رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الإعلام وحكايته !


في السنوات التي سبقت يناير ٢٠١١ كان أحد المطالب الأثيرة والمتكررة لقطاع كبير من النخبة السياسية والثقافية هو إلغاء منصب وزير الإعلام، وذلك للتخلص من أية وصاية يتعرض لها الإعلام.. لكن الغريب أنه بعد أن تم إلغاء منصب وزير الإعلام بعد يناير ٢٠١١ عاد بعض الذين سبق أن طالبوا بإلغاء هذا المنصب للمطالبة بعودته.. أي عودة وزير الإعلام!..


وكأن عودة وزير الإعلام سوف يصلح حالة الإعلام لدينا.. بل أن منهم بعد اتساع الشكوى من الأداء الإعلامي من طالب بقانون يعيد لنا منصب وزير الإعلام، رغم أنه لا يوجد مانع دستوري أو قانوني لإعادة حقيبة الإعلام في تشكيل الحكومة.

ولكل هؤلاء أقول إن وزير الإعلام ليس هو الذي سوف يصلح أحوال إعلامنا، ويجعله يستعيد مهنيته ودوره النشط والمؤثر ويتيح له القدرة على المبادرة بعيدا عن التوجيهات المباشرة، وفى ظل مساحة مناسبة من الحرية..

تطوير إعلامنا يحتاج أولا أن ندرك أهمية هذا الإعلام واقتناعا بحاجتنا لدوره، وليس لتقليص هذا الدور لنتخلص مما يعتبره البعض إزعاجا يسببه الإعلام.. ثم يحتاج أن نضع رؤية شاملة وإستراتيجية لما نريده من هذا الإعلام.. وهذه الرؤية سوف تحدد الدور المطلوب من هذا الإعلام، دون الحاجة لهذا التلقين المباشر الذي يتم بالقطعة.. وفى إطار هذه الرؤية وبالتالى الدور المنشود للإعلام نختار القيادات الإعلامية والصحفية التي تتسم بالمهنية وتقدر على أن تحقق هذا الدور، الذي يتعين أن يستند إلى القواعد المهنية.

وإذا قمنا بذلك لن تكون هناك حاجة لوزير إعلام، ولن نكون في حاجة لعمليات تلقين للإعلاميين والصحفيين.. المهنية ياسادة هي الحل.

الجريدة الرسمية