رئيس التحرير
عصام كامل

حروب الجيل الرابع ومعركة الوعي (7)

فيروس كورونا المادة الأساسية الآن على وسائل الإعلام العالمية والمحلية، وللأسف بعض المنافذ الإعلامية تحولت في الآونة الأخيرة دون قصد إلى مروج للشائعات، بتداولها معلومات غير موثقة المصدر..

 

لذلك لابد من تدقيق وسائل الإعلام من صحة المعلومات التي تنشرها وذلك من الجهات الرسمية، والمعنية بهذا الأمر، ومن خلال ذلك نجد أن الإشاعات أخطر جنود وأدوات حروب الجيل الرابع، وهي أخطر من فيروس كورونا نفسه..

 

اقرأ أيضا: حروب الجيل الرابع ومعركة الوعي (٤)

 

وعلى الرغم من الإجراءات الوقائية التي اتخذتها مصر للحماية من المرض ومنع تفشيه، واستعدادات وزارة الصحة في هذا الإطار، لم تسلم مصر من انتشار الشائعات المغرضة، ومن الشائعات والمفاهيم المغلوطة التي نبهت إليها منظمة الصحة العالمية عبر موقعها الإلكتروني بشأن فيروس كورونا المستجد، ومن أبرزها أن البرد والثلج يمكن أن يقتلا الفيروس، والحقيقة أن درجة حرارة جسم الإنسان العادية  تتراوح بين 36.5 و37 درجة مئوية، بغض النظر عن درجة الحرارة أو الطقس الخارجيين..

 

وبناء على ذلك، ليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن البرد يمكن أن يقتل فيروس كورونا المستجد أو غيره من الأمراض، وأن تنظيف يديك بشكل متكرر باستخدام مطهّر كحولي لليدين أو غسلهما بالماء والصابون هي أكثر الطرق فعالية لحماية نفسك من الفيروس..

 

اقرأ أيضا : حروب الجيل الرابع ومعركة الوعي (2)

 

ومن أبرز الشائعات أيضا انتقال الفيروس عن طريق العملات المعدنية والأوراق النقدية أو بطاقات الائتمان، وغيرها من الشائعات الموجهة من المنافذ الإعلامية الخارجية من الدول المعادية لمصر..

 

ومنذ ظهور وباء الكورونا وهذه القنوات المحرضة لا تهدأ وتسعى لوصم مصر بهذا المرض، حيث دائمًا ما تتحدث قنواتها عن وجود حالات إصابة بفيروس كورونا داخل مصر، والمرض داخل المجتمع المصري فى تزايد وهو ما يعتبر جزءا من مخطط يستهدف تعطيل جهود التنمية الاقتصادية في البلاد، كما أن هدفهم هو أن توصم مصر بأنها دولة لديها حالات إصابة بالفيروس الذى يخشاه العالم كله، ويترتب على ذلك تراجع معدلات تدفق السياحة إلى أدنى مستوياتها، وكذلك هروب الاستثمارات الأجنبية المباشرة خوفا من الفيروس، لذلك يسعون إلى إثارة البلبلة والفوضى في المجتمع..

 

هذا ويتعين على أفراد المجتمع أيضاً، أن يتعاملوا مع استخدام وسائل التواصل بحذر ومسئولية اجتماعية، وبوعي بخطورة تأثيرها السلبي، لأن ما ينشرونه قد يحدث أضراراً بالغة بالمجتمع، أو يسهم في تفشي بعض الأمور السلبية..

 

اقرأ أيضا: حروب الجيل الرابع.. معركة الوعى "1"

 

ومن أخطرها أن الخوف من انتشار فيروس كورونا تحول إلى وسيلة تنمر، فبمجرد ذكر هذا الفيروس يتبادر إلى الذهن أن جميع الآسيويين مصابون به، وهذا الأمر غير صحيح على الرغم من أن العدوى بدأت وانتشرت من الصين، لكن الفيروس ممكن أن يوجد في أي بلد فى العالم، مثله مثل الإنفلونزا الموسمية التي تكون في أي مكان، والأمراض المعدية لا تحترم الحدود، ولهذا السبب، الجميع عرضة للإصابة..

 

وللبحث عن الحقيقة وليس الشائعات، فما عليك سوى زيارة الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية على شبكة الإنترنتhttps://www.who.int/ar ، وسوف تجد ما تبحث عنه من معلومات موثوقة حول حقيقة فيروس كورونا، لذلك أصبح الأمر الأن إلزاما على كافة مؤسسات الدولة باتخاذ إجراءات توعية من فيروس كورونا بالتنسيق مع وزارة الصحة..

 

اقرأ أيضا: السيسي: توعية المواطنين ضرورة لمواجهة حروب الجيل الرابع

 

وذلك بإطلاق حملات توعية بالفيروس وطرق الوقاية منه فى كافة محافظات الجمهورية، وبالتحديد داخل الجامعات والمدارس والمعاهد الأزهرية ودواوين المحافظات والقري والنجوع وأيضا من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة بمواقعها في مختلف ربوع مصر..

 

وعقد ندوات توعية  لمواجهة الشائعات وتحديد مدي خطورتها على المجتمع مع ضرورة تفعيل دور رجال الدين والأزهر والكنيسة لتوعية المواطنين بأخطار فيروس كورونا، والأعراض والإرشادات الواجب إتباعها لتلافى الإصابة، وإعداد منشورات لأسلوب الوقاية من المرض وتوزيعها فى الأماكن المزدحمة، وفى الختام، ستظل الإجابة عن سؤال هل هي حرب بيولوجية؟ بلا إجابة!

وللحديث بقية

الجريدة الرسمية