رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل عمر عبد الرحمن من زنزانته تكشف عورة أمريكا.. تعذيب ووحدة يدفعانه للجنون.. سجانوه يتعمدون إهانته بشكل شخصي.. سجن محاميته وتطبيق التفرقة العنصرية ضده

الشيخ عمر عبد الرحمن
الشيخ عمر عبد الرحمن
18 حجم الخط

رسائل الشيخ عمر عبد الرحمن في أمريكا، توثق عملية تعذيبه داخل السجن، وشعوره بالوحدة حتي أصبح سجين بصره وسجين زنزانته التي لا يتحدث فيها مع أحد، إلا قرآنه الذي يحفظه في صدره.


أحد الخطابات المؤثرة التي أرسلها الشيخ عمر عبد الرحمن عبر زنزانته في أمريكا قال فيها: "إنهم إن قتلوني، ولا محالة هم فاعلوه، فشيعوا جنازتي وابعثوا بجثتي إلى أهلي لكيلا تنسوا دمي ولا تضيعوه بل اثأروا لي منهم".

الشيخ عمر يعاني معاناة شديدة في زنزانته، فقد تحدثت زوجة الدكتور عمر في أحد حواراتها أن الشيخ يعاني في السجن، وأن أحواله سيئة للغاية، وأنه يتعرض لتعذيب بدني ونفسي، وذكرت أن زنزانته تسلط عليها روائح وغازات ضارة سامة، مما يتسبب في حدوث آلام شديدة له في جسده وتؤثر على ذاكرته، فزوجته تقول "إنهم يريدون الإضرار بذاكرته".

عائلة الشيخ عمر تسرد تعذيب الشيخ في زنزانته بالاعتداء عليه بواسطة موظفين حكوميين، مشيرين إلى أنه قد ألقى به بعضهم أرضًا وأخذوا يوجهون له الضربات، لأنهم سمعوا صوت الأذان المنبعث من ساعة الشيخ فأقلقهم.

ويصف الشيخ في إحدى رسائله لعائلته أنهم يسلطون عليه الكاميرات بالصوت والصورة طوال الـ24 ساعة يوميا، وأنه يقوم بغسل ملابسه الداخلية، ولا يوجد معه من يقوم بإحضار الأشياء أو ترتيبها لوضعها في المكان الصحيح، وأنه يعاني أشد المعاناة من الوحدة داخل الزنزانة، فليس معه من يكلمه أو يتكلم إليه طوال الليل والنهار، حتي أنه وصف في إحدى رسائله أنه لولا القرآن الذي يحفظه في صدره لتمكن منه الجنون.
 
حالة الوحدة الشديدة كانت تؤثر بشكل كبير على الشيخ في زنزانته، وكان يشكو من أنه ليس معه من يأنس إليه من الناس، ولا يوجد معه لا قريب من المسلمين ولا من يتكلم العربية ويبقى على ذلك طوال الليل والنهار لا يتحدث إلا مع نفسه.

ولا تنتهي آلام الشيخ داخل الزنزانة الانفرادية في سجنه بأمريكا ليسرد في رسائله أنه توجد تفرقة عنصرية في السجن من حيث المعاملة، فإذا ما نادى أي سجين ضباط الحراسة أسرعوا له أما الشيخ عمر فيظل يطرق الباب لساعات ولا أحد يقضي له ما يحتاج إليه، وكانت الشكوى التي تؤرق الشيخ عمر أنه لم يصل الجمعة ولا الجماعة منذ أن أتى إلى السجن منذ أكثر من 20 عامًا.

ويذكر الشيخ عمر في رسائله أن سجانيه يتعمدون إهانته شخصيا، وإهانة مصحفه وكتبه الإسلامية وطريقة صلاته، ويحولون بينه وبين الوضوء، ويحرمونه من التواصل مع أهله في مصر، وحتى مع المحامين الأمريكان، وسجنوا محاميته الحقوقية إلين ستيوارت 66 عامًا، بتهمة مساعدة الشيخ عبر توصيل رسائله إلى أهله.
 
وقد سُجن الشيخ عمر بأمريكا على خلفية المساهمة والتحريض على تفجير مركز التجارة العالمي، بعد أن تم استدراجه عبر عميل مصري كان يقيم في واشنطن عام 1994، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن والشيخ يرسل آلاف النداءات، والمناشدات من أبنائه، والشيخ تجاوز الـ75 من عمره، ويعاني 9 أمراض مزمنة ومنها أمراض (سرطان البنكرياس - القلب- السكري - الروماتيزم - الصداع المزمن - آلام مزمنة للمفاصل أدت إلى عدم القدرة على الحركة إلا على كرسي متحرك) فضلًا عن حالته المعروفة من فقدان للبصر، ويعيش في زنزانة منفردة مع حراس لا يتحدثون اللغة العربية.
الجريدة الرسمية