رئيس التحرير
عصام كامل

9 سنوات خارج القصور الرئاسية.. كيف عاش «مبارك» بعد بيان التنحي؟

الرئيس الراحل محمد
الرئيس الراحل محمد حسني مبارك

"عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية" ثورة شعبية تفجرت في 25 يناير بميادين وشوراع مصر ضد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، استمرت 18 يوما اضطرته للتنحي وذلك بعد البيان القصير للواء عمر سليمان، نائب الرئيس والذي جاء فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم أيها المواطنون في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد. والله الموفق والمستعان».. كانت تلك اللحظات هي الختامية لـ«مبارك» وعائلته في قصر العروبة.. فكيف عاش الرئيس المخلوع السنوات الـ9 خارج القصر؟

 

اتهامات بـقتل المتظاهرين

فبراير 2011 تنحى «مبارك» عن رئاسة الجمهورية، بعد البيان الشهير للواء عمر سليمان، وغادر بعدها إلى منتجع مستشفى شرم الشيخ في جنوب سيناء حيث اعتاد استضافة الشخصيات الأجنبية بانتظام، وفي ابريل من نفس العام قرر النائب العام، حبس الرئيس الأسبق حسني مبارك خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق معه في اتهامات تتعلق بالتربح واستغلال السلطة والنفوذ و إصدار أوامر بقتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير، ثم أمر النائب العام بعدها بنقل «مبارك» من مستشفى شرم الشيخ الدولي  إلى إحدى المستشفيات العسكرية؛ وتعين حراسة مشددة عليه، وأمر النائب العام في 22 ابريل بتجديد حبسه خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق من انتهاء مدة الحبس الأولى.

 

 

وفي نهاية يوليو من نفس العام أعلن وزير العدل المستشار محمد عبد العزيز الجندي تجهيز قاعة بأرض المعارض بمدينة نصر في القاهرة لمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ورجل الأعمال حسين سالم ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه في قضية قتل المتظاهرين، التي حددت لها جلسة الأربعاء 3 أغسطس 2011،  وأكد أن تأمين المحاكمة سيكون بواسطة قوات الجيش والشرطة، وأشار إلى أنه يتم تجهيز القاعة لاستيعاب رجال الإعلام والمحامين والمدعين بالحق المدني وأسر الشهداء وسوف تعرض المحاكمة على التلفزيون المصري علانية وحضر  حسني مبارك علنيا على سرير طبي متحرك مع نجليه جمال مبارك وعلاء مبارك وكذلك وزير داخليته حبيب العادلي وآخرون، وقد وجهت إليه تهم بالقتل العمد والفساد، وقد أنكر جميع التهم الموجهة إليه وكذلك نجلاه.

 

السجن المؤبد   2 يونيو 2012 .. حكمت محكمة جنايات القاهرة على الرئيس الأسبق حسنى مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي بالسجن المؤبد بعد أن ثبت لها تورطهما بقتل محتجين خلال الاحتجاجات التي أدت إلى تنحي المبارك في فبراير من السنة الماضية، وفي الجلسة نفسها برّأت المحكمة نجلي محمد حسني مبارك ورجل الأعمال الهارب حسين سالم ومعاوني وزير الداخلية الستة من التهم الموجهة إليهم. ونُقل مبارك بعد الحكم إلى مشفى سجن طرة بطائرة مروحية.

 

 

 

 

وأسقطت المحكمة تهم الفساد بسبب التقادم عن محمد حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ورجل الأعمال الفارّ حسين سالم، حيث مر أكثر من عشر سنوات على الوقاعة، كما برأت مساعدي وزير الداخلية الستة، وجميعهم يحمل رتبة لواء، أحمد رمزي وإسماعيل الشاعر وحسن عبد الرحمن وعدلي فايد وعمر الفرماوي وأسامة المراسي.

