رئيس التحرير
عصام كامل

15 معلومة عن العلاقات الإستراتيجية والتاريخية بين مصر والإمارات

الرئيس السيسي ومحمد
الرئيس السيسي ومحمد بن زايد

يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، زيارة رسمية لدولة الإمارات، حيث يبحث الرئيس مع ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال الزيارة، العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع البلدين الشقيقين والتعاون الثنائي الإستراتيجي بينهما وآليات مواصلة تنميته وتعزيزه في المجالات المختلفة، إضافة إلى مجمل التطورات على الساحات العربية والإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك


وأبرز المعلومات عن العلاقات الإستراتيجية والتاريخية بين مصر والإمارات:

- يرجع تاريخ العلاقات "المصرية - الإماراتية" إلى ما قبل عام 1971، الذي شهد التئام شمل الإمارات السبع في دولة واحدة هي دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي دعمت مصر إنشاءها، وأيدت بشكل مطلق الاتحاد الذي قامت به دولة الإمارات، وتعد مصر من بين أولى الدول التي اعترفت بالاتحاد الجديد فور إعلانه ودعمته دوليًا وإقليميًا كركيزة للأمن والاستقرار وإضافة قوة جديدة للعرب.

- تميزت العلاقات بين مصر والإمارات بالخصوصية والاحترام المتبادل منذ نشأتها، خاصة في ظل العلاقات الأخوية الوطيدة بين حكام البلدين مما انعكس إيجابيًا على مجمل العلاقات الثنائية في مساراتها الرسمية على المستوى السياسي والاقتصادي، وفي مسارها الأهلي على المستويات الثقافية والاجتماعية والتجارية.

- كما يميز العلاقات السياسية بين البلدين قدرتها على إرساء جذور الصداقة والأخوة القائمة بينهما وتطويرها، في إطار تحكمه عدة أهداف مشتركة أهمها التضامن والعمل العربي المشترك والعمل في المحافل الدولية على نبذ العنف وحل الخلافات بالطرق السلمية.

- وأدى ازدياد قوة العلاقات الثنائية بين البلدين إلى ازدياد التعاون بينهما في جميع المجالات وخاصة المجالات الاقتصادية، الأمر الذي أدى إلى ازدياد حجم الاستثمارات الإماراتية، بحيث أصبحت الإمارات من كبرى الدول المستثمرة في مصر.

- وترتبط مصر الإمارات بعلاقات تاريخية وثيقة تستند على الوعي والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية التي شهدتها وتشهدها المنطقة، وأهمية التعامل معها بسياسات ومواقف متسقة ومتكاملة ترسخ الأمن العربي والإقليمي، وتحافظ على استدامة التنمية في دولها، كما يحظى البلدان بحضور ومكانة دولية، خاصة مع ما تتميز به سياستهما من توجهات حكيمة ومعتدلة، ومواقف واضحة في مواجهة التحديات الإقليمية المرتبطة بإرساء السلام ودعم جهود استقرار المنطقة ومكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.

- كما ترتبط القاهرة وأبوظبي بعلاقات تاريخية أرسى دعائمها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من خلال قناعة راسخة بمكانة مصر ودورها المحوري في المنطقة، حيث يرجع تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية إلى ما قبل العام 1971، الذي شهد قيام دولة الإمارات تحت قيادة الشيخ زايد الذي ترك وصية خاصة بمصر، قال فيها: نهضة مصر نهضة للعرب كلهم.. وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر.. وهذه وصيتي أكررها لهم أمامكم بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.. إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة".

- طالما وقفت الإمارات إلى جانب شقيقتها مصر في الأوقات الصعبة منذ العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956، وفي أعقاب حرب يونيو 1967، حيث سارع الشيخ زايد إلى مد يد العون لإزالة آثار العدوان الإسرائيلي، وصولا إلى مساهمته في حرب أكتوبر 1973، واتخاذه قرار قطع النفط تضامنا مع مصر، بجانب تبرعه بـ100 مليون جنيه إسترليني لمساعدة مصر وسوريا في الحرب.

- كما دعم الشيخ زايد في مرحلة البناء التي توجت بمدينة الشيخ زايد التي أهداها لمصر عام 1995، بمنحة من صندوق أبوظبي للتنمية، كما توجد مدينة جديدة في المنصورة تحمل اسم الشيخ زايد أيضا، وفي 2010 تم الانتهاء من مشروع قناة الشيخ زايد، لنقل مياه النيل إلى الأراضي الصحراوية في منطقة توشكى، وفي مستشفى الشيخ زايد يعالج المصريون، ويتعلم أبناؤهم في مدارس تحمل اسمه.

