رئيس التحرير
عصام كامل

الصحافة في زمن السوشيال ميديا.. غياب الحرية والمهنية سبب هذا النوع من المحتوى.. وتحقيق مكاسب مالية وراء الانتشار 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

“صحافة التريند” مصطلح وليد يفرض نفسه وبقوة على عالم الصحافة، في ظل تعاظم دور مواقع التواصل الاجتماعي، وتأثيرها القوي في تحريك الرأي العام، بالتزامن مع عزوف قطاعات كبيرة من الجمهور عن الصحافة الورقية، الذي أرجعه عدد من المتخصصين إلى ضعف المحتوى المقدم، وافتقاره للعمق وعوامل الجذب.

 

قيود الرقابة

في لحظات بعينها لجأ الصحفيون إلى القصص الخفيفة، التي لا تخلو من الإسقاطات للتحايل على قيود الرقابة التي فرضت في أزمنة بعينها وفقًا للظرف.

إلا أنها لم تتغول بأي حال من الأحوال على الرسالة الصحفية الرئيسية في البحث والتحقيق والتحليل، وتقديم محتوى يرتقي لعقل القراء ويتماس مع مشكلاتهم الرئيسية، ولكن مع تشابه المحتوى وهشاشته، والاتجاه إلى تحقيق مكاسب مالية، اتجهت بعض المواقع الإخبارية إلى هذا النوع إذا يطلق عليه مجازًا «صحافة».

هامش الحرية

في هذا السياق، قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، إن ظاهرة ما يسمى بـ« التريند» ستظل لصيقة بمواقع التواصل الاجتماعي، فحيثما كانت هناك سوشيال ميديا كان هناك «تريند»، ومن المؤسف أنه أصبح يقود الصحافة في كثير من الأحيان وليس العكس.

وأضاف رئيس تحرير الشروق:" في بعض الأحيان من الممكن أن يقود التريند الصحافة هذا ليس عيبا، إذا كان الأمر يتعلق بقضية تشغل الرأي العام وتهمه، لكن أحد الأسباب الأساسية وراء صحافة التريند يعود إلى تراجع هامش الحرية، الذي أجبر العديد من المواقع والصحف على العمل داخل مساحات ضيقة، وجدت فيها مواقع التواصل الاجتماعي وما يعرض عليها، نصيبًا كبيرًا حتى وإن كان مبتذلا في بعض الأحيان".

وعن وسائل المعالجة، أشار عماد الدين حسين، إلى ضرورة وجود محتوى صحفي متنوع ومختلف، وخلق حالة من المنافسة الحقيقية، قائلًا:" في وجود المهنية والمحتوى الصحفي الجيد، سينجذب القراء إلى القضايا الرئيسية، وسيذهب التيار العام إلى الموضوعات الحقيقية، وتظل صحافة التريند وما شابهها في الدوائر الضيقة".

المحتوى المتنوع

وأوضح أنه لا تزال غالبية الصحف والمواقع الإخبارية، ملتزمة بقدر كاف من المهنية، وتنحصر هذه الظواهر التي وصفها بالسلبية في عدد من المواقع المجهولة، مؤكدًا أن السبب الرئيسي وراء انتشار هذه الظواهر السلبية التي طرأت على الصحافة هو غياب الحرية والمهنية والمحتوى الجيد المتنوع.

تصحيح المفاهيم

من جانبه قال الكاتب الصحفي وجدي زين الدين، رئيس تحرير جريدة الوفد: إنه من مهام الصحافة الرئيسية هي تصحيح كل المفاهيم الخاطئة التي تبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل يتحكم فيها غير متخصصين، وتروج لمعلومات خاطئة غير منضبطة من شأنها التأثير على الرأي العام بشكل سلبي، مشيرا إلى أنه من المؤسف أن تقود هذه المواقع التي يعتليها مجموعة من «الغوغائيين» الصحافة وتتحكم في محتواها.

وقال «زين الدين»:" من الممكن للصحافة أن تتدخل فقط إذا كانت مواقع التواصل الاجتماعي تتبنى قضية تهم الرأي العام وتلفت الانتباه إليها، لكن المؤسف أن البعض يتجه إلى ما يسمى صحافة التريند لتحقيق مكاسب مالية وانتشار، دون الوضع في الاعتبار المحتوى والمادة الصحفية المقدمة".

نقلًا عن العدد الورقي..،

الجريدة الرسمية