رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب تحذير النبي من ظاهرة التسول

وزارة الأوقاف
وزارة الأوقاف

أكد الدكتور محمد القاضي، من علماء وزارة الأوقاف،  أن ظاهرة التسول من الظواهر السلبية على المجتمع، ولو نظرنا إلى الإسلام نجد أنه قد حارب التسول حربًا لا هوادة فيها ، وبالغ في النهي عن مسألة الناس ، وعندما أشار الحق سبحانه وتعالى لمن يستحقون الصدقات ، ذكر في أوصافهم العفاف وعدم سؤال الناس حتى يظن من يجهل حالهم أنهم أغنياء ، قال تعالى في شأنهم : ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾. وأضاف قائلا: إن الصدقة ليست لهؤلاء المتسولين القادرين على العمل ، ولكنها للفقراء الذين لا يستطيعون السعي في طلب الرزق ، ويحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ؛ لأنهم لا يسألون الناس شيئًا ، ولكن تعرفهم أنهم فقراء بسمات الفقر التي تظهر عليهم .

 

وأوشح أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من هذه الظاهرة فعن سيدنا عبدالله بن عمر (رضي الله عنهما) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “ما يزالُ الرجلُ يَسألُ الناسَ، حتى يأتيَ يومَ القيامة ليس في وجهه مُزعةُ لَحْم” ، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم : “لأن يغدوَ أحدُكم فيحتطب على ظهرِه فيتصدَّق به، ويستغني به عن الناس خيرٌ له من أن يسألَ رجلاً أعطاه أو منعه ؛ ذلك بأنَّ اليدَ العُليَا خيرٌ من اليد السُّفْلَى ، وابدأ بِمَن تعول” ، وعندما دخل عليه من يطلب منه الصدقة أرشده صلى الله عليه وسلمبأسلوب النصح والتوجيه أن الصدقة لا تكون إلا للعاجز عن الكسب في أي مجال من مجالات العمل أيًا كان هذا العمل.

 

شاهد..خالد بدير يكشف مكانة الشباب الذي ينشأ على طاعة الله

وتابع: عن سيدنا أنس بن مالك ، أن رجلاً مِن الأنصار أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يطلُبُ الصدقةَ، فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): “أمَا في بيتِك شيء؟”، قال: بلى ، حِلْسٌ نلبَسُ بعضَه، ونبسُط بعضَه ، وقَعْبٌ نشرب فيه الماء ، فقال : “ائتِني بهما”، فأتاه بهما فأخذه بيده وقال: “مَن يشتري هذين؟”، قال رجل: أنا آخذُهما بدرهم، قال: “مَن يزيد على درهم؟”، قال رجل: أنا آخذُهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري، وقال: “اشتَرِ بأحدهما طعامًا وانبِذْه إلى أهلِك، واشتَرِ بالآخَرِ قَدُومًا فأتِني به”، فشدَّ فيه الرسول عودًا بيده، ثم قال له : “اذهب فاحتطب وبِعْ ، ولا أَرَيَنَّكَ خمسةَ عشر يومًا”، فذهَب الرجل يحتطب ويبيع، فجاءه وقد أصاب عشَرة دراهم ، فاشترى ببعضها ثوبًا ، وببعضها طعامًا ، فقال رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) : “هذا خيرٌ لك من أن تجيء المسألةُ نكتةً في وجهِك يوم القيامة، إن المسألةَ لا تصلح إلا لثلاثة : لذي فقرٍ مدقعٍ، أو لذي غُرْمٍ مُفظِع ، أو لذي دمٍ موجع” .

الجريدة الرسمية