رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس الوقف السني العراقي: هناك مخطط لتحويل الدول العربية لـ«دكاكين» طائفية وعرقية ومذهبية

فيتو



«المؤتمر العالمي الخامس الذي أقيم بالقاهرة تحت عنوان «الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي» يناقش قضية كبيرة يمر بها العالم الإسلامي» جملة بدأ بها الشيخ عبداللطيف الهميم، رئيس الوقف السني العراقي، حديثه لـ«فيتو»، الذي كشف فيه ما وصفه بـ«مخطط تحويل الدول العربية إلى «دكاكين» على أسس طائفية وعرقية ومذهبية، مشددًا في الوقت ذاته على أهمية الدور الذي كان ولا يزال يلعبه الأزهر الشريف، سواء في العراق أو بقية البلدان العربية، وتحدث أكثر تفصيلًا في الحوار التالى:


*كيف ترى أهمية القضية التي يناقشها مؤتمر دار الإفتاء؟
المؤتمر يناقش قضية كبيرة يمر بها العالم الإسلامي، وأعتقد أنه يلامس مشكلة حقيقية، ونتمنى أن يضع حدا لمشكل الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي، خاصة وأن مصر تلعب دورا هاما ومحوريا في المنطقة، من خلال دار الإفتاء والمؤسسات البحثية الأخرى القادرة على إيقاظ وعي المسلم ونقله من ثقافة الفوضى إلى ثقافة السلام.

*كيف ترى حقيقة الوضع الحالي في سوريا؟
ما يحدث في سوريا يدل على أن المنطقة بالكامل تتعرض لمؤامرة كبرى، ليس فقط سوريا وإنما كل البلدان العربية، وهناك مشروع يهدف إلى تقسيم هذه الدول إلى (دكاكين) على أسس طائفية وعرقية ومذهبية، وهذا يمثل خطرا حقيقيا على كل البلدان العربية، وهذا الذي يحدث في سوريا هو عملية قتل بالنيابة.

*وماذا عن الوضع الداخلي حاليًا في العراق؟
نعيش مرحلة استقرار الدولة، ويوجد لدينا مشروع لإعادة إعمار الدولة من جديد، والحمدلله العراق بخير، ويحقق الأمن بطريقة ممتازة، وأعتقد أننا نعيش اليوم عملية انتقال نحو الأمن والسلام، والإعمار في العراق يسير بطريقة جيدة، لكنه قد يتفاوت من منطقة لأخرى لأسباب متعددة.

*ما الدور الذي يلعبه الأزهر في عملية «إعمار العراق»؟
نحن لدينا تعاون مشترك كبير مع الأزهر، منذ أربع سنوات ونحن نشكر للأزهر الشريف على كل هذا الجهد، لأنه المؤسسة الدينية الرائدة التي دعمتنا وقدمت لنا عونا كبيرا خاصة في مشروع الطلاب الدارسين للبكالوريوس والدكتوراه، ولدينا تعاون مع المشيخة ومع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وهذا ينبع من دور مصر الذي لعبته وتلعبه وسوف تظل تلعبه مع الشعب العراقي.

*في رأيك ما سبب البلاءات والأزمات التي تحدث في البلدان العربية؟
الإسلام السياسي عمومًا قدم نموذج سيًئا للإسلام، وبالتالي يجب إعادة تقييم المرحلة كلها بالكامل، من خلال طريقة منهجية حقيقية، بأن ننتقل من ثقافة الفوضى إلى ثقافة النظام والدولة.

*كيف ترى العلاقة بين مصر والعراق في الفترة الحالية؟
الحقيقة أن ما يربط العراق بمصر هو حبل سُري، يصعب فصله إطلاقًا والرابط بين القاهرة وبغداد ليست رابطة اليوم وإنما هي رابطة الذاكرة والتاريخ والثقافة، ونحن ومصر كلانا في خندق واحد.

*رغم الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم داعش، إلا أن البعض يتخوف من عودة داعش مرة أخرى.. إلى أي مدى يمكن أن يتحقق هذا التخوف؟
إن شاء الله لن يعود مرة أخرى، لأن العراقيين أدركوا الدرس ولم تزل ذاكرتهم مصابة بالوجع، وبالتالى، هذه الذاكرة المتقدة لن تسمح لداعش ولا لأخواتها أن تكون موجودة مرة أخرى.

*وما دور الوقف السنى لعودة الوسطية مرة أخرى في العراق؟
نحن قمنا بعدة خطوات سواء على مستوى إصلاح التعليم الديني، وإعادة النظر في المناهج وصياغة الخطاب الإسلامي بما ينسجم مع قواعد الوسطية، بعيدًا عن التطرف وكذلك إعادة تأهيل وعي الخطيب لأنه هو المرسل، وكذلك رفع وعي المتلقي وهو المواطن العادي، وقطعنا خطوات كبيرة جدًا نحو الانتقال من الطائفية إلى اللاطائفية ومن التكفير إلى التفكير.

*هل يوجد أزمة في العراق حاليًا بسبب الخلاف الفقهي والمذهبي؟
بالفعل كان هذا موجودا خاصة في الفترة ما بين أعوام 2005 وما تلاها من أعوام، لكن اليوم أستطيع أن أقول إننا غادرنا هذا المستنقع وفي نهايته ونحن نؤسس ونبنى مرحلة جديدة من الفكر.
الجريدة الرسمية