رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

التليفزيون المصرى دليل على تراجع الثقافة والصحة

لا أشاهد سوى التليفزيون المصرى الرسمى تقريبا، الأسباب كثيرة إلا أن أهمها سطحية ما يقدم ومحاولات لجذب القارئ بكل السبل المحترمة وغير المحترمة فى القنوات الخاصة، وهذا لا يعنى أن ما يقدم من خلال التليفزيون الحكومى راق ويحمل فكرا مختلفا، ولكن أشاهده لكونه لسان حالة الدولة او لسان هذا الزمن الذى نعيش فيه..

 

وبالتالى عندما أقول إن السيدة وزيرة الثقافة أعلنت بكل جراءة وقوة أن وزارة الثقافة تعمل بكل طاقتها لبناء الإنسان المصرى، فلن يجرؤ أحد على تكذيبى لأننى رأيتها على الشاشة الحكومية، ولكن لا أعرف كيف جاء لها قلب أن تعلن هذا وهى تعلم أن الملايين سيعرفونه من وسائل الإعلام المختلفة ؟

 

قصور ثقافة تقريبا لا تعمل إلا ما ندر، المكتبات المتنقلة مهملة، حتى معرض الكتاب الذى تم بناؤه بتكلفة باهظة بالرغم من الأخطاء الفنية التى شاهدها كل عقل يعى، فإنه قدم الدورة التاريخية والتى كانت تحمل نصف قرن على انطلاقه، فكانت الأسوأ فى تاريخه من حيث الندوات، والتى أطلق عليها الباحث المهم د.سيد ضيف الله أن ندوات المعرض كانت أشبه بالسويقة العشوائية!

 

اقرأ ايضا : وزارة الثقافة ونجيب الريحانى!

 

وكاتب هذه السطور شارك فى ندوة لمناقشة كتاب د.جودة عبدالخالق، وأذكر هناك أنه أول ما تحدث قال: يؤسفنى أننى أحضر إلى المعرض وأظل أكثر من ساعة أبحث عن مكان الندوة ولا أجد أحدا من مسئولى الهيئة يدلنى على الموقع، فى الذى كان يجب أن يكون هناك أحد فى استقبالى فأنا الضيف؟!

 

ومن الأشياء المثيرة للاحباط تكرار الاخطاء بسذاجة، تم اعلان عن مذكرة تفاهم بين وزراتى الشباب والثقافة، هل هناك دراسة تمت من قبل اى الوزارتين ماذا حدث من قبل فى هذا المجال؟ نفس الكلام ونفس التصريحات ولكن لا نتيجة على ارض الواقع، هل وزارة الثقافة درست وقيمت نتيجة مذكرات التفاهم  السابقة؟ وهل وزارة الشباب قيمت ما سبق من تعاون مع الثقافة؟

 

مراكز الشباب أغلبها لا يقدم شيئا للشباب ولا غير الشباب، ونفس الامر اصبحت قصور الثقافة، لذا فعندما نعلن عن التعاون بينهم هو اعلان غريب، والذى يدفع الثمن هو الشباب وبالتالى المجتمع ثم المستقبل .

 

اقرأ ايضا : الأسرة المصرية.. والزواج «تيك أواي»!

 

اين وزارة الثقافة والشباب من محاربة الارهاب ؟ لن يتم القضاء على الارهاب بحشد عدد من الشيوخ والقساوسة للشباب، ولكن من خلال تنمية المواطنة من خلال حوارات جادة فى كل شىء، من خلالها تبنى شخصية الشاب على مبدأ المواطنة بدون حشر الدين وتطويع القرآن والانجيل لاهداف لن تتحقق!

 

ومن خلال التليفزيون الحكومى تابعت حوار نائب دائرة بولاق الدكرور وهو يكشف للاسف المعلومات الخاطئة التى سردتها وزيرة الصحة عن مستشفى بولاق الدكرور، وقدم ما يثبت كلامه والوزيرة صامته وتبتسم بإفتعال للكاميرا!

 

ولم يمضى سوى ساعات الليل حتى فوجعنا بحادثة الاطباء الذين راحوا بسبب انعدام الوعى لدى القيادة بوزارة الصحة، وبسذاجة اصدرت قرارا بحج المصابين وأهل المتوفين، ونحمد الله أنها لم تفرق بين مسلم يحج الى مكة ومسيحى يحج الى القدس وقررت ارسالهم جميعا الى مكة! وطبيعى اصبحت نكتة جديدة مثل نكتة النشيد الوطنى للموظفين صباحا! ولله الامر ومن بعد .

 

ولكن كان مشهد قاعدة برنيس العسكرية ومضة جميلة تبعث على زيادة الثقة فى قيادتنا والاهتمام وتطوير القوات المسلحة لتكون فعلا درع وسيف لمصر .

 

وأيضا هناك بريق امل يأتى من بعيد يثير فى النفس التفاؤل، هو انخفاض الدولار حتى أصبح  أقل من 16 جنية على أمل أن يتراجع اكثر حتى تعود الاسعار الى مستوى المواطن البسيط!

 

اقرأ ايضا : المعايير قبل التغيير.. حركة المحافظين نموذجا !

 

صديقى القارىء يظل الإنسان هو عنوان التقدم والتحضر وليس الجدران والآلة، لهذا علينا بالإنسان الذى سقط من حسابات الدولة المصرية منذ منتصف السعينات، ونحن الآن أحوج إلى أن يكون الإنسان هو الهدف الرئيسى، وهذا لا يمنع مطلقا من أن هناك مشاريع كبرى لبناء غد أفضل .

 

وتحيا مصر بعرق بسطاء الوطن المكافحين من أجل لقمة العيش، وتحيا مصر بدماء شهدائها الأنبل ما فينا.. تحيا مصر الأرض المباركة من السماء.

Advertisements
الجريدة الرسمية