رئيس التحرير
عصام كامل

يا عزيزي كلنا متعصبون !

من يتابع ما ينشر ويذاع على مواقع التواصل الاجتماعي الآن سيخلص إلى أمر مثير للقلق، وهو أن التعصب نال منا الكثير خلال السنوات التي مضت..  وهذا ما أكدته مجددا أحداث مباراة السوبر الأخيرة وتداعياتها المتتابعة، خارج ملعب المباراة.

 

فإن الأغلب الأعم منا يرتدون رداء رقيقا من التسامح لم يعد يكفي لإخفاء هذا التعصب الذي أصاب صدورهم وقلوبهم، وجعل من خطابهم خطابا للكراهية ضد الغير المختلف عنهم، سواء كان مختلفا فى الجنس أو اللون أو الدين او الطبقة الاجتماعية أو الانتماء الجغرافي أو حتى المختلف صحيا ورياضيا!

 

  اقرأ أيضا: حاربوا الفن الهابط بالتنوير!

 

جوهر هذا التعصب يبدأ بازدراء الآخر، ينتهى بعدم احترامه بل وعدم قبوله.. ويصير هذا التعصب خطيرا ومدمرا عندما يقود هذا التعصب المصاب به الى سلوك عدوانى ضد الآخرين المختلفين عنه في أي شيء، ولو في تشجيع فريق منافس لفريقهم المفضل في كرة القدم!

 

وأسباب هذا التعصب عديدة ومتنوعة أهمها تعليم وثقافة وإعلام ووعى مجتمعى لا يقاوم هذا التعصب، بل للأسف يشجع عليه أحيانا، وذلك حينما لا ينشر التسامح ويحض عليه، وحينما يروج لخطاب التعصب والتطرف والكراهية.

اقرأ أيضا: أنا إنسان!

ولذلك فإن علاج مجتمعنا من هذا التعصب والتطرف والكراهية يحتاج لجهد كبير لا يقتصر فقط على تجربم خطاب الكراهية والترويج والحض على التعصب والتطرف، وإنما يحتاج لعملية تنوير شاملة وواسعة فى شتى أرجاء المجتمع، وذلك لنزع هذا التعصب من جذوره فى صدور أبناء مجتمعنا.. وهذه هي مسئولية مؤسسات التعليم والثقافة والإعلام التي تسهم فى صياغة الوعى المجتمعى.   

الجريدة الرسمية