 

شاهد.. وفاة مبارك.. التفاصيل الكاملة لوفاة الرئيس محمد حسني مبارك

واستمرت الجلسة ما يقارب نصف ساعة، وبعد النطق بالحكم تضارب محامو الطرفين بالأيدي في المحكمة، وحدثت اشتباكات بين المحتجين والشرطة في المدن المصرية الكبرى احتجاجاً على الحكم أدت إلى عدد من الإصابات. وأمر النائب العام بنقل محمد حسني مبارك إلى سجن طرة، كما أمر أن يبقى علاء وجمال مبارك محبوسين على ذمة التحقيق لأنهما أحيلا الأربعاء الماضي إلى محكمة جديدة بتهم التلاعب بالبورصة.

 

قبول الطعن  الأحد 13 يناير 2013 أصدرت المحكمة قرارا بقبول الطعن المقدم من هيئة الدفاع المصرية والكويتية في الحكم الصادر ضد «مبارك» ليتم نقله للعلاج بمستشفى المعادي للقوات المسلحة، وفي 21 أغسطس 2013  أمرت غرفة المشورة بمحكمة الجنحة بإخلاء سبيله ولكنه لم يخل سبيله حيث اصدر حازم الببلاوي قرار وضعه تحت الإقامة الجبرية بصفته نائب الحاكم العسكري للبلاد.

 
 

 

2014 .. براءة مبارك  قضت محكمة جنايات القاهرة حكمها ببراءة الرئيس الأسبق حسني مبارك من تهم قتل متظاهري «25 يناير» والشروع فيه والإصابة، بأنه لا يجوز نظر الدعوى، لسابقة صدور أمر ضمني بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية.

 

قالت المحكمة في حيثيات حكمها إن ذلك يأتي «تأسيسًا على أن النيابة العامة، بعد أن تولت التحقيق في القضية بما تحويه من وقائع قتل والشروع فيه والإصابة، واستمعت، وطالعت ما تضمنته التحقيقات من اتهامات موجهة للمتهم كالها له العديد ممن سمعت أقوالهم، حتى اكتظت بتلك الاتهامات، ومع ذلك فإن النيابة العامة أصدرت أمرا في 23 مارس 2011 بإحالة الجناية سالفة الإشارة إليها إلى محكمة الجنايات قبل المتهم حبيب العادلي وزير الداخلية ومساعديه دون تدخل محمد حسني مبارك متهما في تلك الوقائع، مما يبني بصدور أمر بعدم وجود وجه لإقامة الدعوى الجنائية قبله، ثم عادت النيابة العامة فى 24 – 5 – 2011 قصر النيل، وتضمن من بين التهم المسندة إليه الاتهام بالاشتراك في القتل العمد مع سبق الإصرار المقترن بالقتل العمد والشروع فيه».

 

2015 .. أول لقاء عائلي شهد عام 2015 أول لقاء عائلي  جمع علاء وجمال مبارك بعد خروجهما من السجن في قضية القصور الرئاسية لوالدهما بمستشفى المعادي، والتي استغرقت بضع ساعات، وقد شملت علاء وجمال ووالدتهما فقط ولم يصطحبا أطفالهما أو زوجتيهما، و اكتفيا فقط بشرب الشاي مع مبارك، دون إقامة أي أجواء احتفالية وقال فريد الديب، محامي الرئيس المصري الأسبق، أن نجلي مبارك قضوا مدد الحبس الاحتياطي في جميع القضايا المحبوسين على ذمتها"،و أن "محكمة جنايات القاهرة قررت إخلاء سبيلهما بضمان محل إقامتهما على ذمة إعادة التحقيقات في قضية القصور الرئاسية".

 

 

وفى الجلسة الأولى بتاريخ 5 نوفمبر 2015، تغيب الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك عن الحضور أمام محكمة النقض، التى تلقت خطابا من وزارة الداخلية يفيد بتعذر نقله إلى مقر دار القضاء العالى بوسط القاهرة، لدواع أمنية لم تحددها.

 

وفي نهاية  2015  انتشرت شائعة وفاة مبارك، الأولى كانت في أغسطس عندما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" أنباء حول وفاة "مبارك" وقام الفنان تامر عبد المنعم بنفيها والثانية فى 4 نوفمبر 2015 عندما نشرت مواقع وصحف إسرائيلية شائعة عن وفاة "مبارك" مستندين إلى تقارير من الحكومة المصرية، لم يتم الإعلان عن مصدرها، ونفى مصدر بمستشفى المعادي العسكري الذي يعالج فيه "مبارك" الخبر مؤكدين أن صحة الرئيس السابق مستقرة.

