق الاقتصادى والعزل الاجتماعى والحجر الصحى لجأت إليها دول تحت ضغط الرأى العام فيها..

 

ولعلكم تتذكرون مثلا أن المدارس أغلقت لدينا بعد إلحاح امتد لقرابة الشهر من أولياء الأمور، وذات الشىء حدث مع فرض حظر التجول أيضا.

 

اقرأ أيضا: كورونا والفقراء!

 

لكن يبقى أن أسلوب وطريقة الحكام فى العالم وهم يواجهون هذا الوباء يمكن أن يكون موضوعا لكتاب يقبل عليه الكثير من القراء، خاصة بعد أن ينتهى الكابوس الذى سببه للعالم هذا الفيروس المستجد.. فقد اختلف حكام العالم فى تلك المواجهة.. منهم من استخف به عندما ظهر..

 

ومنهم من تصور أنه يمكنه الاستفادة به واستثماره سياسيا.. ومنهم من أصيب بالفزع والاضطراب.. ومنهم ايضا من احتفظ بثباته وهدوئه وانعكس ذلك فى القرارات التى اتخذها والتى حققت قدرا من التوازن بين الإجراءات الاحترازية وبين استمرار عجلة الإنتاج والنشاط الاقتصادى .

 

اقرأ أيضا: كورونا وأبو العريف !

 

واستثمارا لأيام الحظر، وبعد أن انتهيت من إعداد كتابى الجديد (الفقراء.. وعاصفة كورونا) وسلمته للمطبعة أعدكم بالبدء فى إعداد هذا الكتاب الذى لن يكتفى برصد سلوك حكام العالم تجاه فيروس كورونا، وإنما سوف يستشرف مستقبله السياسى أيضا، وبالتالى سوف يستطلع شكل العالم بعد كورونا.. ودعواتكم لى بإنجاز هذا الكتاب

 

الجريدة الرسمية