رئيس التحرير
عصام كامل

ما المقصود بالآية "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا"

دار الافتاء المصرية
دار الافتاء المصرية

ردا على هذه التساؤلات أجابت دار الافتاء المصرية بأن: هذه الآية الكريمة 45 من سورة الأحزاب فيها تكريم للنبي عليه السلام ومؤانسة له، وبيان لمكانته، صلى الله عليه وسلم، بوصفه تعالى له بأنه سراج منير يهدي السائرين ويرشد الحيارى والضالين، وبأنه قائم بالشهادة على الناس يقيم حجة الله تعالى على خلقه بتبليغ رسالته وتوصيل دعوته وأمانته، يبشر من آمن بالله وينذر من كفر به.

 

وقد وصفه الله تعالى في هذه الآية بعدة أوصاف كلها كمال وجمال وثناء وجلال، وختمها بأن صلوات الله عليه هو السراج المنير الوضاء الذي بدد الله به ظلمات الضلال ونشر السلام وقضى به على الشرك والمشركين، حاملا مشعل الهداية وسراج الإيمان ومنارة العدل وبركات السلام وطارد الظلم والظالمين إذ يقول الله تعالى فى سورة المائدة الآية 15، 16: “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ”." 

 

وكان منهجه في دعوته الحكمة والموعظة الحسنة واليسر، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر يحل الطيبات ويحرم الخبائث، وفي ذلك يقول الله تعالى في الآية 157 من سورة الأعراف: “الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

خالد الجندي يوضح مدى رحمة الله بعباده رغم كثرة الذنوب (فيديو)

 

ويقول جل شأنه: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ" النحل 125، ويقول الرسول الكريم (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا) رواه البخاريى عن أنس بن مالك، وصدق الله تعالى إذ يقول: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" الأنبياء 107.. وبهذا فإن دعوته الكريمة كانت سبيلا لإخراج الناس من ظلمات الجاهلية والشرك إلى نور العلم والإيمان.

الجريدة الرسمية