أيهما أكثر ثوابا حفظ القرآن الكريم أم تلاوته؟
هناك من يختم القرآن مرة كل شهر أو كل أسبوع او اقل قراءة وهناك من هم فى ظروف مرضية تكتفى بسماع القران فقط عند طريق مقرئ أو فى المذياع او من شرائط كاسيت فهل الافضل الانصات والاستماع أم القراءة ؟ يجيب على السؤال الدكتور عبد الرحمن العدوى استاذ الفقه بجامعة الازهر وعضو مجمع البحوث الاسلامية بقوله :
ان تلاوة القران لها اجر كبير ،فكل حرف فيه بحسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لكن حفظ القران افضل من مجرد قراءته وتلاوته ، لان الحفظ يشمل التلاوة ، كما ان الاستماع اليه مع الانصات افضل من الترديد مع القارئ الا ان يكون التريد لمراجعة المحفوظ خوفا من نسيانه اذا لم يكف الاستماع للمراجعة . فقد قال الحق سبحانه وتعالى :" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " فقد تكفل الله تعالى بحفظ كتابه الكريم الى ان يرث الله الارض ومن عليها ، وكان من الوسائل التى هيأها الله لهذا الحفظ ان جعل حفظه عن ظهر قلب ميسورا لكثير من عباده حتى ينتقل من جيل الى جيل نقلا متواترا بحفظ جمهور كبير لهذا الكتاب بحيث لايقع الاختلاف فى آية أو كلمة أو حرف منه . حفظ هذا العدد الكبير للكتاب الكريم هو الاساس فى المحافظة عليه وليس تدوينه فى المصاحف ولا تسجيله على الاشرطة ..فكلها وسائل مساعدة وليست أساسا فى الحفظ لكتاب الله الكريم . لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا نزلت عليه آيات من القران الكريم دعا كتاب الوحى فيكتبونها على ماتيسر لهم ويحفظها صحابته لتكون صدورهم اوعية حفظ لهذه الايات ، وما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم الا وحفظة القران عدد كبير وكانوا يسمعون القراء، وقد قتل منهم فى حرب اليمامة اكثر من مائة وعشرين قارئا مما جعل الفاروق عمر بن الخطاب يشير على الخليفة ابى بكر الصديق ــ رضى الله عنهما ـــ بجمع القران الكريم مما كتب تحت اشراف رسول الله صلى الله عليه وسلم . فحفظ القران لمن تيسر له افضل من تلاوته دون حفظ ، وحفظة القران هم اهل الله وخاصته ، وورد فى الحديث انه يقال لحافظ القران يوم القيامة اقرأ وارق فى درجات الجنة حتى تكون آخر درجة عند آخر آية يحفظها ،
حكم الشرع في أخذ أجر مقابل قراءة القرآن في الجنائز؟ ومن كان له ورد معين كقراءة القران كله مرة كل شهر او مرتين ثم اصابهمرض او ضعف عجز بسببه عن اتمام ورده فإن الله يكتب له ثواب ماكان يفعله صحيحا مقيما . وقد أمرنا الله بالاستماع والانصات لقارئ القران حتى نكون اهلا لرحمة الله تعالى فقال الحق سبحانه :" اذا قرئ القران فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون " .
