رئيس التحرير
عصام كامل

طيب وأخبار حقوق الإنسان فى قطر إيه؟!


السؤال بمناسبة المؤتمر الذي عقدته اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان والشبكة العربية لمنظمات حقوق الإنسان بالعاصمة القطرية الدوحة، السؤال بالطبع ليس موجهًا لمن شاركوا في المؤتمر، فهم ناشطون مخلصون لقضية حقوق الإنسان في العالم العربي وقدموا اجتهادات لامعة ومخلصة لعنوان المؤتمر، وهو تطوير آليات الجامعة العربية الحقوقية بل ويمكن القول إن هذا هو دورهم في نشر ثقافة حقوق الإنسان والدفاع عنها ولعب دور في تطوير آليات تنفيذها، ما أقصده هو أنه لا يمكن معاتبتهم على الحضور، فلم يتورط أحد منهم في مدح لا قطر ولا أميرها ولا سياساتها.

إذن السؤال موجه إلى النظام القطري الذي يتحرك بفعالية وكفاءة في كل المجالات داخل قطر وخارجها، فقد نشرت جريدة الراية القطرية أمس أن الدوحة سوف تحتضن مقرًا للتدريبات تابعًا للأمم المتحدة، فهناك ولع استثنائي بلعب دور وبناء صورة براقة لهذا البلد الصغير، ليس باعتبارها "إمارة فيها فلوس وبترول" ولا حتى بلعب أدوار سياسية لصياغة منطقة الشرق الأوسط من جديد، لكن يضاف إلى ذلك محاولة لعب دور بارز في أنشطة وفعاليات المنظمات الحقوقية العربية. 

فقد قال أيضا ممثل وزارة الخارجية القطرية في المؤتمر الدكتور أحمد الحمادي، إن رؤية قطر الوطنية جعلت الاهتمام بحقوق الإنسان خيارًا استراتيجيًا.

لا يمكنك ولا يمكنني رفض الدعم القطري ولا غير القطري لحقوق الإنسان، ولا يمكنك إدانتهم لأنهم يفعلون ذلك، فهذه شطارة فهم يوظفون كل شىء لصالحهم، لكن لابد أن تطرح السؤال عنوان المقال، فالحقيقة التي لا يمكن المراوغة فيها أن النظام القطري مثل أنظمة الخليج والكثير من الأنظمة العربية لا علاقة له بالحريات أو حقوق الإنسان، فلا حريات سياسية ولا حرية تنظيم ولا حرية رأي ولا مؤسسات ديمقراطية، برلمان، انتخابات.. إلى آخر هذه الحقوق البديهية.

هل السبب كما قال لي صديقي الصحفي والكاتب الكبير مجدي حلمي، إنهم أي الشعب القطري لا يحتاج إلى هذه الحريات، مستندا إلى الرخاء الاقتصادي، أي الحقوق الاقتصادية وقدرًا غير قليل من الحريات الشخصية. 

مختلف مع صديقي العزيز، لكن عودة إلى السؤال الأساسي، لا يمكنك رفض الدعم القطري لحقوق الإنسان في العالم العربي، لكن أيضًا لا يمكنك الاطمئنان أبدًا لديكتاتور، ولا يمكنك تصديقه عندما يتحدث عن الحرية.
الجريدة الرسمية