رئيس التحرير
عصام كامل

"فارس بلا مقابل".. قصة أسامة السدوري متطوع داخل مستشفى الحجر الصحي بملوي

أسامة السدوري
أسامة السدوري

“جميل أن تعرف معنى العطاء والأجمل أن تعطي” هذا ما قاله الزعيم السياسي غاندي عندما تحدث عن العطاء لترد عليه الكاتبة الألمانية “آن فرانك” قائلة: لم يجلب العطاء فقرا على أحد.. فتطوع بلا مقابل وفي الأخير ستلقى حسن الجزاء.. من هذا المنطلق تطوع “السدوري” واحتسب عمله وأجره عند الله تعالى بعدما قرر أن يدخل مستشفى الحجر الصحي بملوي ويكون جنديا من جنود العزل بلا أي امتيازات أو مكافآت مادية على الإطلاق.

 

“أسامة إبراهيم طلبه السدوري” هو الاسم الكامل له، يعمل داخل مستشفى ملوي العام و تحديداً it بمركز الفيروسات الكبدية بملوي، ليس موظفاً مُثبتاً أو مُؤقتاً، فهو يعمل داخل المركز على بند “أجر مقابل عمل بوزارة الصحة”.

 

“تم تخصيص 34.1 مليون جنيه مكافآت تشجيعية للعاملين بالحجر الصحي ومستشفيات العزل ضمن جهود مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد”.. هذا ما صرح به محمد معيط وزير المالية في الخامس عشر لشهر مارس الماضي، وكان السدوري يعلم تمام العلم أنه ليس ضمن من لهم حق المكافأة ورغم ذلك عرض العمل داخل مستشفى العزل بلا مكافآت أو امتيازات، خاصة بعدما علم أن مستشفى العزل في حاجة ماسة لموظف it لتسجيل حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد وحالات المتعافين، وفي الوقت الذي لم يعلن فيه موظفي مركز المعلومات موافقتهم للعمل داخل مستشفى العزل بملوي.

 

شفاء 4 مصابين جدد بفيروس كورونا بالحجر الصحي في ملوي

لم نتمكن من التواصل مع “السدوري” كونه داخل الحجر الصحي للحديث معه إلا أن “حسن بهجت”، موظف بمركز الفيروسات، و أحد أصدقاء “السدوري” في العمل قرر أن يضيف على معلوماتنا قائلاً: بعدما بدأت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، في تجهيز المستشفيات المتطورة كحجر صحي وبدأ محافظ المنيا اللواء أسامة القاضي في اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، تم اختيار مستشفى ملوي حجراً صحياً، بالفعل كان لدينا أزمة بعدما تم تجهيز الطاقم الطبي والتمريض في توفير موظف مختص بتسجيل بيانات، ففي هذا الوقت لم يوافق أي موظف داخل مركز المعلومات رغبته في العمل داخل مستشفى العزل بملوي.

تعافي 6 حالات مصابة بكورونا بالحجر الصحي في ملوى

وأضاف “بهجت”، فرغم كون السدوري يعمل داخل المستشفى بنظام أجر مقابل عمل وعلمه أن توليه مسئولية العمل داخل الحجر لم يحصل على مكافآت مادية نهائيا أو زيادة بنسبة 1٪ في المكافأة الشهرية التي يحصل عليها من مستشفى ملوي العام إلا أنه أبدى رغبته في العمل داخل مستشفى العزل، وحين سألناه عن سبب الموافقة رد قائلاً: البلد في أزمة ومن واجبنا نقف وراها والعمر واحد والرب واحد ولازم نتطوع في خدمة أهلنا حتى يرفع الله البلاء.

بالكلور والكمامات.. أنطونيوس ونانسي أول فرح في المنيا يحارب كورونا | صور

نما إلى علمنا بأن “السدوري” هو الشخص الوحيد “المتطوع” في العمل داخل مستشفيات الحجر الصحي على مستوى الجمهورية، وهذا ما أكده لنا “بهجت” قائلاً: فعلا تأكدنا من ذلك عندما تجاوز السدوري مدة الغياب القانوني داخل مركز الفيروسات والتي ستنتهي بانقطاع عن العمل، تلك الفترة التي قضاها داخل مستشفى العزل بملوي.. تم التواصل مع الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة وتم شرح الموقف التام للسدوري والتي تعجبت من وجود موظف يعمل داخل مستشفيات الحجر الصحي “متطوعا” بلا مكافآت.

الجريدة الرسمية