رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الأوقاف يطالب بترشيد الاستهلاك في أوقات الشدائد والأزمات

الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف

طالب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بترشيد الاستهلاك والنهي عن الإسراف والتبذير في سائر وجوه الاستهلاك في الطعام والشراب واللباس ، واستهلاك الكهرباء والغاز، مشيرا إلى أن أوقات الشدائد والأزمات تتطلب الإيثار لا الأثرة.

 

وقال وزير الأوقاف: إن ديننا الحنيف ينهي عن الإسراف والتبذير في كل شيء ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : "وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً"‏ الإسراء ( 26 : 27 ) .

 

ويقول سبحانه وتعالى : " يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " ( الأعراف : 30) ، ويقول سبحانه وتعالى: " وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً" ( الفرقان : 66 ) ، ويقول سبحانه وتعالى : "وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا"(الإسراء : 29).   

 

اقرأ أيضا: 

الخطباء غير المعينين يناشدون وزير الأوقاف صرف مكافأة الجمعة 

 

وأضاف وزير الأوقاف: يقول على لسان سيدنا يوسف (عليه السلام) : " تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ "(يوسف : 47) ، فهي دعوة إلى زيادة الإنتاج من خلال العمل الجاد الدءوب وإلى ترشيد الاستهلاك إلى أقصى درجة ممكنة ، حيث قال الحق سبحانه : " إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ" ولم يقل إلا ما تأكلون . ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) :" كلوا واشربوا ، والبسوا وتصدقوا ، في غير إسرافٍ ولا مخيلةٍ" (رواه البخاري) .

 

وتابع: النهي عن الإسراف والتبذير جاء عامًّا ليشمل الإسراف والتبذير في الإنفاق ، وفي سائر وجوه الاستهلاك في الطعام والشراب واللباس ، واستهلاك الكهرباء والغاز ، وكذلك الإسراف في الماء ، فعَنْ سيدنا عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو (رضي الله عنهما) أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ): " مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ : (مَا هَذَا السَّرَفُ ؟ ) فَقَالَ : أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ ؟ قَالَ : "نَعَمْ ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ" (رواه ابن ماجة). ​نعم الإسراف إسراف ، ولو كان في الوضوء ، ولو كنت على نهر جار .

 

وأشار إلى أن الإسراف لا علاقة له بالقلة أو الكثرة ، وإلا لطلبنا من الفقير أن يرشد وتركنا الغني يفعل ما يشاء ، غير أن الأمر بالترشيد والنهي عن الإسراف جاء عامًّا للفقير والغني على حد سواء ، في الندرة والوفرة بلا تفصيل ولا استثناء . وإذا كان ترشيد الاستهلاك مطلوبًا كنمط حياة ، فإن الأمر يكون ألزم وأولى في أوقات الشدائد والأزمات .

 

وقال إن الأمر لا يقف عند حدود ترشيد الاستهلاك فحسب ، إنما يتطلب أمرين آخرين: الأول : البعد عن الأثرة والأنانية والشره في شراء السلع وتخزينها فوق الحاجة الضرورية ، مما يتسبب بالطبع في شحها ورفع أسعارها وضرر الآخرين ، بل ضرر الجميع ، والقاعدة الفقهية الشرعية أنه لا ضرر ولا ضرار ، وقد قالوا : أنت حرٌّ ما لم تضر. الأمر الآخر : هو أن أوقات الشدائد والأزمات تتطلب الإيثار لا الأثرة ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (الحشر : 9) ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "إن الأشعريين إذا أَرْمَلُوا في الغزو، أو قلَّ طعام عِيَالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسويّة ، فهم مني وأنا منهم" (رواه البخاري) .

الجريدة الرسمية
عاجل