رئيس التحرير
عصام كامل

سيد الحمري يكتب: أولئك الذين نجوا

سيد الحمري
سيد الحمري

عندما كنت أشاهد ذلك الفيلم الذي تتحول فيه المدينة الصاخبة إلى مدينة يعلوها السكون والصمت، والبطل يحاول النجاة هو وفريقه من عضة تكاد تحوله إلى زومبي، لم يخطر ببالي أبدا أن تلك المشاهد السينمائية بخيالها الجامح ومؤثراتها واستحالتها، سوف تحدث ولكن مع اختلاف المسميات والأحداث والسياق مدينة الموتى الأحياء كما نعتها نجوم هوليود، والحرب الضروس بين مصاصي الدماء الذين لا يظهرون إلا ليلا، وإذا طلعت عليهم الشمس تغشي أعينهم فلا يرون ضحاياهم، والترياق الذي أعده الطبيب أثناء تجاربه المعملية وجريمته في العبث بجينات الإنسان بقصد الخلود أو لسبب ما.

 

تلك الأحداث يسردها عقلي الذي لا يكل من العبث أيضا بالأفكار هذه فبت أتساءل هل ما يحدث الآن بسبب أن أحدهم عبث مع الطبيعة أو أن الفيروس جاء ليعيد ترتيب أمور غفل عنها أغلبنا في هذا العالم المظلم.

حين تنظر لما شاهدته في فيلم الرعب ذاك، وسكون الليل والهلع والخوف، وبكاء تلك المرأة التي تطلب النجدة من البطل قبل أن يلتهما الزومبي فتتحول هي أيضا مثلهم، وصديق البطل الذي فاجأه أحد المتحولين وانقض عليه من الخلف ليغرس أنيابه في عنقه، ونظرته إلي باقي الفريق ولسان حاله يقول لا تتركوني سأكون بخير، وبين ما يحدث الآن مع اختلاف ليس ببعيد من المشهد لسوف يتخلل الخوف ويتدفق الأدرنالين داخلك،  الفيلم المرعب وإن طال عرضه لسوف ينتهي ويصفق له المشاهدون، نهايته ليست ببعيدة،ساعتين أو أقل على الرغم من أحداثه التي لا يشاهدها إلا ما هم فوق سن البلوغ،وحتي الكبار الذين يخشون دخول المرحاض ليلا بعد مشاهدة هذا الكم الهائل من الرعب،وهم في اعتقادهم. أن ثمة أحدا ينتظرهم ليمتص دماءهم هناك.

كذلك المشهد الحقيقي الآن لهو إلى زوال، حتى ولو تجاوز أياما وشهورا من العرض، يجب أن نصبح جميعنا أبطالا، ونقرأ السيناريو جيدا ونتقمص الدور ببراعة،ونساند بعضنا البعض في إكمال وإنجاح هذا العمل وعندها سوف تنتهي مدة عرض الوباء ويصفق لنا الناجون.

الجريدة الرسمية