رئيس التحرير
عصام كامل

مجلس إدارة الفوضى

الفوضى عمل مؤسسي سرى رفيع المستوى بالغ التعقيد. لا تتعجب ولا تستغرب. وفر تعجبك واستغرابك لحقيقة مخزية هى أنهم يجعلون على رأس كتيبة التخريب جحش أحيانا أو خروف غالبا. فى حالة الجحش أو حالة الخروف، لا يهم إن كان عميلا بردعاويا، أو إخوانيا خروفيا منزوع العقل.

من المنطق أن تعتقد أن كل الخراب الذى حل بالمنطقة العربية وراءه مبدع خفى فى التخطيط وفى التلقين وفى التنفيذ . لكن من العقل أن تتساءل لماذا نجحت خطة الجحش والخروف فى التخريب بمصر لمدة عام واحد فقط؟ سؤال تمت الإجابة عنه من خلال الشعب المصرى في بضعة أشهر توجت بثورة الثلاثين من يونيو، يحميها الجيش وينصرها.

السؤال الخارج عن أى منطق أو عقل هو كيف أسفر العقل المدبر والمخطط السرى لإشاعة الخراب وتحريض الملايين على أن ينزلوا ليحرقوا يدمروا.. أسفر عن مخلوق غبى هو الآخر؟ اليوم الخامس والعشرون من يناير عام ٢٠٢٠ هو المتمم للسنة التاسعة للمؤامرة الحقيرة المسماة ثورة.. التى استهدفت إسقاط الدولة المصرية جيشا وشرطة وإعلاما وقضاء ودينا!

اقرأ أيضا: متعة إذلال أصحاب المعاشات!

فى كل عام طيلة السنوات الثمانى الماضية.. تتجدد دعوات البغل السرى يلقنها للعميل المعلن.. يضرب سيجارة محشوة.. يخرج يبرق بعينيه كالمسطول.. يستحث الناس أن اخرجوا واحرقوا وأركبكم بعد ذلك رئيسا.

العام التاسع هو عام نفاد بطارية التحريض.. وسقوط قوائم الجحش والخروف الثمانية!

اليوم، الخامس والعشرون من العام ٢٠٢٠ مضى المصريون فى حياتهم.. الاعتيادية، في البيوت وفي الشوارع.. بينما العملاء يترقبون موجات الحريق تأخذ بكل ما بنيناه وصبرنا عليه..

لقد تعلمنا الدرس القاسى. لن يخدعنا دعاة الدين الكاذبون، ولا تجار الشعارات المعسولة تدغدغ غرائز الدهماء والموهومين.. يطلقها الخونة العملاء فى تركيا وفى غير تركيا . لقد صبر الناس كثيرا وطويلا على الآم الإصلاح الاقتصادى، وتابعوا مراحل ترقية وتعزيز قدرات الجيش بأحدث الاسلحة وأقواها وتنويعها، وتمتعوا بالاستقرار، وكل يوم مصر فى شأن معمارى جديد.. والأمل فى حياة أفضل وأروع يقترب.

كنا أمة تحت الأنقاض. كنا دولة تقترب من مرتبة الدول الفاشلة. افقنا. انتبهنا. رفضنا . ثرنا. تقدمنا رجل مصرى وطنى من قواتنا المسلحة. حبه الطاغى لوطنه. إصراره أن يجعل الوطن دولة بمعنى الكلمة،  تحتل مكانتها الطبيعية بين الأمم . حضوره الدولى وذكاؤه فى إدارة الأزمات. هذه كلها مقومات بقاء لا دعوات فناء.

اقرأ أيضا: وراء الستار فى عقل أردوغان

فهل من العقل أن يسحبنى غبى الى حتفى ليعلن هو أنه سيد الخرائب بلا منازع؟ وهل من الحكمة أن يهبط عميل على أنقاض البلد ليرأسها؟ ما هى دعوة هؤلاء؟ هى الخراب والحرائق وهتك الأعراض وسرقة البلد ونهبها وتقديم خيراتها للأتراك.. وغيرهم!

بهت الخونة. لم يعرهم الناس اهتماما. انصرفنا إلى شئوننا. خراب آخر لو وقع لن ننهض أبدا. ما زلنا نسد فاتورة الحماقة الأولى حين انسقنا وراء الإخوان. أتحسبون أن الشعب يقبل أن يقوده خائن منكم؟ أتحسبون أن الشعب يقبل أن يقوده غبى منكم؟ أتحسبون أن الشعب يقبل أن يقوده داعى خراب وفوضى وعمالة؟

لستم فقط خونة ولا عملاء بل أنتم فى الأصل.. لا تفهمون. وكيف يفهم من كان بلا عقل؟. مصر تجاوزتكم.. وتتقدم ولن تعود إلى الظلام.

الجريدة الرسمية