رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان لا يتغيرون !


مبكرا قلت إن ما سيحدث في تونس سوف يكون مرشدا لفهم حركة قوى الإسلام السياسي في المنطقة كلها خلال الفترة المقبلة.. فمن المؤكد أن إمساك حزب النهضة الاخوانى بالسلطة فيها سوف يمثل دفعة معنوية، ليست بالهينة، للإخوان في العديد من بلدان المنطقة العربية لمحاكاة ما فعله إخوان تونس، أي الوصول إلى السلطة أيضا..


وبالنسبة لإخوان مصر تحديدًا فإن ثمة عاملًا إضافيًّا يحفزهم الآن بعد الذي حدث في تونس، وهو الغيرة من الإخوان التوانسة، خاصة أنهم يعتبرون أنهم قادة الإخوان في المنطقة، والأولى أن يكونوا القدوة، وليس أي إخوان غيرهم.

غير أننى أرى أيضا أن إخوان تونس، رغم دهاء الغنوشى، وكل محاولات التقرب للغرب والأمريكان، لن يطول بهم التواجد في السلطة بتونس.. فهم بعد أن وصلوا إلى السلطة وأمسكوا بها بشكل منفرد صاروا مسئولين أمام الجماهير التونسية عن إيجاد حل لواحدة من أهم المشكلات التي يعيشونها الآن، وهى المشكلة الاقتصادية..

والأرجح أنهم في ظل الخبرات المحدودة لديهم لن يجدوا هذا الحل بسهولة وسرعة أيضا، وهذا من شأنه أن يثير غضب الجماهير التونسية، مثلهم مثل الجماهير العراقية واللبنانية، وأيضًا الإيرانية الآن، لن يقدر إخوان تونس رغم كل مالديهم من دهاء على تحمل هذا الغضب.

ويعزز ذلك أن الإخوان تونس رغم الدهاء أيضا هم مثل غيرهم من بقية الإخوان، لا يتغيرون، ويسعون إلى التكويش وأخونة كل ما يستطيعون أخونته من مؤسسات رسمية.. وقد بدأ "الغنوشى"، مبكرا، مسيرة الأخونة في تونس عندما قرر نكص تعهده للقوى السياسية التونسية، بترشيح رئيس للحكومة ليس إخوانيا، ولا ينتمى لحزب النهضة، ثم قدم شخصية تنتمى لحزب النهضة، وإن كان من مستوى غير قيادى.. ثم اختار رئيسًا لديوانه في مجلس النواب من كوادر حزبه وابن أخيه.. وبالطبع الأخونة سوَف تستفز التوانسة وتغضبهم. 
وإذا فقد إخوان تونس السلطة سوف يكون ذلك سببا كبيرا لإحباطهم.
الجريدة الرسمية