رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حب وكراهية معًا!

أصبح الاحتفال بعيد الحب سنويا عادة اجتذبت أعدادا ليست بالقليلة في المجتمع المصرى، رغم شواغل وهموم المصريين الاقتصادية تحديدا.. لكن في المقابل نجد أن مجتمعنا لا يخلو من مرض الكراهية الذي يهدد تماسكه، ويعوق العيش المشترك بين جميع الفرقاء فيه ويقوض القيم الإيجابية التي ننشدها وهى قيم التسامح والمساواة والمواطنة واحترام الآخر!

 

وقد يقول البعض إن الكراهية في أي مجتمع تستدعى الحب لمواجهتها، مثلما يستدعى التعصب التسامح، ولذلك يعتبر الاحتفال بعيد الحب نوعا من المواجهة لخطاب الكراهية الذي ابتلى به مجتمعنا، وأصابه بتطرف دينى خلق لنا وحوشا آدمية، انطلقت تُمارس العنف والإرهاب وتقتل وتخرب وتدمر..

 

اقرأ أيضا

 سؤال لوزير الخارجية عن سد النهضة

 

وربما كان ذلك جزئيا فيه بعض الصحة.. لكننى هنا أتحدث عن تلك الازدواجية التي أصابت البعض منا.. حيث يشاركون في الاحتفال بعيد الحب، وفى ذات الوقت يرددون خطاب الكراهية ضد الآخر.. ضد المختلفين معهم في الجنس والدين والانتماء الاجتماعى والسياسي والجغرافي، بل وفى الرأى!

 

بل لا يقتصر الأمر على ترديد خطاب الكراهية، وإنما يشاركون في عملية صناعة الكراهية في المجتمع، بما يروجونه من أفكار تحض على التعصب والتطرف والكراهية، مثل رفض تهنئة المسيحيين في أعيادهم، والتنمر بأصحاب القدرات الخاصة، وتعامل الفقراء ومن يحتلون الدرجات الدنيا في السلم الاجتماعى بتعال وبدون احترام، والتعامل بعدم احترام للنساء، ونشر قيم التمييز والتعصب، ورفض قيم التسامح والمساواة والعيش المشترك!

اقرأ أيضا

 نحن والتضخم العنيد!

 

ولعل ذلك يذكرنا بتلك الازدواجية المقيتة التي تجمع بين الإقبال الحار على ممارسة الشعائر الدينية وفى ذات الوقت عدم ترجمة التعاليم الدينية التي تتفق عليها في جوهرها كل الأديان، في السلوك، رغم أننا نردد منذ القدم أن الدين هو المعاملة..

 

وهذا ينبهنا ألا تخدعنا مظاهر الإقبال على الاحتفاء بعيد الحب في مجتمعنا، وأن ندرك أننا نحتاج لمواجهة شاملة لصناعة الكراهية في مجتمعنا، وليس فقط مواجهة لخطاب الكراهية.

Advertisements
الجريدة الرسمية