رئيس التحرير
عصام كامل

سنة ثانية جائزة


جائزة الدكتور "محمد ربيع ناصر" للبحث العلمى واحدة من إطلالات مصر، التي تضيف إلى قوتها الناعمة زخما جديدا، يدفعنا دفعا إلى المطالبة بمزيد من الأحداث الثقافية، التي تمنح علماء مصر أملا جديدا في الاهتمام والرعاية، وتقديم القدوة الواعية إلى قطاعات الشباب، وأملا في إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي، بعد سنوات من الغفلة والاهتمام بقشور الأمور لتعود من جديد قاهرة المعز جديرة بما يليق بها.


في نسختها الثانية أقيم أول أمس حفل الإعلان عن الجائزة العلمية بأحد فنادق مصر، وبحضور لفيف كبير من علماء أضافوا إلى الحياة في بلادنا العربية جهودا لا ينكرها إلا جاحد.. وسط هذه النخبة كان الحضور الإعلامي والعلمى يليق بمثل هذه الجائزة التي تمد شريان الحياة العلمية، بإكسير من علماء مصر الذين يقضون حياتهم بين المعامل، وفي قلب المشكلات العلمية، ليقدموا للناس حلولا شافية.

ثلاث جوائز في النسخة الثانية، أولاها جائزة العلوم الطبية، وثانيها جائزة العلوم الزراعية التطبيقية، وثالثها جائزة شباب الباحثين في العلوم التطبيقية، وأضيف أيضا إليها جائزة جيل الرواد، ولكل جائزة لجنة علمية تحكيمية، تتلقى أبحاث العلماء لتخرج بنتيجة لتحديد الفائز الأول في كل قطاع، وقد أعلن الدكتور "محمد ربيع ناصر" توسيع جائزة النسخة الثالثة في العام القادم، ليتم تنظيمها على المستوى العربى، وهي نقلة نوعية لسباق عربى محمود.

لجان التحكيم ضمت نخبة من علماء مصر الأجلاء، الذين تلقوا في النسخة الثانية عددا كبيرا من الأبحاث، جعلت أمر التحكيم صعبا للغاية، حيث تم الإعلان عن الفائز الأول بجائزة العلوم الطبية، وكانت من نصيب عالم مصرى جليل في طب المسالك البولية هو الأستاذ الدكتور "أحمد إبراهيم السقا" الأستاذ بجامعة قناة السويس، وهو واحد من فرسان هذا المجال، قدم عددا كبيرا من الأبحاث العلمية المنشورة في كبري المجلات العلمية العالمية..

كما فاز الأستاذ الدكتور "عبد الفتاح محمد السيد يوسف" الأستاذ بكلية علوم الإسكندرية، وهو أيضا واحد من كبار علماء المنطقة في هذا المجال، وقضى حياته باحثا متميزا في مجاله، وأضاف إلى المكتبة العلمية الكثير من الدراسات والأبحاث العلمية في مجال العلوم الزراعية التطبيقية، وفاز الدكتور "يسرى شعبان" الأستاذ بصيدلة الإسكندرية بالجائزة الأولى عن جدارة في مجال الباحثين الشبان في العلوم التطبيقية.

ولم تغب عن هذه الاحتفالية جائزة لها دلالتها، عندما تم الإعلان عن فوز الأستاذ الدكتور "مفيد شهاب" بجائزة الرواد، لتشهد القاعة تصفيقا حادا يليق بما قدمه واحد من رجالات مصر الأوفياء للعلم والعلماء، وما تحفظه الأجيال له من جهود قدمها على مدار حياته، مقاتلا في معارك الدبلوماسية والقانون الدولى في قضية طابا، وما قدمه الرجل من إضافات علمية تتلمذت عليها أجيال متعاقبة منذ عهد "عبد الناصر" وحتى تاريخه، ولا يزال عطاء الرجل متدفقا وعلامة مضيئة في تاريخ البلاد.

قبل إعلان الجائزة بيومين سألت الدكتور "محمد ربيع ناصر" عن الفائزين، وكانت المفاجأة عندما قال لى إن اللجان العلمية تخطر الفائزين قبلها بيوم، وأنا شخصيا أطلع عليها صباح يوم الإعلان، وهي لجان تضم نخبة من علماء أجلاء تلزمهم قيمهم بما يجب أن يفعلوه، ولا يمكن لأحد أن يتدخل في أعمالهم، وأضاف: في العام المقبل سنعلن عن الجائزة على المستوى العربى، وسيتم تحديد قطاعات الجوائز وفق منهج علمى يرتبط بما تفرضه الساحة العلمية على المستوى العربي.

كان الحفل مبهجا خاصة وأن القاعة ضمت عددا كبيرا ممن أثروا الحياة العلمية، لتري بوضوح تواضع العلماء والفرحة العارمة التي تغلف المكان، بغض النظر عن اسم الفائز، ففي أوساط العلماء تستطيع أن تري للشفافية ملامح لا تخطئها العين المجردة.. تحية إلى كل من أسهم في هذه الجائزة، ويراودنا أمل جديد لمزيد من إسهام القطاع الخاص في مثل هذه الأحداث التي تعيد لبلادنا رونقها، ودورها الحضارى في محيطنا العربى والإقليمي.
الجريدة الرسمية