رئيس التحرير
عصام كامل

زواج السياحة بالآثار.. شرعي!

محاولات هنا، وتحركات هناك، وإستراتيجيات توصف بأنها خارج الصندوق، تستهدف دفع القطاع السياحي إلى آفاق رحبة، في مواجهة تحديات المرحلة الراهنة نتج عنها دمج وزارتى السياحة والآثار، لتُصبح تحت مظلة وزارة واحدة، فالسياحة البتة لا تستطيع أن تغرد منفردة ومن هنا كانت الدعوات للعمل التكاملي مع القطاعات الأخرى ومنها قطاع الآثار.

 

اقرأ أيضا : العيد في الصعيد

ليس غريبا أن تعود السياحة لأحضان المعابد الفرعونية والأديرة المسيحية والمساجد الإسلامية فى حقيبة واحدة يتولى زمام أمورها دكتور خالد العنانى الذى استطاع أن يحدث حراكا حقيقيا فى وزارة الاثار فى السنوات الماضية على المستوى الفنى والإدارى دون شعارات زائفة، ومازال الترقب أن يُحدث الدمج  تأثيرا  إيجابياً لصالح القطاعين.

 

اقرأ أيضا: ريحة الجلاد الأصفر.. تغازلنى!

 

ربما التوجه العالمى هو دمج الحقائب الوزارية فنجد أن السياحة فى بعض الدول تندرج تحت مظلة الخارجية أو الثقافة أو الإعلام تارة، وفى تارة أخرى نجدها كيان فى صورة هيئة مستقلة فى بعض الدول الأخرى، وأيا كان المسمى فإن السياحة كقطاع يتطلب مرونة وفكرا ابتكاريا خارج الصندوق، ولا نستطيع أن نسبق الأحداث ونحكم على التجربة فى مهدها، وإن كنا نتمنى نجاحها.

 

لقد آن الأوان حقا أن نعمل بروح الفريق، وأن تتضافر كل الجهود من أجل استعادة الحركة السياحية الوافدة، وأن نعظم الاستفادة من الأنشطة الثقافية والرياضية في خدمة السياحة باعتبارها أحد أهم روافد الاقتصاد القومي.

 

اقرأ ايضا : ثقافة الكلسون!

 

نعم ليس مصر الأهرامات فقط أو شواطئها الساحرة على سواحل البحر الأحمر والبحر المتوسط، مصر تضم من الأنماط السياحية ما يفوق نظائرها العالم اجمع فى تنوعها، ولطالما كانت مهبطا للرسل ومنزلا طيبا لكل من أوى إليها كما كانت مصر عبر تاريخها قوية أبية في وجه من حاول النيل منها.

 

اقرأ ايضا : وقفة على ناصية "الممر"!

 

وستظل مصر رمزا للحفاظ على التراث والهوية الثقافية العربية الأصيلة، فسيناء بجبالها وتضاريسها وشواطئها ستظل تحمل من الدلالات ما يُجسد عمق ماضيها وعظمة حاضرها هناك في أرض الفيروز كلم الله موسى تكليما.. وفيها كانت خطوات سيدنا إدريس عليه السلام.

 

جاء إليها يوسف عليه السلام ليصبح فى مأمن من أى أذى.. كما جاء إليها سيدنا عيسى المسيح وهو طفل مع أمه سيدتنا مريم ومعهما يوسف النجار فى رحلة الهروب إلى مصر.

 

اقرأ أيضا : عبد الناصر والهند والعبارة في السفارة!

 

وفى البحر الأحمر توجد كنوز بحرية وشعاب مرجانية تذهل مشاهديها، وشواطئ تفوح رائحة نسائمها، وفى صحاريها تمارس السفارى والمعسكرات وحفلات الشواء، فضلا عن المتعة بين رمالها وكثبانها وصخورها، أما إذا كان  مقصدك التاريخ والعودة للوراء  فستظل معابدها ومقابرها العتيقة دليلا على أصالتها وعمق ماضيها.    

   

اقرأ أيضا : أيام الدراسة.. خلصانة بمسطرة وكراسة!         

 

ولقد ظلت السياحة الثقافية لسنوات طويلة مصدر الدخل الرئيسى للسياحة المصرية، خاصة وأن مصر تضم كنوز أثرية فى القاهرة  والجيزة والأقصر وأسوان والإسكندرية والمنيا وسوهاج وغيرها من المحافظات الا ان تراجع  حركة نمط السياحة الثقافية على مستوى العالم ألقى بظلاله على مصر، فى حين أن هناك تحركات إيجابية خاصة فيما يتعلق بمشروع  المتحف المصرى الكبير والاهتمام بتسويق مصر كمقصد متفرد للسياحة الثقافية أعتقد أنه سيؤتى أكله، وتبرز نتائجه فى المرحلة القادمة مع تنويع المنتج السياحى ليلبى رغبات الشرائح المختلفة من السائحين.

 

نأمل أن يوفق دكتور عنانى ونائبته السيدة غادة شلبى فى المهام الثقال للنهوض بقطاعى السياحة والآثار، وأن يلهم مساعديهم  ومعاونيهم البصيرة النافذة لتسيير دولاب العمل، وإدارة الملفات الهامة بكل كفاءة ووفقا للصالح العام وهو ما نهدف وما نبتغى. وللحديث بقية.

 

الجريدة الرسمية