رئيس التحرير
عصام كامل

بدأت بالدموع وانتهت بـ"زفة".. ممرضة بني عبيد المتعافية من كورونا تروي يوميات العزل مع طفلتها

لحظة خروج الممرضة
لحظة خروج الممرضة آية ونجلتها لينا من عزل تمي الأمديد

 رغم أن نهاية القصة مفرحة تخللها زفة سيارات وتكاتك وشوكولاتة، وإطلاق الزغاريد لكن بدايتها حزينة أبكت الجميع خاصة مع مشهد  دخول طفلة لم يتعد عمرها الـ 4 سنوات مصابة بفيروس كورونا سيارة الإسعاف وحيدة والتوجه بها لمستشفي الحجر الصحي لترقد بجوار والدتها التي تسببت في نقل الفيروس لها.

والقصة التي امتزجت فيها دموع الحزن بالفرح بطلتها أية السعيد ممرضة بمستشفى صدر دكرنس .. كرست حياتها بين المرضى والأدوية داخل مستشفى صدر دكرنس تعمل ليل نهار فى محاولة للتخفيف عن المرضى و مساعدتهم على الشفاء وبعد انتشار فيروس كورونا حاولت جاهدة أخذ الاحتياطات اللازمة لحمايتها من الفيروس لكن الماسك والجوانتي ادوات الوقاية لم يمنعا إصابتها بفيروس قاتل حير العالم، لتجد نفسها  داخل مستشفى العزل الصحى بتمى الأمديد بمحافظة الدقهلية.

أية المقيمة بمدينة بني عبيد بمحافظة الدقهلية كانت تعي جيدا طبيعة عملها كممرضة والمخاطر التي تحدق بها، لكنها دخلت مستشفى العزل بعد ثبوت إيجابية إصابتها بالفيروس شاردة الذهن تعد الساعات التي اصبحت بالنسبة لها كالايام الثكلى ليس من أجل صحتها لكن من أجل صحة ابنتها الصغيرة “ لينا” التى ترقد فى السرير المجاور لها انتظارا لنتائج التحاليل .

إقرأ أيضا: بالشيكولاتة والزغاريد.. استقبال ممرضة وطفلتها بعد شفائهن من كورونا بالدقهلية l صور

ومابين الألم والفرحة التقت “فيتو” آية السعيد عبدالمقصود “24 عاما” ممرضة بمستشفى صدر دكرنس بالدقهلية لتروي قصتها مع فيروس كورونا وشعورها بعد علمها أنها سبب إصابة طفلتها “لينا” بالفيروس القاتل .

 

وقالت “آية”:” بعد إصابتي بفيروس كورونا نتيجة تعاملي مع المرضى المترددين على مستشفى صدر دكرنس تم تحويلي إلى عزل تمي الأمديد وهناك استقبلني الفريق الطبي استقبال حافل، وتلقتيت العلاج لمدة ٥ أيام ثم تم سحب مسحة في اليوم السادس وجاءت سلبيه وبعدها بيومين تأكدت سلبية المسحة الثالثة لكن فرحتي بالتعافي لم تكتمل وخلال تواجدي بالعزل شعرت بالذنب تجاه ابنتي الوحيدة "لينا" البالغة من العمر ٤ سنوات بإعتبارها المخالط الاول والدائم لي”.

 

وتابعت:” لم يغفل لي جفن لمدة ثلاث أيام عقب دخولي العزل إلي أن تم سحب المسحة من ابنتي وزوجي ووالديه والحمد لله كانت النتائج سلبية باستثناء إيجابية مسحة "لينا"،  الخبر وقع على مسامعي كالصاعقة رفضت مغادرة العزل وقررت الاستمرار بالعزل لأكون بجوارها “.

 

واستطردت:” بالفعل  كنت في استقبال "لينا" برفقة  الطاقم الطبي بلعب الأطفال والأغاني وفوجئت بلينا تتحدث أكبر من سنها، لتحاول منع الأطباء من إحتضانها قائله "متقربوش مني علشان الكورونا "مما دفع الأطباء للتعامل معها بشكل مختلف ليؤكدوا لها أنها بطلة وأقوى من كورونا”.

 

و عن طريقة التعامل مع “لينا” داخل مستشفى العزل قالت "آية":” كنت بجوارها داخل العزل وكنا نتعامل معها بشكل طبيعي جدا ومرتديين الماسك والجوني لكن خوفي عليها  كنت أقضي ساعات النوم  مرتديه الماسك، ربنا مايكتبها على حد، ونتيجة لهذا التعامل المشرف من الطاقم الطبي كانت لينا ترفض الخروج من العزل وتردد أنا بحبكم وعايزة أفضل معاكم”.

 

و أضافت أنها تلقي خبر خروج “لينا” وتعافيها بفرحة عارمة عمت أرجاء مستشفي العزل مشيرة إلى أن الفريق الطبي حرص على وداعها بفانوس رمضان.

 

 

 

 وأوضحت أنها فور خروجها من مستشفى العزل وضعت نفسها في عزل شخصي بالمنزل لمدة 14 يوما.

وأردفت:” مش معني أني تعافيت أنى أصبحت محصنة فنحن  معرضون للإصابة بالفيروس في أي وقت ولذا نتخذ كافة الإجراءات الإحترازية أنا و٣ من زملائي  ببني عبيد” .

 
 

يذكر أن هالي مدينة مبنى عبيد في الدقهلية إستقبلوا الطفلة لينا ووالدتها و٣ آخرين تعافوا من فيروس  كورونا المستجد “كوفيد 19” وخروجهن من مستشفى الحجر الصحي بتمي الأمديد بالزغاريد والورود والشيكولاته، كما نظموا زفة سيارات للاحتفال بعودتهم سالمين.

الجريدة الرسمية