 

قضية القرن 

يناير 2016، انعقدت ثانى جلسات إعادة محاكمة الرئيس الأسبق فى وقائع قتل المتظاهرين، والتي عرفت إعلاميا بـ« قضية القرن» وغاب «مبارك» للمرة الثانية لدواع أمنية وهو ما دفع محكمة النقض لتأجيلها أيضا، وحدد جلسة 7 أبريل لاستكمال المحاكمة ثم عقدت محكمة النقض ثالث جلسات إعادة محاكمة المتهم فى 7 أبريل بدار القضاء العالى، وتغيب الرئيس الأسبق عن الحضور أمامها، وأكدت الداخلية فى خطاب جديد تعذر نقله لدواع أمنية، لتنتقل محكمة النقض إلى أكاديمة الشرطة، لنظر إعادة محاكمة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك فى قضية قتل متظاهرى 25 يناير ووافق على انتقال محكمة النقض لأكاديمية الشرطة المستشار أحمد عبد القوى، رئيس الدائرة التى تنظر محاكمة مبارك، والمستشار مصطفى شفيق رئيس محكمة النقض رئيس مجلس القضاء الأعلى، وعليه تمت مخاطبة الجهات المعنية بالموافقة، مع توفير مكان مناسب بأكاديمية الشرطة لانعقاد الجلسة، وتأمين انتقال أعضاء الدائرة إلى مقر الأكاديمية.

 

 

عام الاحتفال 4 مايو 2017 .. احتفل «مبارك» لأول مرة بعيد ميلاده الـ89 داخل منزله، و ظهر داخل حديقة منزله في منطقة مصر الجديدة، وبجواره وقف ابنه علاء، واستقبل الرئيس الأسبق العديد من التهاني والبرقيات والورود من أحبائه وأنصاره ومؤيديه، فضلًا عن تلقيه اتصالات عدة، من الفنانين والشخصيات العامة والسياسيين وبعض الملوك والأمراء العرب، ولاعبين كرة القدم عن الاحتفال كما أرسل المحبون إليه برقيات إلى فيلته في مصر الجديدة، لتهئنته بعيد ميلاده الـ89، مكتوب عليها؛ "كل سنة وأنت طيب ياريس"، و"سبت فراغ كبير".

 

 

شائعات وفاة عادت شائعات الوفاة تلاحق الرئيس الأسبق من جديد في عام 2018 حيث انتشرت شائعة وفاة "حسنى مبارك"، متأثرا بوعكة صحية شديدة، وهو خبر ذاع صيته على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" دون صدور أى بيان يذكر من قبل عائلة الرئيس الأسبق حول هذا الأمر، ما أدى إلى خروج محاميه فريد الديب لينفى الخبر.

 

 

أرشيف مبارك 15 أكتوبر 2019 تحدث الرئيس الأسبق في مقطع فيديو مدته 25 دقيقة، بمناسبة ذكرى حرب 6 أكتوبر  1973، روى خلالها ذكرياته مع الحرب، وذلك في أول ظهور له منذ شهادته في قضية "اقتحام الحدود"؛ وقال الرئيس الأسبق، إنه بمناسبة الاحتفال بانتصارات أكتوبر المجيد، يجب على الشباب أن يعلم التضحيات التي قدمها جيل أكتوبر حتى يمحو آثار الهزيمة وحتى تستعيد القوات المسلحة ثقتها في نفسها ويستعيد الشعب ثقته في القوات المسلحة، مضيفا أن السادات صاحب قرار الحرب، وكان شجاعا جدا، مقدما له التحية.

 

 

نبأ الوفاة 

وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء توفي  الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، عن عمر ناهز الـ92 عاما، عقب صراع مع المرض.

 

 

وكان مبارك، ابن مدينة كفر مصيلحة بالمنوفية  تولى رئاسة مصر قرابة الثلاثين عاما، عقب اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات، وأجبرته الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي انطلقت في الخامس والعشرين من يناير واستمرت 18 يوما على التنحي عن الحكم، في الحادي عشر من فبراير 2011.

 

الجريدة الرسمية