رئيس التحرير
عصام كامل

هل يستغل أردوغان اللاجئين كورقة ضغط على أوروبا لمساعدته في سوريا؟

تدفق اللاجئين من
تدفق اللاجئين من تركيا إلى الدول الأوروبية

بعد أن بدأت الثورة السورية منذ ما يقارب الـ 9 سنوات، واندلعت الصراعات والاشتباكات بين النظام السوري والمعارضة المسلحة والتظيمات الإرهابية، توالت أفواج اللاجئين من النساء والأطفال والعواجيز الهاربين من الحرب والصراع إلى الدول المجاورة، ومن ضمن تلك الدول تركيا، إلا أن الرئيس التركي الطامع حول استغلال هؤلاء المستضعفين في تحقيق مطامعه التي لا تغيب عن باله لحظة واحدة، إذ شرع في المتاجره بأزمتهم، علي أمل الحصول علي الدعم المالي من الدول الأوروبية نظير استضافتهم، وصار يهدد بين الحين والآخر أنه سيسمح لهم بالهجرة إلى الدول الأوروبية.

وبعد تعرض أردوغان في الآونة الأخيرة للهزائم المتلاحقة في محافظة إدلب السورية، على أيدي عناصر النظام السوري المدعومة من روسيا، وجد نفسه في صراعاً مع أطرافاً لا يستطيع مجابهتها وحيداً، ليعود ويهدد مجدداً بإرسال اللاجئين إلى الدول الأوروبية بل وفتح الطريق أمام المهاجرين بالفعل، خاصةً بعد أن طالب من الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو الدعم ولكنه لم يجد سوي التجاهل.

اللاجئين في تركيا

وتدعي تركيا استضافتها لما يقرب من الـ 3.7 مليون لاجئ سوري بالأضافة إلي المهاجرين من الدول الأخرى، وهو ما نفته بعض التقارير الأجنبية، إذ أشارت إلي عدم وجود دقة في هذه الأرقام التي يعلن عنها المسئولون الأتراك، نظراً لعدم وجود آلية واضحة في احتساب وتسجيل أعداد اللاجئين.

وأوضحت دراسة ألمانية أجريت حول ملف اللاجئين في تركيا، أن طريقة رفع البيانات بشأن اللاجئين بها نقاط ضعف كبيرة، حيث إنه لم يكن هناك نظام متسق لضبط طريقة تسجيل اللاجئين وإعادة تسجيلهم في أماكن أخرى بعد انتقالهم، وأشارت الدراسة ايضاً إلي عدم حذف اللاجئين العائدين إلى سوريا أو الذين سافروا إلى أوروبا، من قوائم البيانات.

فتح الحدود أمام اللاجئين

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، فتح الحدود أمام اللاجئين إلي أوروبا، مشيراً إلي أن أنقرة لن تغلقها خلال الفترة المقبلة، قائلا: "قلنا إننا سنفتح الأبواب أمام اللاجئين، ولكن لم يصدقونا، لقد فتحنا الأبواب أمس والآن يوجد قرابة الـ 18 ألف لاجئ على البوابات الحدودية، ومن المتوقع أن يصل العدد اليوم إلى 25 ألفا".

وانتشر العديد من الصور ومقاطع الفيديو المصورة عبر مواقع التواصل الإجتماعي للمهاجرين المحتشدين أمام المنافذ الحدودية، حيث تدفقوا من مختلف المدن التركية وفي مقدمتها إسطنبول وأدرنة، على أمل العبور للجانب اليوناني.

لتبرير فشله.. أردوغان يطالب بالحصول على أموال مساعدات اللاجئين بدلا من الأمم المتحدة

مخالفة اتفاقية اللاجئين

أبرمت تركيا اتفاقية للاجئين مع الاتحاد الأوروبي في مارس 2016، وتتضمن بنود الاتفاقية ما ينص على توفير مساعدات مالية تقدر بالمليارات لأنقرة، مقابل السماح للاتحاد الأوروبي بإعادة المهاجرين الذين يصلون إلى الجزر اليونانية بشكل غير مشروع، إلى تركيا، وفي مقابل كل سوري تسترده تركيا، يقبل الاتحاد الأوروبي سوريا آخر بشكل مشروع.

وبعد سماح أردوغان بفتح الحدود مؤخراً أمام اللاجئين إلي الدول الأوروبية، أشار الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى أن تركيا لم تعلن رسمياً عن تغيير موقفها بالنسبة للاتفاقية، إلا أن هناك مخاوف من نقض أنقرة لاتفاقية اللاجئين، بينما يري المحللون والمراقبون أن الطرفان يستفيدان من الاتفاقية ما قد يؤدي إلي إمكانية تعديلها أو زيادة أوروبا من تدفق الدعم المالي لأنقرة.

 

ما هو رد فعل الدول الأوروبية

شددت كلاً من اليونان وبلغاريا من إجراءاتها الأمنية عبر الحدود المشتركة مع تركيا، حيث أرسلت القوات الإضافية إلى الحدود لمنع اللاجئين من العبور داخل أراضيها.

وانتشرت العديد من مقاطع الفيديو المصورة لاندلاع اشتباكات بين العناصر الأمنية اليونانية والمهاجرين المحتشدين أمام المنافذ الحدودية في محاولة منهم للبحث عن مكاناً آمن لهم ولأولادهم بعد أن مزقت الحروب والصراعات أوطانهم، وتركتهم مشردين دون مآوي.

الجريدة الرسمية