رئيس التحرير
عصام كامل

توقعات بشن تركيا هجومًا في طرابلس خلال الأيام المقبلة

رجب طيب آردوغان
رجب طيب آردوغان

ذكرت وكالة الجماهيرية الليبية، نقلا عن مصادرها الخاصة، أنه في الأيام المقبلة ستواصل تركيا الهجوم على موقع الجيش الوطني الليبي في طرابلس الليبية، مما سيؤدي حتماً إلى إنهاء الهدنة بين أطراف النزاع في ليبيا، والتي كانت قد بدأت في 12 يناير 2020 بمبادرة من رئيسي روسيا وتركيا.

ويبدو أن كلام وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا حول أنه في الأيام القليلة المقبلة "سيغادر جيش خليفة حفتر وفروعه أراضي طرابلس"، إنما يؤكد صحة هذه المعلومات.

ففي تصريح لباشاغا حول خروج قوات الجش الليبي من طرابلس قال: "سوف يحدث هذا قريبًا جداً، سنتخذ جميع التدابير لضمان مغادرة تشكيلات حفتر للعاصمة الليبية، وقواتنا التي على خط الدفاع سوف تتحرك إلى الهجوم أيضاً، لانه لم يعد هناك أمل من وقف إطلاق النار".

لا شك أن هذا الهجوم سيحدث بدعم كامل من أردوغان وسيعتمد على المدفعية المنتشرة في المناطق السكنية بطرابلس، وكذلك على الطائرات المسيرة التركية التي تقلع يوميًا من مطار معيتيقة، وكذلك بالاعتماد على المرتزقة السوريين.

في الوقت نفسه، تحارب تركيا الجيش السوري في سوريا.. كل هذا يجبر رئيس تركيا ومسئولين آخرين على الإدلاء بتصريحات صاخبة في وسائل الإعلام كل يوم، لتبرير ما يحدث أمام المجتمع الدولي.. يؤكد معارضو سياسة تركيا في المنطقة على عدوانية تصريحاتها وتجاهلها الكامل لسيادة الدول الأخرى.

فقد نبه وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى مخططات ومؤامرات بعض الأطراف الخارجية، خاصة أن تركيا تسعى لجعل ليبيا مركزا للتنظيمات الإرهابية والمقاتلين الأجانب وما لذلك من تأثير بالغ الخطورة على الأمن القومي المصري، وعلى أمن دول الجوار وأيضا على أمن الساحل والصحراء، مؤكدا تصدي مصر لهذه المخططات، بما فيها الاتفاق الذي وقعته حكومة الوفاق وتركيا، حيث قال شكري بهذا الصدد: "إن الاتفاق البحري في حد ذاته لا يمس بأي من المصالح المصرية، ولكن الاتفاق الأمني بالتأكيد قد يترتب عليه مزيد من تدخل قوى إقليمية على الأراضي الليبية، وهذا أمر مرفوض ليس فقط من مصر ولكن مرفوض من دول الجوار أجمع، لأنه يزيد من حدة الصراع والاستقطاب ويخل بموازين القوى داخل ليبيا بشكل لا يحقق مصلحة الشعب الليبي، كما أن هذا الاتفاق لا يستند إلى شرعية قانونية لأنه مخالف تماما للولاية التي منحت للمجلس الرئاسي من خلال اتفاق الصخيرات الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي".

أما رجب طيب أردوغان فقد صرح في مقابلة أجريت معه قبل بضعة أيام إن "سياسة تركيا في سوريا وليبيا ليست مغامرة، ولكنها من متطلبات المصالح الوطنية لبلاده ولكن يبقى السؤال المهم هو: كيف ينبغي للمجتمع الدولي أن يتعامل مع حقيقة أن رئيس تركيا يقوم بجرائم حقيقية بحجة ضمان مصالحه؟!.

لقد قام أردوغان في الأشهر الأخيرة بكسر الحظر المفروض على شحنات الأسلحة إلى ليبيا، واستخدام سجناء سجن معيتيقة كدرع بشري لحماية حلفائه، واحتجاز الصحفيين غير المرغوب فيهم في تركيا، وابتزاز أوروبا بتدفق اللاجئين..

إن الهجوم، الذي من المتوقع أن يبدأ في الأيام المقبلة، سيكون بالتأكيد بمثابة اختبار لجيش خليفة حفتر، ولكن مع الأخذ في الاعتبار النقص شبه الكامل في الدعم الدولي لأعمال أردوغان، فإن شن الحرب على جبهتين في وقت واحد يمكن أن يصبح عبئًا لا يطاق بالنسبة لتركيا، كما أن خطط الرئيس التركي لاستعادة الإمبراطورية العثمانية غير مقدر لها أن تنجح.

الجريدة الرسمية