رئيس التحرير
عصام كامل

تونس في قبضة الإخوان !


نجح "راشد الغنوشى"، زعيم حزب النهضة الإخوانى، في الفوز برئاسة البرلمان التونسي، الذي يتولى تشكيل الحكومة، والأهم عملية التشريع لتونس.. وبذلك صار إخوان تونس يسيطرون على السلطة التشريعية، بعد أن ظفروا بمؤسسة رئاسة يرضون عنها..


فرئيس تونس يدرك أن الإخوان ساهموا في انتخابه، وبذلك ستكون مؤسسة الرئاسة، غالبا، ليست في موقع المناهض لهم، كما حدث في رئاسة "السبسى"، وإن لم تؤيدهم بشكل صريح فإنها سوف تسكت على ما يقومون به، سواء داخل البرلمان أو داخل الحكومة، خاصة أن سلطات الرئيس الخاصة بالسياسات الداخلية شرفية ومحدودة.

وإذا كان "الغنوشى" قد نجح في أن يحصل على نسبة ٥٢ في المائة لانتخابه رئيسا للبرلمان، رغم أن حزبه يحوز نسبة أقل بكثير من مقاعد البرلمان، فإن ذلك يشير إلى أنه من المحتمل أن يتمكن هو وحزبه من تشكيل الحكومة، عبر تحالفات مع أحزاب وقوى تونسية أخرى، كما فعل في البرلمان.. وبذلك سوف يجمع حزب النهضة الإخوانى ما بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، لتصير تونس كلها في قبضته.

والأغلب أن ذلك من المرشح أن يستمر، إلا إذا لجأ البرلمان إلى إصدار تشريع يستفز ويغضب عموم التونسيين، وفى المقدمة منهم غير الراضين عن سيطرة حزب "النهضة" الإخوانى على تونس، أو إذا ارتكبت الحكومة، التي سوف يشكلها حزب النهضة الإخوانى، ما قد يثير غضب التونسيين، خاصة في المجال الاقتصادى.

لكن يبقى أن ما سوف تشهده تونس سوف يكون موجهًا لحركة الإخوان وتنظيمهم الدولى الذي يشارك فيه حزب "النهضة" في المنطقة العربية كلها.. فهو إما أن يحفزهم لمحاكاة حزب "النهضة" التونسي فيما فعله، أو العكس.. أي انتهاج طرق أخرى للوصول إلى السلطة.
الجريدة الرسمية