رئيس التحرير
عصام كامل

الرسالة الإعلامية فى زمن الكورونا!

ثمة شهور عدة فصلت بين أزمة الكورونا التى يواجه تداعياتها المجتمع الدولى الآن وبين مناقشة أطروحة الماجستير الخاصة بي، والتى شرفت فيها بمناقشة وزير السياحة الأسبق دكتور هشام زعزوع..

 

والدكتورة هدى لُطيف العميد الأسبق لكلية السياحة والفنادق جامعة الفيوم، والدكتور أشرف عبد المعبود العميد الحالى لذات الكلية (مشرفا ومناقشا)، والدكتور عمر قورة (مشرفا ومناقشا)، والتى دارت فى رحى الرسالة الإعلامية فى أوقات الأزمات.

اقرأ أيضا: ثقافة الكلسون

 

وكانت أولى توصيات الرسالة تدشين هيئة لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث وأن ذلك ليس ترفا، وما زلت أرى أن ذلك ضرورة ولا يعكس ذلك قط صورة سلبية عن الدولة حال تدشينها، بل إن ذلك من شأنه تطوير إستراتيجية شاملة لإدارة الأزمات وإعداد خطط استباقية لمواجهة الأزمات، وكذلك توحيد الجهود وشحذ الهمم نحو إدارة جادة تدحض ثقافة الجزر المنعزلة فى إدارة الأزمات.

 

اقرأ أيضا: زواج السياحة بالآثار.. شرعي!

 

حال عدم وجود هيئة مستقلة لإدارة الأزمات فيتم الاعتماد على غرف العمليات ووحدات إدارة الأزمات بالوزارات المعنية، فضلا عن لجنة أزمات مجلس الوزراء، ويفضل أن يكون المتحدث عن الأزمة وتطوراتها هو الوزير المعنى أو المتحدث باسم الوزارة على حسب مستوى تطور الأزمة..

 

وهنا أرى من تقييمي لأزمة الكورونا أن المعالجة الإعلامية جيدة ودون إفراط أو تفريط ولكن تأخر إصدار بعض البيانات الرسمية لبعض الوقت قد يكون سببا لانتشار بعض الشائعات، والتى ينجح مركز المعلومات بمجلس الوزراء فى رصدها بسرعة وتفنيد مزاعمها.

 

اقرأ أيضا: صعيدي في نيودلهي!

 

دعنا نتفق أن وباء الكورونا عالمي ولا تستطيع أعتى الإمبراطوريات أو أقوى الدول أن تُصبح بمنأى عنه لذا فإن الإفصاح عن تطورات الوضع ليس خطأ أو جُرماً، كما علينا أن ندرك إن إدارة الأزمات الأمنية أو ذات الصلة بالإرهاب تختلف عن إدارة الأزمات ذات الصلة بالأوبئة وانتشار الأمراض..

اقرأ أيضا: باي باي الهند!

ففى الأزمات الأمنية قد يكون من طرق إدارتها إلقاء الضوء على زيارة مسؤولين لموقع الأحداث أو دعوة الآخرين لزيارة مناطق معينة لبث رسائل طمأنة باعتيادية الأوضاع، بينما فى الأزمات ذات الصلة بالأوبئة يصبح التركيز على جهود الحكومة فى مواجهة الوباء، وإستضافة الحالات التى تحسنت حالتها بعد تماثلها للشفاء، والقيام بحملات توعوية وتنفيذ إجراءات احترازية حتى لو تضمنت إغلاق المحال العامة أو دور العبادة أو إلغاء التجمعات وقد نجحت مصر فى ذلك إلى درجة كبيرة.

 

اقرأ أيضا: أيام الدراسة.. خلصانة بمسطرة وكراسة!

 

لقد بات ضرورة عدم المبالغة فى التغطية الإعلامية حتى لايُصاب المجتمع بالذعر مع ترشيد الخطاب الإعلامي، والأخذ فى الاعتبار بث ونشر الأخبار والتغطيات الخاصة بالأزمات فور صدورها من المصادر الرسمية، لتفويت الفرصة على المغرضين ومروجى الشائعات، حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه، وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية.

الجريدة الرسمية