- كانت مصر من أوائل الدول التي دعمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، وسارعت للاعتراف به فور إعلانه ودعمته دوليا وإقليميا كركيزة للأمن والاستقرار وإضافة جديدة لقوة العرب منذ ذلك التاريخ استندت العلاقات الإماراتية المصرية على أسس الشراكة الإستراتيجية بينهما لتحقيق مصالح الشعبين ومواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة، وقد تعددت لقاءات قيادتي البلدين ومسئوليها على كل المستويات للتنسيق حيال تلك التحديات

- في عام 2008 تم التوقيع على مذكرتي تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين، نصت على أن يقوم الطرفان بعقد محادثات ومشاورات ثنائية بطريقة منتظمة لمناقشة جميع أوجه علاقتهما الثنائية وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن أجل المزيد من التنسيق المشترك تم الاتفاق في فبراير 2017 على تشكيل آلية تشاور سياسي ثنائية تجتمع كل 6 أشهر مرة على مستوى وزراء الخارجية والأخرى على مستوى كبار المسئولين.

- شهدت السنوات الماضية تنسيقًا وثيقًا بين البلدين على الصعيد السياسي، خصوصًا حيال القضايا الرئيسية على الصعيدين العربي والدولي، وتعددت لقاءات قيادتي البلدين ومسئوليها للتنسيق حيال تلك المواقف، وهو ما أظهر نجاحًا كبيرًا في العديد من الملفات التي تحظى باهتمام الجانبين.

- تحتل الإمارات المركز الأول دوليًّا وعربيًّا من حيث الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر، والتي وصلت إلى نحو 6.663 مليار دولار في عام 2018، مقارنة بنحو 6.513 مليار دولار عام 2017، كما وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين في الفترة من يناير، وحتى أكتوبر من 2018 نحو 3 مليارات دولار، فيما بلغ عدد الشركات الإماراتية العاملة في مصر إلى 1065 شركة حتى مارس 2019، مقارنة بنحو 923 شركة عام 2017.

- تنظم العلاقات بين البلدين مجموعة من الاتفاقيات والبروتوكولات، ومن أبرزها: اتفاقية للتعاون العلمي والتقني في الميادين الزراعية، واتفاق تبادل تجارى وتعاون اقتصادي وتقنى وتشجيع وحماية الاستثمارات، واتفاق إنشاء لجنة عليا مشتركة بين البلدين، واتفاق تعاون مشترك بين الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية واتحاد الغرف التجارية والصناعية بدولة الإمارات، واتفاقية للتعاون المشترك بين الاتحاد التعاوني الاستهلاكي بدولة الإمارات والاتحاد العام للتعاونيات بمصر، واتفاق إنشاء مجلس الأعمال المصري الإماراتي المشترك بين الاتحاد العام للغرف التجارية واتحاد غرف تجارة وصناعة أبوظبي، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار، اتفاقية التعاون القانوني والقضائي، واتفاقية بشأن الخطوط الجوية، ومذكرة تفاهم بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل والهيئة العامة للاستثمار.

- يشهد الجانب الثقافي على العلاقة الوطيدة والتآخي الحقيقي بين البلدين؛ إذ تتم سنويا زيارات ولقاءات متبادلة بين المثقفين المصريين والإماراتيين في المؤتمرات الثقافية والعلمية والفنية التي يستضيفها البلدان، وتعبيرًا عن التقدير للدور الإماراتي الداعم لقطاع الثقافة في مصر قدم الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مايو 2015 قلادة الجمهورية للدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي منحت له بموجب قرار جمهوري صادر في 29 ديسمبر 2013، وذلك تقديرًا لمواقفه الداعمة لقطاع الثقافة في مصر، وحرصه على إنشاء دار جديدة للوثائق القومية بمنطقة الفسطاط.

- يحظى الأزهر الشريف بتقدير إماراتي رسمي وشعبي كمرجع ديني معتدل، وفي هذا الإطار جاء إعلان مركز جامع الشيخ زايد الكبير، في أبريل 2013 عن مبادرة لتمويل عدة مشروعات في الأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية تبلغ تكلفة إنشائها نحو 250 مليون درهم إماراتي، كما تضمنت المشروعات ترميم مكتبة الأزهر الشريف وصيانتها وترميم مقتنياتها من المخطوطات والمطبوعات وترقيمها وتوفير أنظمة حماية وتعقب إلكتروني لمراقبتها وتعقبها والمحافظة عليها، وكذلك تمويل إنشاء 4 مبان سكنية لطلاب الأزهر في القاهرة وتمويل أعمال تصميم إنشاء مكتبة جديدة على أحدث النظم المكتبية العالمية للأزهر الشريف تليق بمكانته، وما تحويه مكتبته من نفائس المخطوطات والمطبوعات حـتى تستطيع مكتبة الأزهر الشريف القيام بالدور المنوط بها في نشر الثقافة الإسلامية، وإتاحة أوعيتها النادرة لطلاب العلم والباحثين، وكي تكون مركزًا عالميًّا للإشعاع الإسلامي والثقافي.
الجريدة الرسمية