رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الأوقاف اليمني: ابتلينا بشباب يحفظون مجموعة أحاديث ثم ينصبون أنفسهم شيوخا للإسلام

فيتو



  • الحكام لا يطلبون الرأى من العلماء
  • لا يجب ترك المجال لصغار السن يعبثون بعقائد الناس
  • احتكار السلع يكون صاحبه ملعونا فكيف بمن يحتكر الرأي والحكم الشرعي
  • الخلاف عند البعض نقمة وعند البعض الآخر نعمة
  • غالبية الأحكام في الشريعة هي أحكام ظنية وليست قطعية

اليمن ومعارك السنوات الخمس، واحدة من الأزمات المستعصية التي تعانى منها الأمة العربية خلال السنوات القليلة الماضية، لا سيما وأن الحرب، التي طال أمدها، لم تقدم حتى الآن إلا مزيدًا من الفقر والبؤس للشعب اليمني، الذي يواجه أطماع جماعة أنصار الله (ميليشيات الحوثى) الموالية والمدعومة من النظام الإيراني، وهو ما أكده الدكتور أحمد عطية، وزير الأوقاف والإرشاد اليمني.
«د.عطية» الذي شارك في مؤتمر «الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي»، تحدث في حوار لـ «فيتو» عن أزمات عدة، سواء تلك الكائنة في اليمن، أو في المنطقة العربية بوجه عام، وقدم «الوزير اليمني» رؤيته فيما يتعلق بجميع الأزمات.. وكان الحوار التالى:

*من وجهة نظرك ومن واقع متابعتك القريبة للأحداث الجارية.. ما الفتوى التي تخدم الأمة العربية والإسلامية في الوقت الحاضر؟
أعتقد أنه واجب علينا اليوم كمراجع دينية وإسلامية، سواء كانت وزارت أوقاف أو دور إفتاء أن نسعى إلى توحيد الفتوى خاصة في القضايا المفصلية، الكبيرة التي تتعلق بالحاكم ومسالة الولاء والبراء، ولا نترك المجال لصغار السن يعبثون بعقائد الناس، وهذه مسألة هامة ومثل هذه المؤتمرات التي تقام في مصر تمثل طريقا صحيحا، لتصحيح هذا المسار.

*هل يمكن إنشاء مجلس فقهي إسلامي يجمع الدول العربية؟
يمكن توحيد الفتوى وإذا كانت القطعيات في الدول الإسلامية محفوظة، فلا يمكن لأحد أن يختلف في تلك المسائل، فالإسلام على سبيل المثال فيه من المسائل التي تخدم غير المسلمين.

*من واقع متابعتك شبه اليومية.. هل يمكن أن يساهم رجال الدين في حل الصراع المتأزم في اليمن؟
الحقيقة أن الحكام إذا طلبوا من العلماء الرأى فإنهم سيعطونهم هذا الرأي لكن الحكام لا يطلبون.

*كيف ترى الاعتداء التركي الأخير على الأراضي السورية؟
نحن مع احترام سيادة الدول، وضد أي تدخل في شئون دولة أخرى إلا بطلب من تلك الدولة، مثل اليمن، فنحن طلبنا من المملكة العربية السعودية التدخل، وكذلك التحالف العربي وعلى ذلك تم التدخل.

*كيف ترى مسألة الخلاف الفقهي من المنظور الشرعي؟
حقيقة.. الخلاف عند البعض نقمة وعند البعض الآخر نعمة، وغالبية الأحكام في الشريعة هي أحكام ظنية وليست قطعية، وللأسف ابتلينا بشباب يحفظ مجموعة من الأحاديث من أي كتاب ثم ينصب نفسه شيخا للإسلام، ويفتي في الأعراض والدماء والأموال، وتجد العوام يسألونه فيفتى في كل شيء كأن جبريل يتنزل عليه فينقل الحكم المندوب إلى الواجب والواجب إلى مندوب والمستحب إلى مكروه والمكروه إلى حرام، ويضيق المباح، إلى أن وصلنا إلى أن الخلاف المحمود اليوم يكاد يكون عزيزا، وليس من المتعارف عليه أن يكون البشر كلهم على رأى واحد، وكما هو معلوم، فالاحتكار في السلع يكون صاحبه ملعونا، فكيف بمن يحتكر الرأي والحكم الشرعي، فأدب الخلاف يكفينا فيه تاريخ الأسلاف.

الجريدة الرسمية